أكد أن حملتها الحمائية تسعى لكبح جماح عصر العولمة

كلارك: موقف شركات الطيران الأميركية الثلاث عفا عليه الزمن

صورة

أكد رئيس «طيران الامارات»، تيم كلارك، أن شركة «طيران الإمارات» لا تتلقى أي دعم من أي جهة، متسائلاً، في الوقت ذاته، عن ادعاءات الشركات الأميركية الثلاث «دلتا ــ أميركان ــ يونايتد» حول كيفية تلقي الدعم وسياسات الأجواء المفتوحة.

وقال كلارك، خلال مداخلة في نيويورك، إن الحملة الحمائية التي نظمتها الناقلات الأميركية الثلاث تسعى لمراجعة اتفاقات الأجواء المفتوحة، والحد من قدرات شركات النقل الجوية الدولية التي تعمل انطلاقا من منطقة الخليج، مؤكداً أن موقف الشركات الأمريكية عفا عليه الزمن.

 

لا دعم

عبر دبي

أوضح رئيس «طيران الإمارات»، تيم كلارك، أنه «إذا أراد راكب أن يطير من سياتل إلى أحمد آباد عن طريق (طيران الإمارات)، ففي هذه الحالة تستغرق رحلته 20 ساعة و55 دقيقة مع وقفة واحدة عبر دبي، أما إذا استخدم الراكب نفسه طيران (دلتا) ليصل إلى أحمد آباد، فإن الرحلة ستستغرق 25 ساعة، أو 24 ساعة و54 دقيقة على وجه الدقة، بعد أن يغير الرحلة على طيران الخطوط الملكية الهولندية في أمستردام، ثم يصل عبر طيران الهند إلى دلهي، بينما تستغرق الرحلة ذاتها 25 ساعة و20 دقيقة بالنسبة لمسافري شركة (يونايتد)، بعد تغيير الناقلة في نيوارك، ثم يصل عبر طيران الهند إلى مومباي، أما طيران (أميركان) فلا يطير أبداً إلى الهند».

وتفصيلاً، أكد رئيس «طيران الإمارات»، تيم كلارك، أن «طيران الإمارات» لا تتلقى أي دعم من أي جهة، متسائلاً عن ادعاءات الشركات الأميركية الثلاث حول كيفية تلقي الدعم وسياسات الأجواء المفتوحة.

وتحدث كلارك خلال مداخلته في «نادي وينجز» في نيويورك، أخيراً، عن شركة «طيران الإمارات» التي بدأت برأسمال قدره 10 ملايين دولار فقط وطائرتين تخدم ثلاث وجهات، لتنمو في ما بعد وتصبح أكبر وأنجح خطوط جوية للمسافات البعيدة في تاريخ الطيران المدني، مشيراً إلى أن كل ذلك حدث فقط خلال 30 عاماً.

وأضاف أن «(طيران الإمارات) استطاعت التكيف مع الظروف الاقتصادية والنمو السكاني في القرن الـ21»، لافتاً إلى أنها «تعد نموذجاً اقتصادياً استطاع أن يتماشى ويتكيف، في ما بعد، مع التغيرات الجذرية لتطلعات وتوقعات المتعاملين».

وأوضح كلارك أن «(طيران الإمارات) هي تلك المجموعة التي أعلنت، في السابع من الشهر الماضي، عائداً ربحياً وصل إلى 1.6 مليار دولار، كان نصيب المساهمين فيه 700 مليون دولار نقداً، وحوافز الطاقم 300 مليون دولار»، متسائلاً في الوقت ذاته «كيف تتلقى (طيران الإمارات) الدعم إذا كانت تدفع لشركائها وطاقمها مليار دولار».

وأعرب كلارك عن اعتقاده «أن السبب في موقف الناقلات الأميركية يكمن في فشل ثلاث شركات نقل جوية أميركية كبيرة في التنافس بنجاح مع شركة جوية كبرى غير مدعومة مثل (طيران الإمارات)، على مستوى من اللعب النزيه من دون أن تتعرض الشركات الثلاث للإفلاس خلال المنافسة».

وذكر أنه «إذا كان أحد يجد صعوبة في القيام بذلك، فلماذا تجهد هذه الناقلات نفسها لمدة سنتين، لتخرج في النهاية بملف يشتمل على 55 صفحة، ومرفقات تحتوي على الكثير من المغالطات والأكاذيب والادعاءات وقفزات فوق المنطق، ومزاعم عن الضرر التجاري، وفقدان الوظائف، والحرمان من حصة السوق، هي في النهاية ليست حقائق، وأفضل وصف لها هو أنها هراء».

 

تقريب الأسواق

وتحدث كلارك عن كيفية قدرة «طيران الإمارات» على أن تقرب الأسواق أكثر مما يبدو، ولاسيما الولايات المتحدة، مضيفاً: «ظللنا نطير إلى الولايات المتحدة على مدى السنوات الـ11 الماضية، ولدينا الآن تسع وجهات أميركية على شبكتنا، ونسيّر 84 رحلة أسبوعياً، تتميز جميعها بارتفاع في الطلب باستمرار، وجميع من يسافرون معنا من أميركا يمكنهم الوصول إلى أكثر من 50 وجهة عالمية لا تخدمها في الوقت الراهن أي شركة طيران في هذه السوق، إذ استطاعت (طيران الإمارات) في العام الماضي نقل أكثر من 2.3 مليون مسافر، و109 آلاف طن من البضائع من وإلى الولايات المتحدة».

وتابع: أنه «في الثامن من مارس الماضي أدخلنا رحلة (إيرباص A380) ثالثة يومياً إلى مطار جون كنيدي، التي أعقبتها في يونيو الجاري رحلة (ايرباص A380) رابعة عندما تم رفع مستوى رحلة دبي - ميلان - نيويورك من طراز (بوينغ 777)».

وبين كلارك انه «في السابع من يوليو المقبل ستشغل (طيران الإمارات) رحلة يومية ثانية ومن دون توقف من دبي إلى سياتل»، مشيراً إلى أن «الأخبار الواردة من سياتل تقول إن كل خدمة دولية جديدة تستقبلها المدينة تضيف 75 مليون دولار في الاقتصاد و1400 وظيفة في المنطقة».

وأفاد رئيس «طيران الإمارات» بأنه «في الأول من سبتمبر المقبل ستسير الناقلة رحلات يومية من دبي إلى أورلاندو، الوجهة العاشرة، على طائرة (بوينغ 777)»، موضحاً أن «الرحلة تستغرق 15 ساعة و50 دقيقة، وهذه الخدمة ستستفيد منها شركة (جيت بلو)، وهي شريك أميركي آخر في غاية الأهمية لـ(طيران الإمارات)، من خلال مركزها الإقليمي أورلاندو». وأضاف أن «عمدة المدينة يصف هذه الخدمة الجديدة بـ(بالخبر العظيم) لأنها توفر فرص عمل جديدة، وتعزز العلامة التجارية السياحة العالمية لأورلاندو، فيما يعتقد رئيس رابطة السفر الأميركي، روجر داو، أن هذا النوع من الخدمات الجوية يوجد نوعاً من الوظائف التي لا يمكن جلبها من الخارج والتي تحتاج إليها أميركا».

وبين كلارك أن «سعة النقل الأسبوعية لـ(الإمارات للشحن الجوي) تصل إلى 2000 طن في كل من طائرات الركاب ورحلات الشحن الجوية الأسبوعية الـ14 التي تسافر إلى شيكاغو وأتلانتا ونيويورك وكولومبوس»، لافتاً إلى أن «طائرات الشحن الجوي التابعة لـ(طيران الإمارات) نقلت بين الولايات المتحدة ودبي أكثر من 518 ألف طن من السلع ذات القيمة العالية منذ عام 2004، وستكون هناك خدمة يومية لبوسطن في الأول من أكتوبر من هذا العام».

وقال إن «(طيران الإمارات) تقرب أكثر وتغذي شبكة من شركات الطيران الأميركية، أي هي حالة من الدعم الذي تقدمه الناقلة لعلامة الطيران الأميركية التجارية، وهناك المزيد في المستقبل»، مشيرا إلى أن «البعض لا يريد تصديق ذلك، ويفضل خلط الفرضيات مع الحقائق الاقتصادية والاستراتيجيات».

 

الحملة الحمائية

وأكد كلارك أن «الحملة الحمائية التي نظمتها ثلاث ناقلات جوية أميركية ضخمة تسعى لمراجعة اتفاقيات الأجواء المفتوحة، والحد من قدرات شركات النقل الجوية الدولية التي تعمل انطلاقاً من منطقة الخليج، وتسعى هذه الشركات لكبح جماح عصر العولمة الحديث، وتحاول كبح تيار التقدم».

وتساءل «هل من المصلحة الوطنية إجبار الركاب بالسفر إلى منطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وإفريقيا أو آسيا،عبر العديد من شركات النقل، ما يجعلهم يتوقفون لفترات طويلة في فرانكفورت، باريس أو أمستردام؟ كيف يمكن لهذا أن يجعل الولايات المتحدة أقرب مما تبدو عليه؟».

كما تساءل كلارك «ألا تريد الشركات الأميركية أن تكون أقرب من أي وقت مضى إلى الاقتصادات الآسيوية والإفريقية والقوى الرقمية الضخمة في الهند؟»، مضيفاً «نحن نعلم أن هناك طلباً كبيراً للكوادر الهندية من الشركات الأميركية الكبرى بما في ذلك (مايكروسوفت) و(أمازون) و(غوغل) من سان فرانسيسكو وسياتل، إذ تسير (طيران الإمارات) 186 رحلة جوية أسبوعياً عبر دبي».

 

نموذج للتحالف

وقال إن «موقف شركات الطيران الأميركية الثلاث (دلتا ــ أميركان ــ يونايتد)، عفا عليه الزمن كنموذج للتحالف»، مضيفاً «في عام 2009 خاطبت نادي الطيران الأوروبي، إذ أثارت بعض شركات النقل في تلك القارة ادعاءات مماثلة تم التصدي لها بنجاح، والاختلاف الآن هو أن هذه الادعاءات نفسها انتقلت للضفة الأخرى من الأطلسي»، مؤكداً أنه «لن تكون هناك مدينة أميركية محصنة ضد استراتيجيات الحمائية التي تدعو لها شركات الطيران الأميركية الثلاث».

وتابع: «هل تستطيع هذه الشركات الأميركية الكبيرة أن تقول بكل أمانة إنها تعمل لمصلحة متعامليها».

وأشار إلى «هذا هو النظام العالمي الجديد الذي يتمثل في أن الحراك الكبير يجبرك على تصعيد جهودك وترقيتها من أجل تطلعات المتعاملين، إذ تحتاج صناعة الطيران إلى ولاء كبير للمتعاملين ولاسم الشركة».

وأعرب عن أمله «في انتهاء هذا الخلاف قريباً، وأن يسود العقل، ما يسمح للجميع العودة إلى تشغيل الشركات لمصلحة المتعاملين والمساهمين والموظفين وغيرهم من أصحاب المصلحة»، مشيراً إلى أن «صناعة الطيران التنافسية الصحية أمر حيوي للاقتصاد العالمي، وأن المشاحنات العلنية لا تخدم أي غرض».

تويتر