ترى أن النمو المستقبلي للصناعة محلياً يتمثل في تطوير قدرات التكرير والتسويق والتوزيع

«غرفة دبي» تكشف عن فرص الاستثمار في إعادة تدوير الألمنيوم

قائمة المنتجين الرئيسين للألمنيوم في الإمارات تشمل «إيمال» و«دوبال» المملوكتين لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم. تصوير: جوزيف كابلان

أكد تقرير لغرفة تجارة وصناعة دبي أن لدى الشركات الإماراتية فرصة للاستثمار في مجال إعادة تدوير الألمنيوم، خصوصاً مع زيادة التركيز على الاستدامة، والحاجة إلى إعادة تدوير الألمنيوم في دول مجلس التعاون الخليجي.

وشدد تقرير «غرفة دبي» على أن المزايا التنافسية التي تتمتع بها الإمارات في صناعة الألمنيوم ساعدت على أن تصبح الدولة مصدراً عالمياً رئيساً لهذا المعدن، لافتاً إلى شركة الإمارات للألمنيوم (إيمال)، وشركة دبي للألمنيوم (دوبال)، المملوكتين لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم.

معدن صناعي مهم

يعتبر الألمنيوم معدناً صناعياً مهماً، يستخدم في قطاعات النقل والبناء والكهرباء، وفي بعض المنتجات الاستهلاكية.

وجعل الاستعمال الواسع، في العديد من السلع المنزلية والمنتجات الصناعية، الألمنيوم سلعة حيوية في العديد من الاقتصادات، ومنها الإمارات.

ويتم إنتاج الألمنيوم بصهر مادة الـ«ألومينا»، التي تنتج في المقابل من خام الـ«بوكسايت».

ونظراً إلى المراحل المتعددة لعملية إنتاج الألمنيوم، فقد طورت مناطق مختلفة تخصصت في الأجزاء المختلفة من سلسلة القيمة المضافة لإنتاج الألمنيوم، إذ إن عملية صهر الـ«ألومينا» لتشكيل الألمنيوم، تحتاج إلى طاقة كهربائية مكثفة، ما يمنح دول مجلس التعاون الخليجي الغنية بالطاقة مزايا تنافسية جيدة.


طلب عالمي

كشفت بيانات لوحدة معلومات الـ«إيكونومست»، أن الطلب العالمي على الألمنيوم شهد توجهات متباينة، فبينما تستمر قوة طلب الولايات المتحدة، فإن الطلب الأوروبي يشهد تباطؤاً، على الرغم من أنه لايزال ينمو بمعدل إيجابي.

وتتوقع الـ«إيكونومست» تسارع الزيادة في الطلب العالمي بما يفوق العرض، ما يؤدي إلى زيادة متوقعة في الأسعار العالمية للألمنيوم، ليبلغ سعر الطن نحو 2250 دولاراً بحلول عام 2016.

وتستهلك عملية تحويل الـ«ألومنيا» إلى ألمنيوم، طاقة كهربائية مكثفة، إذ حفزت مزايا امتلاك دول مجلس التعاون، طاقة رخيصة، في زيادة إنتاج الإمارات للألمنيوم من نحو 536 ألف طن في عام 2001، إلى 2.09 مليون طن بحلول عام 2014.

وقال إن النمو المستقبلي لصناعة الألمنيوم في الإمارات يتمثل في تطوير قدرات التكرير والتسويق والتوزيع في الصناعة المحلية. وأوضح التقرير أن الألمنيوم لا يفقد خواصه بعد إعادة التدوير، إذ يحتاج إلى طاقة أقل في الصهر، كما أن هذا النوع من الأعمال التجارية يمكن أن يكون مجزياً للغاية.

 

منتجون ومستهلكون

وتفصيلاً، أشار تقرير لغرفة تجارة وصناعة دبي، إلى أنه وبحسب بيانات من شركة الألمنيوم الروسية (RUSAL)، فإن قائمة كبرى الدول المستهلكة للألمنيوم في عام 2013 شملت الصين، بحصة بلغت 48%، تليها آسيا (لا تشمل الصين واليابان) وأقيانوسيا بحصة تبلغ 16% تقريباً، وأوروبا بحصة 16%، وأميركا الشمالية بحصة تبلغ نحو 12%.

وتوقع التقرير ارتفاع الطلب في الدول النامية بحلول عام 2025، مع زيادة حصة استهلاك الصين عالمياً إلى نحو 56%، تليها آسيا وأقيانوسيا بحصة تبلغ 17%.

وتكشف بيانات من «معهد الألمنيوم الدولي»، عن تصدر الصين أيضاً قائمة الدول الرئيسة المنتجة للألمنيوم في عام 2014 بحصة قدرها 45% تقريباً، تليها دول مجلس التعاون الخليجي بحصة بلغت 9%، ومنطقة شرق ووسط أوروبا (بما فيها روسيا) بحصة بلغت 7%.

 

أسعار ونمو

وأظهر تقرير «غرفة دبي» أن أسعار الألمنيوم شهدت تقلبات واسعة خصوصاً منذ عام 2000، إذ حققت الأسعار في السوق العالمية تعافياً قوياً بداية من عام 2009، لكنها تراجعت مجدداً في الفترة الأخيرة.

وأوضح أن العرض المتاح من الألمنيوم في الأسواق تناسب دائماً مع الطلب عليه، لكنه يتوقع أن يحقق إنتاج الألمنيوم عالمياً معدل نمو سنوي تراكمي قدره 3.13% من عام 2015 إلى عام 2018، في حين يتوقع أن يرتفع الاستهلاك بصورة أسرع قليلاً بنسبة 4.11% خلال الفترة نفسها، وذلك بحسب بيانات «معهد الألمنيوم الدولي».

 

إنتاج إماراتي

وذكر تقرير «غرفة دبي» أن قائمة المنتجين الرئيسين للألمنيوم في الإمارات، تشمل شركة الإمارات للألمنيوم (إيمال)، وشركة دبي للألمنيوم (دوبال) المملوكتين لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وهي شراكة بين مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، وشركة المبادلة للتنمية (مبادلة) في أبوظبي.

وأكد التقرير أن شركة الإمارات العالمية للألمنيوم تمتلك «مؤسسة ألمنيوم غينيا»، ولديها حصة في «كاميرون ألومينا ليمتد»، لافتاً إلى أن الشركتين عبارة عن مناجم «بوكسايت»، ومشروعات لتكرير الـ«ألومينا»، ما يمنح شركة الإمارات العالمية للألمنيوم إمكانات تعدينية مهمة من خلال الحصول على المواد الخام من هذه المصادر.

 

إعادة تدوير

ولفت التقرير إلى أنه، وبحسب بعض المراقبين، فإن نحو 5% من علب الألمنيوم في دول مجلس التعاون تتم إعادة تدويرها، مشيراً إلى أنه من الممكن أن تكون إقامة منشآت لإعادة التدوير في الإمارات وذلك بشراء الألمنيوم المستعمل من بقية دول المجلس مفيدة من الناحيتين البيئية والتجارية. ورأى أن الألمنيوم يلعب دوراً مهماً في اقتصاد الإمارات والعالم، ويعتبر مادة تستخدم في ترشيد الطاقة، ويتمتع بالقوة والبقاء لفترة طويلة، وإمكانية إعادة التدوير.

وأوضح أن المزايا التنافسية التي تتمتع بها الإمارات في صناعة الألمنيوم ساعدت على أن تصبح الدولة مصدراً عالمياً رئيساً لهذا المعدن، مبيناً أنه ومع التوقعات بزيادة الطلب العالمي على المنتجات المصنعة من الألمنيوم، فإن النمو المستقبلي لصناعة الإلمنيوم في الإمارات يتمثل في تطوير قدرات التكرير والتسويق والتوزيع في الصناعة المحلية، حتى يمكن استخدام الألمنيوم المصنع محلياً في تصنيع منتجات صناعية واستهلاكية نهائية.

تويتر