ارتفاع القيمة السوقية للشركات المدرجة 23.2 مليار درهم خلال أسبوع

محللان: أسواق المال أنهت التفاعل مع أنباء «مفاوضات الاندماج»

المؤشر العام لسوق دبي المالي تراجع أمس بنسبة طفيفة بلغت 0.24% إلى مستوى 3367 نقطة. تصوير: باتريك كاستيلو

أفاد محللان ماليان بأن أسواق المال أنهت التفاعل مع أنباء مفاوضات الاندماج بين بنكي «أبوظبي الوطني» و«الخليج الأول»، وعادت مجدداً لحالة الترقب والحذر، انتظاراً لما ستسفر عنه نتائج الاستفتاء على بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي، بوصفه الخبر الأبرز عالمياً، وتنتظره كل الأسواق. وأكدا أن أسواق المال المحلية تعاملت بشكل مبالغ فيه مع أنباء اندماج البنكين الكبيرين، لاسيما في ظل غياب التفاصيل الكافية عن الصفقة، والتي تتعلق بتقييم سعر السهم.

546.9 مليون درهم مشتريات الأجانب

أفاد سوق دبي المالي بأن قيمة مشتريات الأجانب من الأسهم بلغت خلال الأسبوع الماضي نحو 546.96 مليون درهم، لتشكل 54.61% من إجمالي قيمة المشتريات. كما بلغت قيمة مبيعات الأجانب من الأسهم خلال الفترة نفسها نحو 491.13 مليون درهم، لتشكل 49.03% من إجمالي قيمة المبيعات، وبلغ صافي الاستثمار الأجنبي نحو 55.83 مليون درهم، كمحصلة شراء.

إلى ذلك، بلغت قيمة الأسهم المشتراة من المستثمرين المؤسساتيين خلال الأسبوع الماضي نحو 405.82 ملايين درهم، لتشكل 40.52% من إجمالي قيمة التداول. في المقابل، بلغت قيمة الأسهم المبيعة من المستثمرين المؤسساتيين خلال الفترة نفسها نحو 367.64 مليون درهم، لتشكل 36.71% من إجمالي قيمة التداول. وبلغ صافي الاستثمار المؤسسي خلال هذه الفترة نحو38.17 مليون درهم، كمحصلة شراء.

وتشير البيانات الصادرة عن سوقي دبي وأبوظبي الماليين إلى أن مكاسب القيمة السوقية للشركات المدرجة بلغت 23.2 مليار درهم خلال الأسبوع الماضي، حيث بلغت بنهاية جلسة أمس 773.1 مليار درهم، مقابل 749.9 مليار درهم بنهاية الأسبوع السابق. وارتفع سوق دبي المالي بنسبة 1.8% إلى 3367 نقطة، بينما ارتفع سوق أبوظبي للأوراق المالية بشكل ملحوظ بلغ 4.1% إلى 4499 نقطة، بدعم من أنباء مفاوضات اندماج بنكي «أبوظبي الوطني» و«الخليج الأول».

ارتفاع ملحوظ

وتفصيلاً، صعد المؤشر العام لسوق دبي المالي بحدود 60 نقطة على مدار جلسات الأسبوع الماضي، بارتفاع نسبته 1.8%، منهياً جلسة أمس عند مستوى 3367 نقطة، ارتفاعاً من 3307 نقاط في الأسبوع السابق. بينما شهد سوق أبوظبي للأوراق المالية ارتفاعاً ملحوظاً، بدعم من أنباء مفاوضات اندماج بنكي «أبوظبي الوطني» و«الخليج الأول»، حيث ارتفع المؤشر العام للسوق بحدود 177 نقطة، بنسبة 4.1%، مستقراً عند 4499 نقطة، مقارنة مع 4322 نقطة بنهاية الأسبوع السابق. وشهدت الأسواق خلال الأسبوع الماضي تداول 931.7 مليون سهم بقيمة 1.8 مليار درهم.

وزادت القيمة السوقية للشركات المدرجة بقيمة 23.2 مليار درهم خلال الأسبوع الماضي، حيث بلغت بنهاية جلسة أمس 773.1 مليار درهم، مقابل 749.9 مليار درهم بنهاية الأسبوع السابق. وخلال جلسة أمس منفردة، تراجع المؤشر العام لسوق دبي المالي بنسبة طفيفة بلغت 0.24% عند مستوى 3367 نقطة.

في المقابل، ارتفع المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية خلال جلسة أمس منفردة بنسبة 0.04% عند مستوى 4499 نقطة.

مفاوضات الاندماج

وقال مدير عام مركز «الشرهان» للأسهم والسندات، جمال عجاج، إن «أنباء مفاوضات الاندماج بين بنكي (أبوظبي الوطني) و(الخليج الأول) كانت لها التأثير الأكبر على أسواق المال، حيث لوحظ قبل الافصاح الرسمي وجود حركة تداول غير عادية على السهمين ساهمت في صعودهما، إلى أن أفصح كلا البنكين عن مفاوضات الاندماج، وبعدها بدأ المستثمرون يدركون أن الأمر ربما يستغرق وقتاً طويلاً، لذا شهدنا تراجعات سعرية للسهمين». وأوضح أن سهم «أبوظبي الوطني» ليس من أسهم المضاربة، إلا أن أنباء الاندماج لعبت دوراً في تركيز التعاملات عليه، بجانب سهم بنك «الخليج الأول».

وأضاف عجاج أن الأسواق عادت خلال جلستي آخر الأسبوع إلى الأداء الأفقي والهدوء المعتاد منذ فترة، مع حالة الحذر في اتخاذ قرار استثماري بالدخول انتظاراً لنتيجة الاستفتاء على بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي، باعتبار أنه الخبر الأهم على مستوى الأسواق العالمية، منوهاً بأن عدم استقرار الأسواق العالمية، وتزامن ذلك مع شهر رمضان، وعزوف كثير من المستثمرين عن التداول، يلعب دوراً مهماً في أداء الأسواق حالياً.

التفاعل الإيجابي

من جانبه، قال المحلل المالي، حمود الياسي، إن «أداء سوقي دبي وأبوظبي الماليين يميل إلى الهدوء، بعد التفاعل الإيجابي مع أنباء مفاوضات اندماج بنكي (أبوظبي الوطني) و(الخليج الأول)»، مشيراً إلى أن رد فعل المستثمرين كان مبالغاً فيه إلى حد ما، نظراً لغياب تفاصيل محددة عن الصفقة، لذا سرعان ما هبط السهمان بعد ارتفاعات ملحوظة لأكثر من ثلاث جلسات. وبين أنه في حالات الإعلان عن اندماج كيانين يفترض وجود تفاصيل ترشد المستثمر، وتوضح كيف سيتم تقييم السهم وقيمته، لاسيما أن الأمر مازال في البداية، ومجرد مفاوضات أولية بين البنكين.

وأضاف أن السوق بها سيولة كبيرة تراقب ما يحدث، وتنتظر وجود تحسن في المؤشرات ليتم ضخها في السوق، مؤكداً أن هناك محافظ استثمارية كبيرة يديرها مستثمرون محترفون، لكن لا يمكن دخولها في ظل حالة الركود الحالية، مشيراً إلى أن انتهاء استفتاء بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي سيرفع الضغوط عن أسواق المال، ويمهد لتحسن خلال الأسابيع المقبلة، خصوصاً بعد وصول أسعار معظم الأسهم إلى مستويات متدنية تعد فرصة كبيرة للاستثمار.

تويتر