نصحوا مستخدمي الهواتف الذكية بالتعامل بحذر مع الصلاحيات والأذون التي تطلبها «التطبيقات المالية».

خبراء: الأمن الإلكتروني التحدي الأول أمام نمو عمليات الدفع الرقمي

صورة

دعا خبراء في شركات متخصصة بحلول الأمن الإلكتروني، منطقة الخليج وشركاتها إلى تبني مزيد من وسائل الآمان من الاختراقات الإلكترونية، لا سيما مع تزايد عمليات الاستهداف، داعين الشركات في القطاعين العام والخاص، إلى رفع الجدر الحمائية لبياناتهم.

تهديدات متوقعة

كشف تقرير أصدرته شركة «إنتل سكيوريتي» للأمن الإلكتروني ويتعلق بالتهديدات الأمنية المتوقعة لعام 2016، عن سلسلة من التوقعات تشمل تنامي شراسة الهجمات على القطاع المالي. وشملت أبرز التوقعات اتساع رقعة الهجمات الإلكترونية لتشمل اختراق الأنظمة الحاسوبية للأدوات والأجهزة الإلكترونية والميكانيكية، وذلك في ظل نمو سوق الأدوات، إضافة إلى استهداف الهواتف الذكية بمجموعة كبيرة من البرامج الخبيثة عبر الألعاب الإلكترونية. وتوقع تقرير «إنتل سكيوريتي» سعي المخترقين إلى استهداف المؤسسات من خلال موظفيها، وذلك عبر استهداف النظم المنزلية للموظفين التي هي أقل أمناً نسبياً، لافتاً إلى أن مؤسسات عدة، بدأت بشكل متزايد في إدراك التهديدات الأمنية على أنظمتها التشغيلية، وعززت قوة أنظمتها الأمنية، باستخدام أحدث الحلول، واستقطاب الموظفين من أصحاب الخبرة.

وأوضحوا في تصريحات لـ «الإمارات اليوم» على هامش معرض «أسبوع جيتكس للتقنية 2016»، أن الأمن الإلكتروني يمثل التحدي الأول الذي يعيق نمو عمليات الدفع الرقمي، متوقعين استمرار معدلات الابتزاز الإلكتروني وخروقات الأنظمة والبرمجيات الخبيثة التي تستهدف الأجهزة المحمولة في الارتفاع خلال العام المقبل. ونصحوا مستخدمي الهواتف الذكية بالالتزام بالحصول على التحديثات الأمنية الخاصة بكل التطبيقات، والتعامل بحذر مع الصلاحيات والأذون التي يطلبها أي تطبيق يتم تحميله، لا سيما تلك التي تتعلق بالجوانب المالية.

جُدُر الحماية

وتفصيلاً، قال المدير الإقليمي لشركة «نكسثنك» للبرمجة وحلول الأمن الإلكتروني، ماجد عيد، إن العديد من المؤسسات في منطقة الخليج غير محصّنة، وتتعرض لاختراقات إلكترونية بعضها معلن، والكثير منها غير معلن لاسيما في القطاع المالي.

وأكد أن المنطقة تحتاج إلى تبني مزيد من وسائل الآمان، خصوصاً مع تزايد عمليات الاستهداف، لافتاً إلى أن الإمارات والسعودية من ضمن دول المنطقة الأكثر استهدافاً لهذه الهجمات الإلكترونية.

ودعا عيد، الشركات في القطاعين العام والخاص، إلى رفع الجدر الحمائية لبياناتهم، تفادياً لخسائر كبيرة من الممكن أن تحدث في حال حدوث عملية اختراق، مشيراً أنه باستثناء الإمارات، فإن هناك تراجعاً في الإنفاق من القطاع الحكومي على وسائل الحمائية خلال عام 2016، في وقت تراجع فيه إنفاق القطاع الخاص أيضاً، باستثناء البنوك، بسبب تزايد استهداف هذه المؤسسات

أمن إلكتروني

وأكد عيد أن الأمن الإلكتروني يمثل التحدي الأول الذي يعيق نمو الدفع الرقمي، مشيراً إلى أن الشركة تقدم مجموعة حلول لتأمين عملية الدفع، لا سيما من جانب البنوك والقنوات التي تسير فيها عمليات الدفع.

وبين عيد أن أمن المعلومات يعتبر واحداً من أهم التحديات المشتركة لدى الشركات كافة، لافتاً إلى أن هناك العديد من الهجمات الجديدة المتزايدة على مستوى منطقة الشرق الأوسط، في وقت تعمل فيه الشركات على تعزيز استثماراتها في مجال إجراءات الأمن والسلامة.

وقال إنه «طبقاً لتقديرات شركة (غارتنر) للأبحاث، فإن إنفاق العالم على أمن تقنية المعلومات ارتفع بنسبة 4.7% في عام 2015 ليبلغ 75.4 مليار دولار، كما يتوقع أن تنفق شركات العالم 101 مليار دولار على أمن المعلومات بحلول عام 2018، ما يجعلها قضية تحظى بأعلى درجات الاهتمام في قطاعات البنوك والتمويل والقطاع الحكومي عموماً».

هجمات وابتزاز

بدوره، كشف نائب الرئيس الإقليمي في شركة «تريند مايكرو» المتخصصة في البرمجيات وحلول الأمن، إيهاب معوض، أن نسبة الهجمات الإلكترونية في القطاع المالي ازدادت بنسبة 55% خلال فترة الأشهر التسعة الماضية من العام الجاري مقابل الفترة نفسها من العام الماضي، مؤكداً أن منطقة الخليج تعرضت لهجمات إلكترونية خلال عام 2015 تقدر بضعف الهجمات خلال عام 2014.

وتوقع معوّض أن تستمر معدلات الابتزاز الإلكتروني، وخروقات الأنظمة والبرمجيات الخبيثة التي تستهدف الأجهزة المحمولة في الارتفاع خلال العام المقبل، فضلاً عن الانتقال إلى وضع هجومي للأمن الإلكتروني في الشركات والهيئات الحكومية.

وأشار إلى وجود اختراقات إلكترونية تحدث من فترة إلى أخرى في العديد من المؤسسات المالية في منطقة الخليج، إلا أنه يتم التكتم عليها حفاظاً على سمعة المؤسسة، وعدم اهتزاز صورتها أمام المتعاملين.

ودعا الأجهزة الحكومية والمؤسسات في القطاع المالي والمصرفي إلى اليقظة والانتباه، عبر تبني أحدث حلول وأنظمة أمن المعلومات كون هذه القطاعات هي الأعلى استهدافاً من قبل المخترقين.

تطبيقات الهواتف

في السياق نفسه، نصح المسؤول الإقليمي للتطبيقات والخدمات بمنطقة الخليج في شركة «مايكروسوفت»، إحسان عنبتاوي، بالالتزام بالحصول على التحديثات الأمنية الخاصة بكل التطبيقات من قبل المستخدمين، وعدم تجاهل الرسائل التي تظهرها التطبيقات، خصوصاً تلك المتعلقة بالأمن.

وقال إنه لابد من الحرص عند التعامل مع تطبيقات الهواتف الذكية، لا سيما تلك التي تتعلق بالجوانب المالية، وملاحظة الصلاحيات والأذون التي يطلبها أي تطبيق يتم تحميله على هذه الأجهزة، موضحاً أنه إذا طلب البرنامج منحه أي حق في الوصول إلى بيانات ما، فإنه لابد من استشعار الخطر تجاهه.

تويتر