إبداع فنانات من تركيا والإمارات في الشارقة

احتفاء أنثوي بالخط والزخرفة

صورة

يجسّد معرض «إبداع فنانات.. حروف وزخرفة من تركيا والإمارات»، الذي انطلق في «متحف الشارقة للخط»، عنوانه بجدارة واستحقاق، من خلال أعمال فنية مميزة تعكس جوانب بارزة من التاريخ الزاخر للخط والزخرفة لثلاث فنانات محترفات من تركيا والإمارات.

يشارك في المعرض الذي افتتحه أول من أمس، رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، عبدالله العويس، الخطاطة الإماراتية فاطمة البقالي التي تعد أول خليجية تزاول مهنة تدريس فن الخط العربي باعتراف رسمي، وأستاذة فن التذهيب في جامعة المعمار سنان منور اوجر، واختصاصية الفنون الإسلامية التركية سؤدد كاندمير.

يقدم المعرض الذي يستمر لغاية نهاية شهر نوفمبر المقبل، إلى جانب أبرز الأعمال الإبداعية للفنانات المشاركات وآخرها، ورش عمل تتيح للمهتمين فرص الاستفادة من خبرات المشاركات، والتواصل معهن في بيئة تفاعلية خاصة.

صناعة عريقة

شكلت مباخر كاندمير أعمالها الرئيسة المشاركة، حيث أحيت من خلالها إحدى الصناعة العريقة للمباخر الإسلامية، وصبغتها بطابعٍ حديث جعل منها تحفاً فنية راقية. ونوهت كاندمير، التي تفوق خبرتها الفنية الـ20 عاماً: «أشعر بسعادةٍ عارمة كوني أعرض اليوم أحدث أعمالي التي بذلت في إنجازها جهوداً مضنية استغرفت ثلاث سنوات ونصف السنة من العمل الدقيق، سعياً لتحقيق أمنيتي المتمثلة في إحياء صناعة المباخر الإسلامية، والعمل على نشرها أسوة بصناعة حرفية قائمة، هذا بالإضافة إلى أعمال الرسم التي تشمل ست لوحات زيتية».

أفكار ولوحات

تشتهر كاندمير المعروفة بلقب آل صكب، نظراً لأصلها العربي، بتحويل أفكار لوحاتها الفنية التي تعنى بأشكال الفنون الإسلامية المختلفة، وأحجامها، إلى قطع مجوهرات يغلب عليها طابع التنوع بين الحلي والأساور والخواتم والسلاسل وغيرها.

وحول انطباعات الفنانات ومشاركاتهن، قالت الخطاطة الإماراتية فاطمة البقالي لـ«الإمارات اليوم»: «تربط الأعمال المشاركة في المعرض قواسم مشتركة تتجلى بوضوح في الاعتزاز بفن الخط العربي والزخرفة الإسلامية، ويطغى عليها عنصر الإبداع الذي يقدم الطابع التقليدي في قالبٍ عصري حديث، الأمر الذي يجعل منه معرضاً مميزاً أفخر بمشاركتي فيه إلى جانب الفنانتين القديرتين من تركيا اختصاصية الفنون الإسلامية التركية سؤدد كاندمير، وأستاذة فن التذهيب في جامعة المعمار سنان منور اوجر».

وأضافت «أشارك في المعرض بتسعة أعمال فنية للخط العربي، تتسم باعتمادها على تكرار النص الذي يضم في أغلبه آيات قرآنية وعبارات التسبيح، استخدمت في كتابتها خطوط منوعة كالخط الديواني الجلي والثلث والنسخ وغيرها».

وأكدت البقالي أنه «حرصاً على تجسيد عنصر الإبداع الذي يشكل المدخل الأول لعنوان المعرض، ضمت أعمالي المشاركة آليات تمثله كاستخدام عقارب متحركة للساعة حول آية من سورة الرحمن تتحدث حول الشمس والقمر، في محاولة للتعبير عن الحساب الزمني الدقيق الذي تمثله الساعة في حياتنا، هذا إلى جانب استخدام الإضاءة وتقنية التفريغ في إحدى اللوحات».

وقالت أستاذة فن التذهيب في جامعة المعمار سنان منور اوجر: «أشارك في هذا المعرض، الذي يحتفي بأعمال فنية مميزة، بأعمالي التي تقدم فن التذهيب الذي يعد من أعرق الفنون وأجودها، والتي تنطوي فلسفتها على تجسيد زهرة التولب التي ترمز إلى اسم الجلالة، كونها زهرة فردية».

وذكرت اوجر أنه من أبرز أعمالها المشاركة بثلاث لوحات قامت بزخرفتها وتضم خطوطاً للخطاط الشهير محمود جلال الدين تعود للقرن الـ19.

وعن فن التذهيب، قالت اوجر: «يرتبط فن التذهيب في الحضارة الإسلامية بوجه عام بفن الكتابة والخط العربي، ويعد من الفنون الدقيقة جداً التي كان يعمل على إنجازها في عمل واحد أكثر من فنان، أما في يومنا هذا فيقوم بإنجازه فنان واحد، ما يستدعي بذل جهود أكبر، وعليه تضم توقيع الفنان على خلاف السابق، فإنجاز عمل واحد لفن التذهيب يستغرق تنفيذه ما بين ستة إلى سبعة أشهر».

أما اختصاصية الفنون الإسلامية التركية، سؤدد كاندمير، فقد تميزت مشاركتها بعرض الأعمال التي عكفت على تنفيذها خلال ثلاث سنوات ونصف السنة للحصول على شهادة الماجستير في تصنيع وزخرفة المباخر، وعليه شملت أعمالها المشاركة سبع مباخر إلى جانب ست لوحات زيتية.

 

 

تويتر