يضم 6 أفلام روائية للمرة الأولى في غياب مهرجاني «الخليج» و«أبوظبي»

السينما المحلية.. قصص إماراتية يرويها «المهرجان»

«دبي السينمائي» ملاذ أخير ووحيد لصانعي الأفلام الإماراتية. من المصدر

لا يمكن لرواد «دبي السينمائي» في دورته الحالية، التي تمتد حتى بعد غد، إلا أن يلحظوا حضوراً كمياً أكبر للأفلام الإماراتية، فبعد دورات افتقد معظمها لوجود أفلام محلية روائية بالأساس، تجيء الدورة الـ13، بعدد يطابق رقمها في ما يتعلق بمجمل الأفلام الإماراتية المشاركة في مسابقة المهر، من بينها خمسة أفلام روائية، وهو العدد الأكبر على الإطلاق على مدار دوراته.

«نراكم العام القادم»

المدير الفني للمهرجان، مسعود أمر الله، بدا منهمكاً أثناء التقاط «الإمارات اليوم» له هذه اللقطة، في حديث نقدي مع أحد ضيوف «دبي السينمائي»، وخلفه عبارة ترحيبية عنوانها «نراكم العام القادم».

وقال أمر الله لـ«الإمارات اليوم»: «نعم نتطلع إلى الدورة الـ14 من الآن، وجميع رواد دبي السينمائي في هذه الدورة هم ضيوف مرحب بهم في الدورة المقبلة، وسنستمر في العمل للبدء في الإعداد المبكر لها، بعد أن نلتقط أنفاسنا بفاصل 15 يوماً فقط عن حفل الختام».


«زواج» من كواليس المهرجان

تعرف فؤاد بارودي إلى زميلته نوف العبد في كواليس المهرجان، الذي جمعهما تحت مظلة العمل في قسمين مختلفين من أقسامه، وذلك كان في دورته العاشرة، منذ ثلاث سنوات تقريباً.

وأمس عاد فؤاد ونوف للسير في ذات الأروقة التي جمعت لقاءاتهما الأولى، لكن كانت بصحبتهما صغيرتهما ذات العامين «ليلى».

وانعكست هذه المشاركة بشكل واضح في أروقة دبي السينمائي، الذي بسط مجالسه لمخرجين إماراتيين، كان لهم نصيب من ألق السجادة الحمراء أيضاً.

ومع إلغاء مهرجان الخليج السينمائي، وتأكيد رئيسه عبدالحميد جمعة بأن «دبي السينمائي لا يمكن أن يكون بديلاً مناسباً للمهرجان الذي كان يستوعب العشرات من الأفلام المحلية والخليجية كل عام، بما في ذلك أفلام تجريبية يصنعها طلبة وهواة، ولم يعد سوى (دبي السينمائي) كملاذ أخير ووحيد لصانعي الأفلام الإماراتية، خصوصاً مع إلغاء مهرجان أبوظبي السينمائي أيضاً».

وعلى الرغم من أن «مختارون» لعلي مصطفى، الذي أنتجته «ايمجنيشن»، هو العمل الأكبر تمويلاً، والذي تم اختياره ليكون بمثابة أيقونة العروض الإماراتية، ما يفسر الاحتفاء المضاعف به، إلا أن الفرصة ظلت حاضرة للأفلام الأخرى، خصوصاً الروائية منها، لتأخذ نصيبها من دائرة الضوء الإعلامية والنقدية، وإن تفاوت اهتمام الجمهور بشكل كبير بين بعضها بعضاً.

المدير الفني للمهرجان، مسعود أمر الله، أكد أن المشهد الأبرز في الأفلام الإماراتية هذا العام هو حالة التنوع الشديد الذي تزخر به، مضيفاً «هناك الكثير من التجارب السينمائية التي تفتحت ونضجت على منصة (دبي السينمائي)، وتحمل الكثير من التباين في الوقت نفسه».

وتابع «مع فكرة الخيال العلمي التي يقتحمها علي مصطفى، الذي يتكئ فيها على تمويل مؤسساتي، نجد تمويلاً ذاتياً لهاني الشيباني في فيلمه (انتظار)، في حين نتابع تمرس نجوم الغانم في خطها مع الوثائقي، ومزيداً من النضج في تجربة نائلة الخاجة، بعد مرور 13 عاماً على تجربتها الأولى، التي هي أصلاً من عمر المهرجان».

وبعد تجربة إماراتية فرنسية، لقي فيها دعماً من «دبي السينمائي» هي «الفيلسوف»، يعود المخرج الشاب عبدالله الكعبي بفيلمه «الرجال فقط عند الدفن»، الذي قام بتصويره في إيران، وهي تجربة يؤكد أنه استفاد فيها من حضوره الأول على منصة المهرجان في عام 2012، رغم تخصصه الأكاديمي في الإخراج، وحصوله على درجة الماجستير من جامعة ايكار الفرنسية.

الفنان حبيب غلوم، أحد أبطال فيلم «مختارون»، حرص على الوجود في اللقاءات الإعلامية الخاصة بفيلم «مختارون»، مشيراً إلى أن «علي مصطفى استطاع أن يطور أدواته الإخراجية، ويقدم تجارب حملت بصمة وشخصية إخراجية مختلفة». وتابع: «ما بين (دار الحي) الذي أخرجه علي مصطفى وكُشف عنه عبر (دبي السينمائي) قبل دورات عدة و(مختارون) نجد تطوراً هائلاً، وخبرة تراكمت بوتيرة أسرع مما يمكن أن نُقدره بالحسابات التقليدية لعدد التجارب». ورأى غلوم أن «دبي السينمائي بالفعل أضحى منصة تكاد تكون وحيدة لعرض الفيلم الإماراتي، لاسيما مع غياب مهرجان الخليج السينمائي»، لكنه لفت في الوقت نفسه إلى ما وصفه بـ«التباين الكبير في المستوى الفني بين التجارب الإماراتية المعروضة، وبصفة خاصة في فئة مهر للأفلام الروائية». هاني الشيباني الذي يعيده فيلم «انتظار» إلى مجال الإخراج، بعد أن كان صاحب أول تجربة إماراتية عرفت طريقها إلى دور العرض التجاري، عبر فيلم «حلم» المنتج عام 2005، يرى أن «دبي السينمائي» قدم الكثير لصناعة السينما الإماراتية، في حدود كونه مهرجاناً يشكل مظلة جامعة للأفلام، مضيفاً «هناك العديد من المشكلات التي قدم المهرجان حلولاً جذرية لها بالفعل، لكن في المقابل هناك عوائق عديدة، لا يتصور أن يكون معنياً بها، لاتزال تقف حجر عثرة أمام الفيلم الإماراتي، وفي مقدمتها الدعم المؤسساتي، وغياب التمويل». ورأى الشيباني أن «انتظار» صادفه سوء طالع، بتزامن عرضه مع عرض إماراتي آخر، قاسمه كعكة اهتمام جمهور، لايزال غير متحمس كثيراً لمتابعة الفيلم الإماراتي، لاسيما أن الفيلم الآخر، حسب إشارة زميله المشارك في «انتظار» أيضاً، خالد علي، كان الأكثر حظوة بالاهتمام الدعائي، على حساب «انتظار».

منصور الظاهري، الذي يشارك في المهر الإماراتي بعمل روائي هو «سبارتا الصغيرة»، قال إن «العديد من المخرجين الإماراتيين لم يعودوا وجوهاً غريبة من حيث المشاركة، وليس فقط الحضور والتفاعل في (دبي السينمائي)، وبعض التجارب بالفعل نضجت أو ازدادت نضوجاً على خشبته».

وتابع «بالنسبة لأي صانع سينما في الإمارات فإن منصة دبي السينمائي تبقى شديدة الأهمية، فهي ليست مساحة للعرض فقط والتنافس المهرجاني الإيجابي فقط، بل هي أيضاً فرصة للانفتاح على اتجاهات ومدارس ورؤى سينمائية مغايرة، من خلال مهرجان يجمع أفلاماً من كل أنحاء العالم».

تويتر