«غرفة دبي»: نمت تراكمياً بنسبة 24% خلال 8 سنوات.. والإمارة في قائمة أسرع أسواق الفنون نمواً فــي العالم

965 مليون درهم إجمالي تجــارة الأعمال الفنية في دبي خلال 2014

كشف تقرير لغرفة تجارة وصناعة دبي عن نمو تجارة الأعمال الفنية في دبي بدرجة كبيرة خلال ثمانية أعوام، إذ ارتفعت من 175 مليون درهم في عام 2006 إلى 965 مليون درهم في عام 2014، بمعدل نمو سنوي تراكمي كبير بلغ 24%.

وأكد التقرير أن هذا النمو اللافت يضع دبي فعلياً إلى جانب أسرع أسواق الفنون نمواً في العالم، لاسيما مع تنامي الازدهار الاقتصادي والثروة في دول مجلس التعاون الخليجي، ومن ضمنها الإمارات، إضافة إلى دعم البنية التحتية الحديثة، والتزام الحكومة بتحفيز قطاع السياحة.

وأظهر التقرير الذي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخه حصرية منه أن آفاق الطلب العالمي على الأعمال الفنية مشرقة، في ظل تقييم معظم الأسهم بأكثر من قيمتها، وأصبحت مكاسب السندات بمعدلات سلبية، فيما لاتزال السلع تعاني تقلبات السوق. وأضاف أنه بالنظر إلى بيئة الاستثمار العالمية حالياً، فإن دبي في وضع يؤهلها لتعزيز وجودها باعتبارها مركزاً بارزاً للفنون الجميلة في العالم.

فرص كبيرة

لمشاهدة إجمالي تجارة الأعمال الفنية، يرجى الضغط على هذا الرابط.


ملاذ من الضرائب

أكد تقرير لغرفة تجارة وصناعة دبي أن الأعمال الفنية أصبحت تجذب مزيداً من الاهتمام في الفترة الأخيرة من قبل مؤسسات عالمية ومستثمرين أفراداً ينظرون إلى الأعمال الفنية، مثل اللوحات والمنحوتات، باعتبارها سلعاً تشغل حيزاً صغيراً، ويمكن حملها، وتحافظ على قيمتها العالية، معتبراً أن الأعمال الفنية ملاذ من الضرائب في العديد من الدول مثل الولايات المتحدة.

وبيّن تقرير «غرفة دبي» أن فوائد استضافة عدد كبير من المعارض والمزادات الفنية لا تقتصر على وسطاء البيع فحسب، إذ يمكن لمجموعة واسعة من الشركات الدخول إلى هذه السوق المتخصصة الواعدة، لافتاً إلى فرص متاحة أمام الشركات العاملة في مجالات الحفظ، والترميم، والتغليف، والشحن، والتأمين، والسياحة، إضافة إلى الإعلان والتسويق.

وأضاف التقرير أنه يمكن لشركات تكنولوجيا المعلومات أن تستفيد من هذه الطفرة في مجال الأعمال الفنية، متوقعاً أن تحفز مبيعات الفنون عبر الإنترنت من نمو القطاع في الأعوام المقبلة.

ارتباط وثيق

ولفت التقرير إلى أن تجارة الأعمال الفنية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمعارض الفنية ومبيعات المزادات، وصالات الفنون والمعارض، كما ترتبط مباشرة بالوضع الاجتماعي، والرفاهية والطبقة الاجتماعية، ولذلك شهد العقد الأخير تغيرات رئيسة في مواقع تجارة الأعمال الفنية، بسبب زيادة عدد المليونيرات في الأسواق الصاعدة، خصوصاً في الصين التي أصبحت تستحوذ على أكثر من 20% من إجمالي مبيعات الأعمال الفنية.

وأشار تقرير «غرفة دبي» إلى أحدث تقرير عن سوق الفنون، صادر عن «المعرض الأوروبي للفنون الجميلة»، والذي كشف أن سوق الأعمال الفنية العالمية حققت نمواً بنسبة 7% في قيمتها خلال 2014، وسجلت ذروة ارتفاعها تاريخياً لتبلغ 65 مليار دولار.

نمو التجارة

ولفت تقرير «غرفة دبي» إلى أن ارتفاع ثروة الإمارة وبنيتها التحتية الحديثة، وانفتاحها التجاري، إضافة إلى وجود شبكة كبيرة من خدمات الدعم، يعد ركائز تحفز ذلك النمو.

وذكر أن واردات وصادرات المواد الفنية اتبعت مسار نمو ثابتاً باستثناء عام 2008، لافتاً إلى ظهور توجه مهم بعد عام 2011، إذ فاقت قيمة الصادرات وإعادة الصادرات قيمة الواردات، وأصبحت دبي مصدراً صافياً للأعمال الفنية للأعوام الثلاثة الماضية.

وبيّن التقرير أنه خلال عام 2014، كان نحو ثلث تجارة دبي في الأعمال الفنية مع قطر، وقال: «ليس مستغرباً أن تكون قطر التي تعد صاحبة أعلى نصيب للفرد من الناتج المحلي الإجمالي في العالم، أكبر وجهة لصادرات وإعادة صادرات دبي من الأعمال الفنية».

وتشمل قائمة الشركاء التجاريين التقليديين لدبي الذين ربطتهم بها علاقة تجارية طويلة الأمد في هذه التجارة: فرنسا بحصة تبلغ 13%، والمملكة المتحدة بحصة 12%، والولايات المتحدة بحصة 11%، لافتاً إلى أن كلاً من الممكلة المتحدة، والولايات المتحدة تمثلان أكثر من 65% من تجارة العالم في الأعمال الفنية، الأمر الذي يوضح هيمنتهما العالمية.

متوسط الأسعار

وبحسب التقرير، فإن الأعمال الفنية المنخفضة السعر تمثل معظم المعاملات في هذا المجال حول العالم. ونتيجة لذلك، فإن متوسط الأسعار أقل عرضة للتفاوت مقارنة بالمؤشرات الأخرى لـ«الأسعار المتوسطة».

وتابع تقرير «غرفة دبي»: «يبدو أن معظم المبيعات في دبي تتمركز في فئة الأسعار المتوسطة العليا، مقارنة بالأعمال الفنية المرتفعة السعر في الولايات المتحدة، وسوق الفئة المتوسطة والمنخفضة في أوروبا».

وأوضح أن متوسط السعر في المزادات يميل نحو الارتفاع أو الانحراف تصاعدياً، بسبب مبيعات قليلة لكن قيمتها مرتفعة للغاية، مشيراً إلى أن متوسط سعر المزاد في الإمارات يبلغ 48 ألف دولار، بينما يبلغ السعر المتوسط الحقيقي نحو 12 ألف دولار.

وأكد التقرير أن سوق الإمارات للأعمال الفنية تظل عالية التنافسية، وتتسم بواحد من أعلى متوسطات أسعار المزادات، كما يمكن ملاحظة هذه الخاصية في أسواق أخرى أصغر حجماً مثل سنغافورة التي تتميز بمبيعات مرتفعة القيمة، لكن لأعمال أقل عدداً.

تويتر