بنسخ رقمية مرمّمة تُعرض للمرة الأولى في العالم العربي

«أبوظبي السينمائي» يحتفي بأعمال تروفو

تروفو واحد من المخرجين القليلين الذين تركوا بصمتهم الواضحة على فن السينما. من المصدر

يحتفي مهرجان أبوظبي السينمائي، الذي تنظمه «توفور 54»، بالمخرج الفرنسي الراحل فرنسوا تروفو، خلال الدورة الثامنة من المهرجان التي تقام في الفترة بين 23 أكتوبر والأول من نوفمبر المقبلين. وسيعرض المهرجان، للمرة الأولى في العالم العربي، مجموعة مختارة من أفلام تروفو في ذكرى مرور 30 عاماً على رحيله، التي تصادف 21 أكتوبر المقبل، وهي مناسبة لتذكر هذا المخرج الأسطوري.

حدث في 10 أيام

تأسس المهرجان في 2007، ليساعد على بناء ثقافة سينمائية في جميع أنحاء المنطقة، وعرض في ما سبق أعمالاً لشخصيات مؤثرة في السينما العالمية، منها أعمال لإنغمار بيرغمان ولنجيب محفوظ. ويعد المهرجان واحداً من الأحداث الثقافية الرئيسة على أجندة إمارة أبوظبي، ويقدم على مدى 10 أيام برامج متنوعة للسينما العربية والدولية.

ويعرض المهرجان مجموعة من أفلام تروفو، التي تم ترميمها وتحويلها إلى النظام الرقمي، لتكون في أفضل حالة فنية ممكنة، وتتضمن القائمة مجموعة من أبرز أعماله: «400 ورطة»، و«جول وجيم»، و«الصبي المتوحش»، و«الرجل الذي أحب النساء»، و«مصروف جيب» الحائز جائزة الأوسكار، و«الليل الأميركي»، و«المترو الأخير» الذي عُرض في مهرجان كان السينمائي هذا العام ضمن برنامج «كلاسيكيات كان».

وقال مدير مهرجان أبوظبي السينمائي، علي الجابري «يعد فرنسوا تروفو واحداً من المخرجين القليلين الذين تركوا بصمتهم الواضحة على فن السينما. ونود أن يطّلع الجمهور المحلي على أعمال هذا المخرج الفرنسي العظيمة، وعبقريته السينمائية التي أسرت رواد دور العرض منذ ذلك العصر وحتى يومنا هذا».

ويعد فيلم «400 ورطة» أحد أعظم الأفلام في تاريخ السينما، إذ فاز بجائزة «أفضل إخراج» في مهرجان «كان» دورة عام 1959، ويروي الفيلم قصة مؤثرة تجسّد حياة المراهقين ومغامراتهم في ازدحام مدينة باريس وصخبها، من خلال فتى يتعرض للمعاملة السيئة من قبل الأهل والمدرسة، فيهرب من العقاب ليبدأ رحلة الكذب والتشرد بعدها، إلى أن تصل به الأمور إلى سجن الأحداث، ويشكّل مشهد هروب الفتى الختامي واحداً من أكثر المشاهد شهرة في تاريخ السينما.

أما فيلم «جول وجيم»، فهو واحد من الأفلام اللامعة لفرنسوا تروفو، إذ تدور أحداثه في مرحلة ما قبل الحرب العالمية الأولى، فيقع الصديقان جول وجيم في حب المرأة نفسها، لكن كاترين تحب جول وتتزوّجه. بعد الحرب يتحوّل حبّها إلى جيم، بطرح مذهل لإمكانية أن يعشق الإنسان أكثر من شخص واحد في الوقت عينه. وتقدّم الممثلة الفرنسية جانّ مورو واحداً من أبرز أدوارها السينمائية في هذا الفيلم.

اعتبر الكاتب والمخرج السينمائي جان رينوار، تروفو، بمثابة هدية للعالم بفضل أفلامه الغنية بموضوعاتها كقصص الحب وأفلام الجريمة، وتلك المقتبسة عن أعمال أدبية. والمعروف عنه استخدامه الرشيق للكاميرا والتحديث الدائم لأدواته الإخراجية.

وكان تروفو واحداً من المخرجين الرئيسين المؤثرين في الموجة الجديدة للسينما الفرنسية أواخر الخمسينات من القرن الماضي، شأنه شأن عدد من أساطير هذه المرحلة مثل جان لوك غودار ولوي مال، وتوفي تروفو عام 1984 ومازال يحظى بتقدير كبير ضمن مجتمع صانعي الأفلام.

تويتر