مهرجان لحياة البدو يجمع ممثلي 21 قبيلة في مصر

 

افتتحت أول من أمس فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان «شخصيات مصرية» الذي يجمع في مكان واحد عشرات القبائل البدوية من كل أنحاء مصر لإقامة حوار بينها والتعريف بثقافتها وأصولها بحضور مصريين وأجانب ينتمون إلى مدن لا تعرف الكثير عن حياة البدو.

ويقام المهرجان السياحي الثقافي الرياضي على مدار ثلاثة أيام في محمية «وادي الجمال» الطبيعية في مدينة مرسى علم (175 كلم جنوب الغردقة) بمشاركة 350 بدوياً ينتمون إلى 21 قبيلة.

وقال وليد رمضان منظم المهرجان إن الهدف الرئيس كان توفير فرصة للقاء بين ممثلي القبائل التي سكنت صحراء مصر لسنوات طويلة دون أن تلتقي ببعضها، بينما تحول المهرجان شيئاً فشيئاً إلى خلق فرصة للمشاركين من البدو وسكان المدن المصريين والأجانب للاختلاط ببعضهم ليكتشفوا بيئات وعادات وأسلوب حياة شخصيات مختلفة تعيش بالقرب منهم ولا يعرفون عنها الكثير.

ويتميز المهرجان بالاعتماد الكامل على أسلوب حياة البدو والخامات الطبيعية غير الملوثة للبيئة، حيث يقيم الجميع في خيام وسط الصحراء ويستمتعون على مدار الأيام الثلاثة بطعام صحي وطقس مختلف وطقوس خاصة بالقبائل التي تقدم كل منها رقصاتها وأغنياتها وشعراءها وعاداتها وتقاليدها وأطعمتها الشهيرة ومشروباتها المعتادة وأبطالها في مجالات رياضية عدة، أبرزها سباق الهجن.

واجتذب المهرجان العشرات من الأوربيين الذين تصادف وجودهم في مرسى علم للاستمتاع برياضة الغوص، كما حضره هذا العام سياح كثيرون جاؤوا إلى مصر خصيصاً للمشاركة، بعدما تصادف وجودهم فيه العام الماضي إلى جانب تغطية إعلامية كثيفة من صحف ووكالات أنباء وقنوات تلفزيونية مصرية وعالمية.

وتحت سقف خيمة واحدة اجتمع عشرات من أبناء القبائل البدوية مع العشرات من أبناء المدن الكبرى في مصر والعالم، وتشاركوا القصص والموسيقى والشعر

والطعام والفن والعلوم والمشكلات، والعديد من المسابقات الترفيهية والأحداث الرياضية وسباق الجمال.

وشهدت الليلة الأولى في المهرجان اجتماعاً موسعاً لزعماء القبائل المشاركة طُرح فيه الكثير من الأسئلة الشائكة حول العلاقة بين القبائل، وانتهى إلى

ضرورة وجود مجلس حكماء للقبائل البدوية يفصل في ما بينها، ويقوم بزيارات دورية لتوطيد العلاقات، بعدما اكتشف الجميع اشتراكهم في العادات

والتقاليد تقريباً. وأظهر الاجتماع الذي سُمح لممثلي وسائل الإعلام بحضوره أن القبائل تشترك تقريباً في كونها نازحة وليست من أصل مصري، فبينها من جاء من السودان، ومن جاء من اليمن أو شبه الجزيرة العربية، وآخرون نزحوا من المغرب أو ليبيا أو العراق، وأن عمليات النزوح تلك كانت قبل سنوات طوال تراوح بين 600 و1000 عام. ويحفظ البدوي عادةً قائمة أجداده وصولاً إلى الجد الأكبر مؤسس القبيلة، ويحتكم الجميع إلى القانون العرفي الذي يطبقه زعماء القبائل بصرامة على الجميع، ويطلق على جلسات تنفيذه «مجلس عرب» وهو أمر بات معترفاً به في القانون والدستور المصري أسلوباً لحل النزاعات.

تويتر