تعشق العمل التطوعي واستشراف المستقبل

أمل الكعبي: على الشباب صناعة الفرصة.. لا انتظارها

تصوير: أسامة أبوغانم

بين «ثلاثية تميّز» تتلخص تجربة الإماراتية أمل الكعبي، التي تعشق العمل التطوعي، وتتخصص في مجال الإدارة العامة واستشراف المستقبل، بعد دراسة للإعلام.

ممارسة العمل التطوعي ترتبط لدى «أمل» بواجب وطني وإنساني، تلمست أولى خطواته في فترة مبكرة من حياتها منذ طفولتها، إذ شاركت في الكثير من الفعاليات، وفي الآن ذاته سعت لاستكمال دراستها الأكاديمية في مجال الإدارة العامة واستشراف المستقبل، لتجسد تجربة أمل الكعبي جزءاً من نجاحات المرأة الإماراتية الطموحة والقادرة على العطاء والتميز في مختلف الميادين.

وقالت أمل لـ«الإمارات اليوم» إن شباب الوطن طموح وقادر على التميز في مجال العمل التطوعي والإنساني، داعية الشباب إلى عدم انتظار الفرص، وتفعيل مبدأ المبادرة في خدمة المجتمع، لافتة إلى ضرورة مجابهة التحديات وعدم التوقف عند الحواجز، مضيفة أنه «من الخطأ أن ننتظر لنحصل على ما نريد، وندعي أن البحث عن الأفكار الجديدة والمقترحات مضيعة للجهد والوقت».

وتتذكر أمل، منسق البرامج والفعاليات في مركز فتيات الفجيرة، خطواتها المبكرة في العمل التطوعي التي ابتدأتها عام 2008 عبر مشاركة أولى في الأعمال الإدارية بالنادي العلمي في الفجيرة، التابع لهيئة الشباب والرياضة، لتسهم بعد ذلك في تأسيس مركز فتيات الفجيرة عام 2012، الذي سبق ترشيحها لاحقاً في 2015 من قبل الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي كأول مستشار شبابي إماراتي ضمن برنامج «نمو وارتقاء»، وهو تتويج جاء بعد مشاركتها عام 2014 في التحضير لجائزة الإمارات لشباب الخليج العربي المنبثقة عن مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، إذ كانت أمل سفيرة لجائزة الإمارات لشباب الخليج العربي.

ماجستير

تشجيع الوالدة

أكدت أمل الكعبي دور عائلتها الكبير في تحفيزها على العمل التطوعي، منوهة بشكل خاص بتشجيع والدتها الدائم لها، إذ استفادت من خبرة والدتها المهنية الطويلة في منطقة الفجيرة التعليمية.


طاقة لاستكمال مشوار الطموح

ذكرت أمل الكعبي أن السفر ساعدها كثيراً على التغلب على التحديات، وأسهم بشكل كبير في كسر الروتين اليومي وفتح آفاق حياتية جديدة، موضحة: «زرت دول مجلس التعاون الخليجي كافة، إلى جانب عدد من الدول بحكم مشاركاتي المتعددة في مجال العمل التطوعي، كما اكتشفت سنغافورة وتايلاند وإندونيسيا والنمسا وغيرها من البلدان التي تعرفت فيها إلى تاريخ ثقافات جديدة وأنماط عيش مختلفة غيّرت نظرتي إلى الحياة، وعزّزت حس التواصل والحوار مع الآخر، كما زودتني بطاقة جديدة استعنت بها لاستكمال مشوار الطموح».


• «أتمنى المساهمة الدائمة في خدمة وطني، وأن تتاح لي فرصة تمثيل فئة الشباب الإماراتي وتجارب التطوع في مجلس الوزراء بالمسقبل».

• «تعرفت خلال السفر إلى تاريخ ثقافات جديدة وأنماط عيش مختلفة غيّرت نظرتي إلى الحياة».

• 2008 بدأت أمل مسيرة الأعمال التطوعية، وتواصلت حتى حازت العديد من الجوائز.

رغم دراستها الإعلام في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بالفجيرة ونيلها درجة البكالوريوس تخصص علاقات عامة وإذاعة وتلفزيون من كلية المعلومات والإعلام والعلاقات العامة، فإن أمل فضّلت استكمال دراستها الجامعية لنيل درجة ماجستير تنفيذي في الإدارة العامة من كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، لتكون ضمن الدفعة الأولى التي تتخصص في مجال الإدارة العامة واستشراف المستقبل، معتبرة أن دراسة الإعلام ساعدتها على تحسين قدرات الاتصال والتواصل مع مختلف شرائح الجمهور ومواكبة كل الأحداث والفعاليات ومشاركتها على نطاق واسع.

وعن طبيعة عملها في مركز فتيات الفجيرة قالت أمل الكعبي لـ«الإمارات اليوم»: «لدينا في المركز العديد من الأنشطة الأساسية؛ كمختبر الإبداع والابتكار الذي استحدث ليواكب الأنشطة الفنية والرياضية ومجموعة المهارات والحرف المهنية التي يطرحها المركز لمنتسباته، إلى جانب قائمة طويلة من الفعاليات الثقافية والاجتماعية التي تشارك بها الفتيات من عمر 12 - 26 عاماً».

وأضافت: «هدفنا تنمية مهارات وقدرات الفتاة الإماراتية على تطوير الذات، وتأهيلها لأن تكون قيادية وقادرة على اتخاذ القرارات السليمة والمناسبة، وتكريس تجربة مستقبلية فاعلة في كل مناحي الحياة، من خلال ورش العمل المتعددة والمجالس الاجتماعية الدورية التي لاقت استحسان الجميع».

مساهمات متنوعة

تتذكر أمل مختلف الفعاليات التطوعية التي شاركت بها، مثل تطوعها لاستقبال المشاركين في القمة الحكومية عام 2014، وتمثيلها للركن الخليجي في بطولة دبي للضيافة، وتطوعها مع فرق العمل في المراكز الخاصة بانتخابات المجلس الوطني، والمساهمة في حملة رمضان أمان في 2016، بالإضافة إلى مشاركاتها الفاعلة خارج الدولة وداخلها في مجالات إعداد القيادات الشبابية، وعضويتها في برنامج سفراء الوطن التابع لهيئة الشباب والرياضة، ومشاركتها أخيراً في العاصمة السعودية الرياض في برنامج مسك العالمي.

وحول مشاركتها في مبادرة «ذكرى» التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، قالت أمل الكعبي: «لقد علمتني هذه التجربة الكثير من الدروس الإنسانية، بعد أن تأثرت عميقاً بتجربة تعليم الأطفال الصغار في منطقة الغور الأردنية التي كان أهلها معتمدين على بعض المواد الخام البسيطة التي لا تفي بالحاجة، ما دفعني إلى محاولة إيجاد حلول بسيطة، فتواصلت على إثرها مع بعض الجهات المختصة لإطلاق مشروع تطوعي يهتم بتعليم الصغار عبر تقديم مجموعة من البرامج المبسطة لمساعدتهم على تخطي صعوبات هذا المجال».

وأضافت: «سأستعين في المرحلة المقبلة بعدد من المواهب الإماراتية الشابة الراغبة في التطوع في هذا المجال الذي أتمنى أن أكرس معانيه، وأترجم أهدافه على نطاق أوسع، خصوصاً في مجالات تعليم الأطفال في الدول الفقيرة».

تكريمات

ترى أمل التكريمات والجوائز التي نالتها عن مشاركاتها التطوعية دافعاً لمزيد من العمل والعطاء الدائم في مختلف المجالات الإنسانية التي عزّزت بها مهاراتها في الاتصال الفعال والإيجابي، ورسخت ثقتها بنفسها، فهي اليوم أول مستشار للشباب يمثل دولة الإمارات في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون في دول الخليج العربي، بعد حصولها على الميدالية الذهبية للعمل الشبابي المشترك لمجلس التعاون في عام 2015 بترشيح من هيئة الشباب والرياضة، وتكريمها من الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني، تقديراً لنيلها ميدالية مجلس التعاون الخليجي للعمل الشبابي المشترك، الذي أرفقته أمل بتكريمها كسفيرة لجائزة الإمارات لشباب الخليج العربي.

ووصفت أمل تلك النجاحات قائلة: «أتمنى المساهمة الدائمة في خدمة وطني، كما آمل أن تتاح لي فرصة الإسهام في تمثيل فئة الشباب الإماراتي وتجارب التطوع في مجلس الوزراء بالمسقبل».

تويتر