«جميرا سنترال».. قفزة معـمارية وحضرية لدبي نحو المستقبل وتغيير لأفقها السـياحي

كشفت «مجموعة دبي القابضة» أمس، النقاب عن تفاصيل المخطط الرئيس الكامل والمعتمد لمشروع مدينة «جميرا سنترال»، الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والذي يهدف ليكون المدينة المستقبلية الأكثر تطوراً وتوازناً عمرانياً وبيئياً ومجتمعياً على مساحة تجاوز 47 مليون قدم مربعة وبكلفة 73 مليار درهم.

وأكدت المجموعة أن مدينة «جميرا سنترال» ستغير الأفق السياحي لدبي، فضلاً عن تحقيقها قفزة معمارية وحضرية لدبي نحو المستقبل، وترسيخها مكانة دبي ودولة الإمارات على خريطة السياحة العالمية والتنمية المستدامة.

وقدرت المجموعة كلفة المرحلة الأولى من المشروع بـ25 مليار درهم، متوقعة بدء الأعمال الإنشائية في المدينة عام 2017، وأن تصل المدة الزمنية الكاملة للتنفيذ إلى 20 عاماً.

وأفادت في تصريحات صحافية خلال مؤتمر صحافي عقد في دبي أمس، بأن هناك 19 جهة حكومية اشتركت في تصميم المشروع، لافتة إلى أن كل الخيارات مفتوحة بالنسبة لتمويل المشروع، إذ تلقت المجموعة عروضاً من مؤسسات مالية، لاتزال تحت الدراسة.

مختبر حقيقي

وتفصيلاً، أكد رئيس «دبي القابضة»، محمد عبدالله القرقاوي، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وضع لمساته الشخصية على المشروع المستقبلي «جميرا سنترال»، مؤكداً أن المدينة الجديدة تشكل مختبراً حقيقياً لأحدث ما توصل إليه العلم والتقنية في تسهيل حياة الناس، وتطوير أساليب معيشتهم، وتنقلهم وراحتهم. وقال القرقاوي: «توقعاتنا هي أن يحقق مشروع (جميرا سنترال) قفزة معمارية وحضرية لدبي نحو المستقبل، إذ يسعى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عبر هذا المشروع، وعبر غيره من المشروعات أيضاً مع بقية المطورين، والتي يتابعها بنفسه، إلى تجديد كامل لمدينة دبي خلال العقد المقبل لتكون المدينة الأكثر تطوراً وتوازناً وتقدماً في أساليب الحياة».

وأوضح القرقاوي أن كلفة المرحلة الأولى من المشروع تبلغ 25 مليار درهم، لافتاً إلى أنه فُرض على المشروع السرية خلال العامين السابقين، وشهد تعاوناً غير مسبوق من الجهات كافة في دبي لإنجاز واعتماد مخططاته وأفكاره في وقت قياسي. وأكد أن مدينة «جميرا سنترال» ستغير الأفق السياحي لدبي خلال العقد، وستستكمل صورة تاريخية لمدينة مستقبلية يرسمها محمد بن راشد كل يوم، عبر إضافات عمرانية وسياحية وحضرية فريدة من نوعها ولم يسبقه إليها أحد.

خريطة السياحة

بدوره، قال نائب الرئيس والعضو المنتدب لـ«دبي القابضة»، أحمد بن بيات، إن مشروع «جميرا سنترال» يجسد بمفهومه الفريد، وموقعه المتميز، ومرافقه الجذابة، ومعاييره المبتكرة، رؤية وتوجيهات قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الرامية إلى ترسيخ مكانة دبي ودولة الإمارات على خريطة السياحة العالمية والتنمية المستدامة، وأن تكون بلداً متطوراً يسير دائماً في ركب الأمم المتقدمة. وأكد أن «دبي القابضة» تفخر بتطوير هذا المشروع الفريد الذي يضم 11 ألف وحدة سكنية و40 وجهة ترفيهية، ويستعد لاستقبال 100 مليون زائر، ما يعزز موقع الإمارة وجهة سياحية عالمية رائدة في المنطقة.

كلفة المدينة

إلى ذلك، قال نائب رئيس الاستراتيجية في «مجموعة دبي القابضة»، خلفان بلهول، إن كلفة مشروع مدينة «جميرا سنترال» تبلغ 73 مليار درهم. وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقد في دبي أمس، للإعلان عن تفاصيل المشروع، أنه يجري حالياً العمل على التصاميم والمخططات الخاصة بالمشروع، فيما تمتد المدة الزمنية الكاملة له حتى 20 عاماً. وتوقع بلهول البدء في المرحلة الأولى من المشروع في عام 2017، على أن يتم الانتهاء منها بحلول عام 2021، لافتاً إلى أن تلك المرحلة تتضمن نقل كلية شرطة دبي، على مدى عامين، من موقعها الحالي، إلى مقرها الجديد في المنطقة الأكاديمية، لتدخل الأرض ضمن المشروع.

وأضاف أن المرحلة الأولى تضم 69 مشروعاً من إجمالي 278 مشروعاً ضمن المدينة الجديدة التي تمتد على مساحة تبلغ 47 مليون قدم مربعة، وتتسع لـ35 ألف نسمة.

عروض تمويل

وكشف بلهول أن المجموعة تلقت العديد من العروض المقدمة من الشركاء، في وقت يتم فيه التشاور مع 19 جهة حكومية في ما يخص المشروعات داخل المدينة.

وأوضح أن هناك العديد من العروض التمويلية من مصارف عدة لتمويل المشروع، لافتاً إلى أن «دبي القابضة» منفتحة على كل آليات التمويل المتاحة، ومنها المصارف.

وقال إن المشروع يتم على أرض مملوكة بالكامل لـ«دبي القابضة»، ويأتي ضمن مناطق التملك الحر، مشيراً إلى أن الشركة لا تمانع في الدخول في شراكات ضمن المشروع، لكنها ستحتفظ بحصة استراتيجية حاكمة. وذكر بلهول أن «جميرا سنترال» تضم 37 ساحة عامة، وتعتبر من المدن المستقبلية الأكثر توازناً عمرانياً وبيئياً وحضرياً، فضلاً عن شبكة مواصلات طبقية تضم مسارات تحت الأرض، ووسائل نقل أرضية صديقة للبيئة، وشبكة ترام معلقة بالهواء، كما أنها ستحقق الاكتفاء الذاتي لسكانها من مرافق، ومدارس ومستشفيات ومكاتب، وسكن، وحدائق، ومراكز تسوق، وشرطة ذكية، ومرافق مجتمعية متكاملة.

مختبر كبير

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، سيف العليلي، إن مشروع «جميرا سنترال» يعتبر مختبراً كبيراً نستطيع من خلاله تجربة الوسائل الذكية التي يجب أن تكون في مدينة المستقبل، إذ إن من المأمول أن نطبق التقنيات الجديدة المتعلقة بالطباعة ثلاثية الأبعاد بصورة أكثر توسعاً، إضافة إلى تقنيات الطائرات من دون طيار، وغيرها من التقنيات المتعلقة بتوفير الطاقة. وأضاف أن «جميرا سنترال» تعتبر وجهة مستقبلية تقدم نماذج للمعيشة في المستقبل، لافتاً إلى مرونة البنية التحتية الخاصة بالمدينة، إذ يمكن تنفيذ العديد من المشروعات المستقبلية.

ولفت إلى أن المدينة توفر نماذج تطرح في المنطقة للمرة الأولى، مستشهداً بإمكانية جذب تجارب تعليمية أو صحية من خلال بناء مدرسة المستقبل، أو مستشفى المستقبل.

المرحلة الأولى

تتكون المرحلة الأول من «جميرا سنترال» من 69 مشروعاً بمساحة إجمالية تبلغ 17 مليون قدم مربعة من إجمالي المساحة الكلية للمشروع.

وتضم 3000 وحدة سكنية موزعة على 13 مبنى سكنياً، إضافة إلى 2800 غرفة فندقية موزعة على 14 فندقاً، كما تشتمل على صالة معارض، ومسرح، ومبانٍ ثقافية، و12 مبنى تجارياً، وخمس حدائق، وثلاث محطات «ترام»، ويخدمها 15 ألف موقف سيارة.

مدينة «جميرا سنترال»

تمتد مدينة «جميرا سنترال» على مساحة تبلغ 47 مليون قدم مربعة، وتشتمل على ممرات مغطاة بمساحة مليون قدم مربعة، وشبكة طرق حديثة تصل بين 33 حديقة، وأكثر من 37 ساحة عامة لاحتفالات سكانها الذين يبلغون 35 ألف نسمة، وزائريها الذين يقدرون بـ100 مليون زائر سنوياً.

وتقع المدينة على «طريق الشيخ زايد»، ويمكن الوصول إليها عبر أكثر من 25 مدخلاً، وتضم شبكة طرق متكاملة للدرّاجات الهوائية لتقليل تلوث بيئتها الداخلية، وتوفير بيئة صحية لسكانها، تخدمها بنية تحتية هي الأحدث عالمياً.

وتعدّ «جميرا سنترال» وجهة تسوّقية عالمية، إذ تضم تسعة ملايين قدم مربعة من المساحات التسوّقية موزعة على ثلاثة مراكز تسوق، وعلى مناطق تسوّق خارجية بمساحة تبلغ 4.5 ملايين قدم مربعة، مع أكثر من 44 ألف موقف للسيارات. ويبلغ عدد الغرف الفندقية التي تضمها المدينة 7200 غرفة فندقية، مستعدة لاستقبال ملايين الزوّار والعائلات سنوياً.