في حديث لوكالة الأنباء الصينية على هامش «مهرجان الفنون العربية» في بكين

نهيان بن مبارك: التعاون الثقافي طريق لاستقرار العالم

المؤسسات الثقافية في الإمارات استضافت فعاليات ثقافية عدة ضمن خطط التعاون الثقافي بين البلدين. أرشيفية

قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، إن العلاقات الإماراتية الصينية استراتيجية عميقة، تنمو وتتصاعد بشكل مستمر، وشَهدت منذ نشأتها تطورات إيجابية مستمرة في المجالات كافة، الاقتصادية والسياسية، وأُضيفَ إليها الآن العلاقات الثقافية والتعليمية: الوطيدة والمُتجدِّدَة، حيث أنشأت الإمارات مركز الشيخ زايد للغة العربية في جامعة بكين للدراسات الأجنبية، وهناك تبادل مستمر بين البلدين في النشاطات الثقافية والفنية على السواء، مؤكداً أن الإمارات ترى في التعاون الثقافي والحضاري طريقاً لاستقرار العالم.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/09/192668.jpg

نهيان بن مبارك آل نهيان. من المصدر

وأضاف الشيخ نهيان لوكالة الأنباء الصينية على هامش مشاركة الإمارات في فعاليات الدورة الثالثة من «مهرجان الفنون العربية» الذي يتخلله منتدى وزراء الثقافة الصيني والعربي، ويقام بالعاصمة الصينية بكين خلال الفترة من 10 إلى 16 سبتمبر الجاري: «هناك حرص أكيد من القيادة في الإمارات، ممثَّلَةً في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، على تنمية هذه العلاقات، وتعميقها بشكلٍ فاعل، والعمل على بناء الأدوات والآليات التي تحقق ذلك بشكل فعال، وفي هذا الإطار تشهد العلاقات الصينية الإماراتية الآن تبادلاً ثقافياً وفنياً ورياضياً بصورة مستمرة، فقد زار الإمارات العديد من الفرق الرياضية والموسيقية والفنية، وكذلك قامت الفرق الفنية الإماراتية بزيارة الصين، والجميع لاحظ الاحتفاء الكبير، بفرقة ذوي الاحتياجات الخاصة الموسيقية الصينية، وكيف تفاعل معها الجمهور في الإمارات بصورة رائعة، وكذلك فتحت الجامعات في الإمارات فروعاً بالدولة لمعهد (كونفوشيوس) لتعليم اللغة الصينية، كما قام مجلس أبوظبي للتعليم بإدخال اللغة الصينية في مدارسه، والفضل في ذلك راجع إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم».

وأكد الشيخ نهيان: «إننا لا نستطيع أن ننسى بأيّ حال ما قام به المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في تأسيس مركز اللغة العربية في جامعة بكين للدراسات الأجنبية، الذي يُعدّ من أهم مراكز تعليم اللغة العربية في الصين».

وكشف أن «وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع تعتزم تنظيم أسبوع ثقافي صيني، إلى جانب عقد مؤتمر علمي دولي للحوار الإسلامي الصيني، وأنا حريص شخصياً على تنمية وتطوير هذه العلاقات على كل المستويات، الثقافية والرياضية والفنية».

وأشار الى أنّ وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع حريصة دائماً على أن ترسل وفداً رفيع المستوى لحضور منتدى وزراء الثقافة بين الصين والدول العربية، وكذلك تم إيفاد فرقة فنية إماراتية للمشاركة في مهرجان الفنون الصينية، معتبراً هذه المناسبة «فرصة عظيمة للاحتكاك والتواصل والتقارب بين الفنانين الإماراتيين والصينيين، كما أنها فرصة سانحة أيضاً للتعرف الى تجارب عالمية مختلفة».

وأشار الشيخ نهيان إلى أن الإمارات تحرص على التعاون والتنسيق مع كل دول العالم، من خلال قناعة كاملة بأن تقدم واستقرار العالم هو رهنٌ بتحقيق هذا، وأن العمل الثقافي المشترك الناجح هو المدخل الطبيعي لتحقيق هذا التعاون المنشود.

وأوضح الشيخ نهيان أن «وزارة الثقافة تهدف في المرحلة المقبلة إلى التوسع في الأنشطة المتعلقة بحوارالحضارات والثقافات، لتكون أول حلقة في هذا الحوار المُرتقب بين الثقافات العالمية، تتناول الحوار الصيني الإسلامي، الذي نهدف من ورائه إلى فتح آفاق التعارف والتعاون بين الصين والعالم العربي والإسلامي عموماً، ومنطقة الخليج خصوصاً». وقال: «إننا إذ نَتبنّى رؤية جديدة للحوار الحضاري، بيننا وبين الصين، فإننا نعمل ذلك من أجل مستقبل أفضل لشعوبنا، يكون وبالفعل عماداً للتعاون والتواصل، لتحقيق التنمية المستدامة والرفاهية لكلا الشعبين الصديقين». وأضاف: «إننا في الإمارات حريصون كل الحرص على أن تكون مناسبة مرور 30 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين الصين والإمارات، لحظة تاريخية فارقة لتعميق التعاون والتفاهم والتبادل في جميع المجالات، خصوصاً المجالات الثقافية والرياضية، تلك التي تقع في إطار اختصاص وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع». وأكد الشيخ نهيان أن «الإمارات دولة ذات تاريخ عريق، وتراث مُمتد، وحرصت دائماً بفضل قادتها المخلصين على الحفاظ على التراث والهوية الوطنية، ونحن بالطبع حريصون كلّ الحرص على ذلك، ونستخدم كل السُبل المتاحة للحفاظ على تراثنا وهويتنا، حيث إننا ننظر إلى تجربة الصين على أنها تجربة رائدة، ونموذج ومثال نستطيع أن نستفيد منه ومن تجربته المتميزة في الحفاظ على التراث والهوية الوطنية، ونتطلع في المستقبل للتعاون مع الصين لتنفيذ الخطط والاستراتيجيات».

وقال وزير الثقافة: «ستقوم وفود رسمية إماراتية بزيارة الصين، والاطلاع على تجاربها في الحفاظ على التراث الوطني، خصوصاً في المقاطعات التي توجد فيها أقليات، مثل إقليم يونان في جنوب غرب الصين، حيث يوجد نموذج فريد لحالات التنوع الثقافي والعِرقي، الذي ساعدت على الحفاظ عليه السياسات الثقافية المتميزة التي اتبعتها الدولة الصينية ولاتزال».


انفتاح كامل

قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع: «كنت أَشغَل منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إلى جانب رئاستي للجامعات الوطنية بالدولة، لأكثر من ربع قرن من الزمان، وقد حرصتُ دائماً خلال هذه الفترة على تمكين شباب الإمارات، من الانفتاح الكامل والتواصل الفعال مع زملائهم من شباب العالم، وهناك الآن برامج فعالة تتيح أمامهم القيام برحلات علمية وزيارات خارجية متنوعة، وفرص العمل المشترك مع أقرانهم في العالم».

زيارات متبادلة

إن الزيارات المتبادلة للشباب تُمثل ركناً أساسياً في منظومة التنمية البشرية في دولة الإمارات، وهي كذلك ركنٌ أساسي في عمل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ونحن نعكف الآن، على وضع استراتيجية وطنية للشباب، تقوم على تمكينهم وفتح آفاق المعرفة أمامهم، وإكسابهم الخبرات المجتمعيةَ اللازمة، بهدف النهوض بهم والارتقاء بمجتمعهم ووطنهم على السواء، وكل ذلك، يُبشِّر لنا ولهم، بمستقبل عظيم يرون فيه الدولة وقد وصلت إلى أعلى آفاق النهضة والتطور.

توجيه

الفريق أول سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يوجه دائماً إلى أن الشباب هم مستقبل الأمم، وأن انفتاح الشباب وتواصلهم مع الآخرين يُمثِّل حجر الأساس، في بناء مجتمع منفتح يَقبل الآخر، ويكون قادراً دائماً وباستمرار على التفاعل بإيجابية مع مختلف المجتمعات والثقافات.

 

 

تويتر