تعمل على استقطاب الاستثمارات والإسهامات المجتمعية وتوظيفها في دعم التنمية

رجال أعمال إماراتيون يُطلقــون مبادرة «صندوق الوطن»

«أبوظبي للاستثمار» ستتولى مسؤولية الإشراف على استثمارات الصندوق. تصوير: إريك أرازاس

أطلقت مجموعة من رجال الأعمال الإماراتيين مبادرة «صندوق الوطن»، كمبادرة مجتمعية تجسّد تلاحم فئات المجتمع مع توجهات قيادة الدولة، في تحقيق التنمية المستدامة والحياة الكريمة لجميع أبناء الوطن، إذ ستركز مشروعات الصندوق والمبادرات الصادرة عنه على القطاعات الحيوية، التي لها انعكاس مباشر على الوطن والمواطن.

وسيعمل الصندوق على استقطاب الاستثمارات والإسهامات المجتمعية وتوظيفها في دعم مسيرة التنمية الشاملة، على أن تتولى شركة أبوظبي للاستثمار مسؤولية الإشراف على تلك الاستثمارات.

إلى ذلك، قال رجال أعمال ومسؤولون، إن المبادرة ستسهم في جمع رؤوس أموال ضخمة، وبالتالي إطلاق مشروعات وبرامج طموحة، تستهدف القطاعات الحيوية، فضلاً عن إيجاد قنوات استثمار مبتكرة، إضافة إلى إسهامها بشكل كبير في إيجاد بيئة اقتصادية وتجارية جاذبة، خصوصاً أمام المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

مبادرة مجتمعية

مسؤولية اجتماعية

وصف نائب رئيس جمعية المقاولين في الدولة أحمد المزروعي، مبادرة «صندوق الوطن»، بأنها جيدة للغاية، وسيكون لها مردود إيجابي تجاه الوطن والمواطنين بشكل خاص خلال الفترة المقبلة.

وأكد أهمية تنامي المسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال والشركات في الدولة لدعم الاقتصاد وتطوره في مختلف المجالات، مشيراً إلى أن ذلك يأتي في إطار رد الجميل للوطن.


دفعة للصناعة

قال رجل الأعمال والخبير العقاري، مبارك العامري، إن المسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال والقطاع الخاص تعد واجباً عليهم، وحقاً أصيلاً للمجتمع ينبغي العمل على تطويره، من خلال العديد من المبادرات مستقبلاً.

وطالب العامري بأن يقوم الصندوق بتبني مشروعات صناعية صغيرة بشكل خاص، لإعطاء دفعة للقطاع الصناعي وسياسة التنويع الاقتصادي التي تنتهجها الدولة، خصوصاً في ظل أوضاع الاقتصاد العالمي، وانخفاض أسعار النفط.

وتفصيلاً، أطلقت مجموعة من رجال الأعمال الإماراتيين مبادرة «صندوق الوطن»، كمبادرة مجتمعية تجسد تلاحم فئات المجتمع مع توجهات قيادة الدولة، في تحقيق التنمية المستدامة والحياة الكريمة والمستقبل المشرق لجميع أبناء الوطن، مرحبين بمشاركة نظرائهم من رجال الأعمال وممثلي القطاع الخاص في الدولة للمساهمة في هذه المبادرة الوطنية.

ويأتي إطلاق «صندوق الوطن» سعياً إلى تجسيد الأولويات الوطنية وتعزيز آفاق التنمية المستدامة عبر ترسيخ ركائز المشاركة المجتمعية، وتعزيز أواصر الوحدة الوطنية، في استشراف مستقبل مشرق للإمارات والإماراتيين.

كما تأتي المبادرة، ضمن إطار المساهمة والمسؤولية المجتمعية للقطاع الخاص في دولة الإمارات والدور الإيجابي لرجال الأعمال الإماراتيين، في رفد المشروعات التنموية والخطط المرسومة لدعم مسيرة بناء الوطن، من خلال توفير الدعم اللازم لها ورعايتها وتبني الأفكار والمشروعات الريادية والمبتكرة، التي تعمل على استدامة عملية التنمية في دولة الإمارات.

وستركز مشروعات الصندوق والمبادرات الصادرة عنه على القطاعات الحيوية التي لها انعكاس مباشر على الوطن والمواطن.

وستتولى شركة «أبوظبي للاستثمار» مسؤولية الإشراف على استثمارات الصندوق، من خلال تبني استراتيجية مبتكرة، تهدف إلى تعزيز واستدامة مشروعاته المستقبلية، إذ ستعمل الشركة على إدارة الصندوق، بما يضمن استمرارية المشروعات وتطورها، وتحقيق العوائد على المدى الطويل.

وسيعمل «صندوق الوطن» على استقطاب الاستثمارات والإسهامات المجتمعية، وتوظيفها في دعم مسيرة التنمية الشاملة، إضافة إلى دوره في تبني المبادرات المبتكرة التي من شأنها خدمة القطاعات الرئيسة التي يعمل عليها.

وسيتم الإعلان خلال الفترة المقبلة عن مزيد من التفاصيل حول «صندوق الوطن»، وأهم الأهداف التي يسعى لتحقيقها، وحزمة البرامج والمشروعات التي سيتم إطلاقها.

دعم مستحق

إلى ذلك، قال المدير العام لدائرة الأراضي والأملاك في دبي، سلطان بطي بن مجرن، إن «مبادرة من هذا النوع تستحق جميع أشكال الدعم والتأييد منا جميعاً، أفراداً ومؤسسات، للوصول إلى مشاركة مجتمعية تجسد أولوياتنا الوطنية في المقام الأول، وتسهم في تعزيز وترسيخ وحدتنا الوطنية، على النحو الذي صاغه الآباء المؤسّسون، وبما يتناغم مع تطلعاتنا».

وأضاف: «إننا إذ نثق بنجاح هذه المبادرة لثقتنا بالجهات القائمة عليها، لن نتوانى عن تقديم الدعم المستحق بما يمليه علينا واجبنا الوطني».

من جهته، قال نائب أمين الصندوق عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، حمد العوضي، إن «قيام رجال أعمال وطنيين بتأسيس صندوق للمساهمات المجتمعية، تشرف عليه شركة استثمارية لها سمعتها، أمر مميز، ويوجد فيه العديد من الفوائد التي توجد موارد دائمة للعمل الخيري والمجتمعي، ولا تنتهي بنفاد الأموال المخصصة أو رأس المال المحدد سلفاً».

رؤوس أموال

وفي السياق ذاته، قال الخبير الاقتصادي والرئيس التنفيذي، لـ«مجموعة الشعالي» الدكتور سلطان الشعالي، إن «مبادرة (صندوق الوطن) هي تجسيد لنهج الحكومة الإماراتية بالدرجة الأولى للخروج بأفكار مبتكرة وجديدة، تدعم الرؤية التنموية العامة للدولة»، مشيراً إلى أن «كون المبادرة مجتمعية فهي مؤشر أيضاً إلى قدرة المجتمع الإماراتي على التفاعل بسرعة، وإطلاق مبادرات تصب في مصلحة المجتمع».

وأضاف الشعالي أن «(صندوق الوطن) سيسهم في استقطاب المزيد من الاستثمارات والمساهمات التي ستدعم عملية التنمية في الإمارات والاستفادة من الازدهار الاقتصادي والفرص الاستثمارية الموجودة في السوق المحلية».

وبيّن أن «التنمية الشاملة عملية متكاملة الأركان، ومسؤولية مشتركة بين مختلف الأطراف، إذ إن إطلاق هذه المبادرات تسهم بلاشك في دفعها قدماً، وتحقيق الفائدة التي تعمّ المجتمع ككل».

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لـ«شركة الأنصاري للصرافة»، محمد علي الأنصاري، إن «المبادرة تجسد روح التعاون بين رجال الأعمال الإماراتيين والقدرة على إطلاق مشروعات وأفكار تصب في المصلحة العامة، ودعم عملية التنمية الشاملة في السوق المحلية»، مشيراً إلى أنه «تم إطلاق العديد من المبادرات خلال السنوات الأخيرة، إلا أن ما يميز (صندوق الوطن) هو الجهد والتنسيق الجماعي».

وأضاف الأنصاري أن «مشاركة عدد كبير من رجال الأعمال الإماراتيين في هذه المبادرة، ستسهم في جمع رؤوس أموال ضخمة، وبالتالي إطلاق مشروعات وبرامج طموحة على مختلف الصعد الاقتصادية والاجتماعية، تستهدف بالدرجة الأولى القطاعات الحيوية والاستفادة من النمو الاقتصادي في السوق المحلية، فضلاً عن إيجاد قنوات استثمار مبتكرة».

توسعة المبادرة

من جانبه، قال رجل الأعمال، رئيس مجلس إدارة مجموعة الهاجري الصناعية، حمد الهاجري، إن «هذه المبادرة مهمة للغاية، وكان ينبغي إطلاقها منذ أكثر من 10 سنوات، لتصبح انعكاساً حقيقياً لعلاقات الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص».

وطالب الهاجري بدعم المسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال، وتوسعة المبادرة وزيادة عدد الشركات ورجال الأعمال المشاركين فيها، مشيراً إلى أن «جانباً كبيراً من نجاحات رجال الأعمال، وقيامهم بتصدير إنتاجهم إلى الخارج، يرجع إلى التسهيلات الحكومية الكبيرة، ومناخ الاستثمار الجاذب الذي وفرته الحكومة».

كما اقترح رجل الأعمال ورئيس مجلس إدارة الشركة «فالكون سيتي»، سالم الموسى، أن «يتم توسيع المبادرة، من خلال الدعوة إلى ملتقى يضم جميع الفئات الاقتصادية في المجتمع، من قطاع خاص ورجال أعمال وتجار، يكون مدعوماً برعاية ورؤية من القيادة الحكيمة، بحيث يتم من خلاله الدعوة لتأسيس جمعية أو هيئة يكون لها قوانينها المنظمة، وتركز على المسؤولية الاجتماعية، كما تقوم بتأسيس شركة خاصة يكون لها كيان مستقل، ويمثلها مجلس إدارة يدير أموالها، على أن يذهب ريعها إلى تقديم المساعدة لكل من يعيش على أرض الإمارات».

وأضاف الموسى، أن «الكثير من الشركات ورجال الأعمال مدعوون للمساهمة في مثل هذه المبادرات»، مؤكداً «مدى تأثير المسؤولية الاجتماعية في الشركات التي تعتبر من ركائز نجاحها، لأنها تكسبها سمعة حسنة تعزز من أدائها الاقتصادي».

بيئة جاذبة

بدوره، أكد رجل الأعمال ونائب رئيس مجلس إدارة جمعية رواد الأعمال الإماراتيين، إبراهيم علي بن شاهين علي، الأهمية الكبيرة لهذه المبادرة، التي وصفها بأنها تسهم بشكل كبير في إيجاد بيئة اقتصادية وتجارية جاذبة، خصوصاً أمام المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتساعد على منحها المزيد من التسهيلات لنموها.

وقال بن شاهين، إن «هذه المبادرة تحتل أهمية خاصة في الوقت الراهن، في ضوء مخاوف البعض من إقامة مشروعات اقتصادية، في ظل ما يتم تداوله عالمياً حول احتمال حدوث انكماش وركود اقتصادي عالمي، تتأثر به مختلف الدول بدرجات متفاوتة».

وأشار إلى «أهمية دعم المسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال والقطاع الخاص الذي حقق الكثير في ظل دعم كبير من الحكومة في مختلف المجالات عبر الصناديق المختلفة لدعم المشروعات، مثل صندوق خليفة لتطوير المشاريع ومؤسسة محمد بن راشد لدعم المشروعات الصغيرة وغيرها في العديد من إمارات الدولة».

وشدد بن شاهين على «أهمية أن تتضمن هذه المبادرة دعماً إدارياً وفنياً لتطوير المهارات الخاصة برواد الأعمال، في مجال التجارة والاستثمار، وتقليل المخاطر التي تواجههم عند إقامة مشروعات جديدة».

ولفت إلى أن «بعض شركات القطاع الخاص قامت خلال الفترة الأخيرة بدور اجتماعي، للمساهمة في بعض القطاعات مثل التعليم، وهو الأمر الذي يحتاج إلى دعم وتطوير خلال الفترة المقبلة، من خلال بعض المبادرات وأهمها (صندوق الوطن)».

تويتر