سعيد بـ «الفيل الأزرق» ويستعد لـ «الحشاشين»

مروان حامد: كلنا الآن في مواجهة مع الإرهاب

صورة

كشف المخرج المصري مروان حامد أنه يجهز حالياً لتصوير فيلم عن فرقة «الحشاشين» والشيخ حسن الصباح مؤسس الفرقة، وقال حامد إنه أجرى ومازال الكثير من البحث والقراءة في هذا الموضوع، مرجعاً اختياره لطرح هذا الموضوع في فيلمه المقبل إلى ما تشهده المنطقة من أحداث في الفترة الحالية، التي تشبه كثيراً ما كان يحدث في فترة تاريخية سابقة، «فالتاريخ له دورات معينة تتكرر، والرجوع إلى الماضي أمر ضروري لأخذ عبرة وعظة، ولمعرفة على أي أرض نقف».

جائزة حماية الطفل

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/10/213010.JPG

أكد مروان حامد أن أهمية «جائزة حماية الطفل»، التي يقدمها مهرجان أبوظبي السينمائي بالشراكة مع وزارة الداخلية، ترجع إلى كونها دليلاً على النظرة إلى السينما كوسيلة تأثير في الأسرة والمجتمع، إلى جانب تشجيعها على الدخول في أماكن محظورة، وطرح السلبيات بشفافية ووضوح وجرأة، بالإضافة إلى سعيها للاهتمام بالطفل في وقت يعاني فيه الطفل العربي في كل البلاد، وتوعية المجتمع بالتعامل مع الأطفال وهذه علامة من علامات التحضر والتطور. في الوقت نفسه نفى حامد أن تكون هناك أفلام عربية يمكن أن تنافس على هذه الجائزة، مرجعاً ذلك إلى حالة التعثر التي مر بها الإنتاج السينمائي في الفترة الماضية، كما في مصر. معرباً عن اعتقاده أن تشهد الفترة المقبلة تقديم أعمال اجتماعية تحمل قضايا مهمة. وقال: «المجتمع هو الذي يفرض موضوعاته على صانع الأفلام، ففي الفترة الماضية فرضت الثورة والسياسة نفسها على الأعمال المقدمة، وأعتقد ان المرحلة المقبلة سيكون هناك تنوع أكبر واهتمام بظواهر لها وقع كبير على المجتمعات، وسيكون للسينما المستقلة دور في ذلك مع التلفزيون من خلال الأعمال الدرامية، التي شهدت في الفترة الماضية جرأة كبيرة وأعمالاً مميزة مثل سجن النساء».


الدراما خطوة مؤجلة

 

اعتبر مروان حامد أن دخول مجال الدراما خطوة مؤجلة بالنسبة له، نظراً لأن تقديم عمل درامي جيد يضم 30 حلقة «أمر مخيف» ويحتاج الكثير من الوقت والمجهود، في الوقت الذي يحاول فيه التركيز على السينما.

وأكد حامد الذي يترأس لجنة تحكيم مسابقة «جائزة حماية الطفل» في مهرجان أبوظبي السينمائي هذا العام في حواره مع «الإمارات اليوم» أنه لا يخشى الهجوم عليه بسبب تقديم هذا الفيلم الذي يتضمن قضايا شائكة، مضيفاً: «لا يشغلني الهجوم علي، فنحن في موقف أصبحنا جميعاً فيه في حالة مواجهة، ومن المهم أن نقدم الحقائق بأمانة وأن تشاهدها الأجيال الجديدة، وألا يقتصر التعامل مع الإرهاب على الحل الأمني فقط، فـ(الإخوان المسلمين)، وغيرها من الجماعات المتطرفة الأخرى كلها خرجت من فكرة لحسن البنا والإضافة التي أضافها سيد قطب، وعلينا أن نعترف بأن هذه الفكرة لم تهزم على مدار تاريخها الذي أشرف على 100 عام، رغم كل الحلول الأمنية التي تم تقديمها في كل الفترات الماضية، علينا أن نسأل انفسنا ما الذي يدفع مراهقين وشباباً للانخراط في هذه الجماعات، وما الذي يدفع مغني راب مصرياً للانضمام لـ(داعش)، هذه التساؤلات تبرز أهمية الدور الفكري إلى جانب الدور الأمني، فالفكرة يمكن أن تهزمها فكرة، وهذا أحد أدوار السينما المهمة، بالإضافة إلى الروافد الأخرى، أما فكرة الخوف من الهجوم أو التكفير ليس لها محل في هذا الوقت، وإذا لم نتحرك جميعاً سنخسر كثيراً». وأوضح أن الفيلم حالياً في مرحلة كتابة السيناريو، الذي يتشارك في كتابته مع الكاتب أحمد مراد الذي قدم معه أخيراً فيلم «الفيل الأزرق».

وأشار المخرج الشاب إلى أن فكر والده الكاتب وحيد حامد كان له تأثير فيه، موضحاً أن والده لديه إدراك واسع لسيكولوجية وتفكير هذه الجماعات لأنه قرأ الكتب التي كتبوها بأنفسهم وليست التي كتبت عنهم، واستعان بهذه الكتب كمراجع في تقديم أعمال مثل مسلسل «العائلة» عام 1990. «وبالنسبة لي كانت لدي تجربة سابقة في فيلم (عمارة يعقوبيان) من خلال شخصية (طه الشاذلي)، والتعمق في دراسة هذه الشخصية أوصلنا إلى (حسن الصباح) الذي يمثل أصل الفكرة».

وعن اعتماده في أفلامه على تقديم روايات أدبية، أشار مروان حامد إلى أن معظم الإنتاج السينمائي العالمي معتمد على أدب، فهو المصدر الرئيس للأعمال السينمائية، فالأدب خياله مفتوح، وليس شرطاً أن يكون الفيلم مأخوذاً عن عمل أدبي فخم أو حائز جوائز، ولكن المهم أن يكون صالحاً لأن يصبح فيلماً سينمائياً، لافتاً إلى أن حدود تصرف المخرج في الرواية أمر تم حسمه، ولعل أوضح موقف في هذا السياق هو موقف الأديب نجيب محفوظ الذي ذكر أنه فقط مسؤول عن الرواية، والمخرج مسؤول عن الفيلم. أيضاً هناك مخرج فيلم «المريض الإنجليزي»، الذي قال انه يتعامل مع العمل الأدبي كأنه الوحيد الذي قرأ النص، ولا يعنيه أبداً المقارنة بين الرواية والفيلم، ولكن ما يعنيه هو تقديم فيلم جيد «وفي النهاية علينا ان ندرك أن قراء الرواية هم جزء صغير من الجمهور الواسع الذي سيشاهد الفيلم». واعتبر أن استفادة الفيلم من نجاح الرواية سلاح ذو حدين: فنجاح الرواية يخلق حالة من الترقب لدى الجمهور، لكنه في الوقت نفسه يخلق توقعات معينة وإذا جاء الفيلم أقل من هذه التوقعات أو من مستوى الرواية تصبح كارثة، خصوصاً في وجود وسائل التواصل الاجتماعي، التي أسهمت في نشر الانطباعات والآراء بسرعة وسهولة، «فإذا شاهد الفيلم 100 شخص في اليوم الأول وذكروا على صفحاتهم على وسائل التواصل المختلفة انه سيئ، سيصل الرأي إلى آلاف الأشخاص في دقائق».

وكشف حامد أنه لم يتوقع النجاح الذي حققه «الفيل الأزرق»، «حتى ليلة عرض الفيلم كنا نجلس ونترقب ونحن نضع التوقعات كافة، لأسباب عدة منها انه فيلم مختلف، وطويل مقارنة بغيره من الأفلام فمدته ساعتان و35 دقيقة، بالإضافة إلى انه عرض في موسم عيد الفطر، وجمهور العيد كنا نعتقد أنه معتاد نوعية معينة من الأفلام، أيضاً قدمنا في الفيلم كريم عبدالعزيز في دور جديد عليه تماماً، في الوقت الذي كان الجمهور ينتظر منه أداء معيناً وكوميدياً، بينما يخلو الفيلم من الكوميديا تماماً». كما اعتبر أن الغموض وعدم التوقع الذي كان سبباً في هجوم بعض النقاد على الفيلم، كان عنصر الجذب الجماهيري وسبب نجاح الفيلم، «تعاملنا مع موضوع الفيلم بأمانة شديدة ولم نلجأ للشرح لأن الجمهور لابد أن يبذل مجهوداً لفهم الأحداث، وخلق توقعات لها».

وأرجع مشاركته في إنتاج الفيلم إلى ما كانت تشهده صناعة الأفلام من توقف الفترة الماضية، ولأن الفيلم ضخم ومغامر فكان لابد أن يشترك في المخاطرة، ومن دون هذه المشاركة لم يكن من الممكن أن يخرج الفيلم إلى النور. وفي الوقت نفسه توجه حامد بالشكر إلى شركائه في الإنتاج ومنهم كامل أبوعلي الذي ساند الفيلم في جميع مراحله.

 

 

تويتر