عمل استثنائي عالمي يستمر عرضه حتى 2 ديسمبر

«البؤساء».. حكاية صالحة لكل العصور على مسرح أوبرا دبي

صورة

قبل أن يرفع الستار إيذاناً ببداية العرض المسرحي الشهير «البؤساء»، يدرك المتابع أنه أمام عمل استثنائي، إذ يتكشف جزءاً كبيراً من الديكور المنصوب على زوايا مسرح «أوبرا دبي»، ليعكس كل ما تعالجه المسرحية.

تواريخ

1978

كتبت المسرحية بالنسخة الفرنسية.

1980

قدمت العروض الأولى للمسرحية في فرنسا.

1985

عرضت المسرحية بعد ترجمتها للغة الإنجليزية وتعديلها قليلاً في لندن.

2010

قدمت النسخة الجديدة والحالية من «البؤساء» احتفالاً باليوبيل الفضي على عرضها.


كوميديا سوداء

على الرغم من الأحداث الحزينة التي تسيطر على العمل المسرحي، إلا أن العرض لم يخلُ من مشاهد الكوميديا، التي كانت توجد نوعاً من الموازنة الإيجابية في العمل لتبعده عن الصبغة السوداوية الكاملة، وتجسدت هذه الأحداث مع الثنائي ثيناردير على نحو خاص في تعاملهما مع الأطفال والزبائن وتجسيد طمعهم الشديد وحبهم للمال.


• «البؤساء» التي يتواصل عرضها إلى ساعتين ونصف الساعة، تعد ثاني أطول عرض مسرحي عالمي.

تستدعي «البؤساء» التي دام عرضها ساعتين ونصف الساعة، وهو ثاني أطول عرض مسرحي عالمي، جدلية العدالة والظلم، والرحمة والانتقام والأهم من ذلك تحول الإنسان.

تدور أحداث المسرحية المقتبسة من رواية المؤلف الفرنسي فيكتور هيغو، التي كتبها كل من آلان بوبليل، وكلود ميشيل شونبيرغ، حول جان فالجان السجين الذي يمضي 19 عاماً في السجن، السنوات الخمس الأولى منها بسبب سرقته قطعة من الخبر لابن أخته الجائع، والسنوات الباقية تكون بسبب محاولته الفرار، إذ يتم إخلاء سبيله من قبل الشرطي جافير بشكل مشروط. وتتصاعد حبكة الأحداث على خشبة المسرح بين المقاطع التي يتخللها بعض اللوحات الراقصة، عندما يلتقي جان فالجان بفونتين التي توصيه بتربية ابنتها كوزيت وهي على فراش الموت، لتصبح الفتاة التي يلتقيها طفلة تعاني العوز وتكنس الطرقات، أجمل ما حدث في حياته، كما يصفها في ختام المسرحية.

تتطور حبكة الأحداث مع الثورة والطلاب، ثم لقاء كوزيت بالرجل الذي تحبه، وفي البداية يرفض فالجان تزويجها به، ثم تنتهي المسرحية بعد زواجها بالرجل الذي أحبته، وبموت جان فالجان تأتي فونتين بثوبها الأبيض لاصطحابه إلى عالم آخر بعد أن أدى دوره بنجاح في تربية ابنتها.

تنسلخ المسرحية التي كتبت عام 1978 عن زمنها الذي كتبت فيه، لتكون شاهدة حية على كل الأزمنة، ففي مقاربة بين الواقع الحالي وبين مفهوم البؤس الذي تعرضه يتبادر إلى الأذهان الكثير من مشكلات الواقع، ليكون العمل المسرحي الكلاسيكي منادياً بالقيم العادلة والمثالية الصالحة لكل الأزمنة.

الحب والأخلاق والصراع بين الظلم والعدل، والرحمة والانتقام.. تناقشها المسرحية، ويجسدها فريق متكامل من الممثلين الذين قدموا عرضاً يتطلب الغناء والأداء العالي. ثم تحضر الثورة في العمل لتشعر المتلقي بالتحام مع الواقع، فالموتى الذين يتساقطون على المسرح دفاعاً عن قضيتهم، لاسيما الطفل الصغير، ورائحة البارود المنبعثة من أرجاء المكان والدخان المتصاعد، كلها ترسم في الأذهان مقاربة تشبه الواقع المرير والمأساوي اليومي الذي ينتشر في بقاع كثيرة حول العالم.

تنتمي المسرحية التي يستمر عرضها حتى الثاني من ديسمبر، إلى فئة الأعمال المسرحية الغنائية وليست الأوبرالية، وتحمل 50 أغنية خلال العرض الذي قسم الى مشهدين. ومن الأصوات الغنائية اللافتة في العرض، صوت الممثلة باتريس تيبوكو التي أدت دور فونتين، في حين تميزت الممثلة كاري هوب فليتشر بصوتها الشديد الرومانسية في التعبير عن الحب. أما جان فالجان الذي أدى دوره جان أوينز جون، فهو أبرز الأصوات الغنائية في العمل، خصوصاً أنه قدم العمل في إطار مراحل عمرية جسدها بنبرة الصوت، انتقلت به من الشباب إلى الرجولة ثم الكهولة.

الديكور الذي قدمت فيه لوحات العرض، يتميز بالضخامة التي تجمع بين شاشات العرض وقطع الديكور المتحركة على المسرح، إلى جانب الإضاءة التي تؤمن سينوغرافيا استثنائية ومبهرة. في حين أتت الأزياء مزركشة ومخلصة للعصر الذي كتبت فيه الرواية وليس المسرحية.

تويتر