«قصص» عراقية عن «ديكتاتور» يطارد الضحايا في الغربة

هموم كردستان العراق تحضر في العديد من قصص المجموعة. أرشيفية

تقدم الكاتبة العراقية ناهدة جابر جاسم في مجموعتها القصصية «العاشقة والسكير» مشاهد من عواصف السياسة في بلادها، وكيف انعكست على المرأة التي تحولت من مناهضة للاستبداد إلى كائن مهزوم ومهتز نفسياً، فيطاردها شبح الديكتاتور، وشبح زوج يتخلى عنها بعد أن قاسمها الكفاح، ثم انهزم هو الآخر واستسلم لإدمان الخمر.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/10/204531.jpg

ولدت ناهدة جابر جاسم، كما تسجل الصفحة الأخيرة من المجموعة في الديوانية، بجنوب العراق «والتحقت بصفوف الثوار في كردستان العراق 1985، وأصيبت بالأسلحة الكيماوية في يونيو 1987. وفي حملة الأنفال بأغسطس 1988 نزحت مع جموع الأكراد» إلى الحدود التركية، وظلت في معسكرات اللجوء في أقصى شمال إيران.

وتلخص دراما القصص كيف يؤدي القهر والخوف في زمن الديكتاتورية إلى شروخ في الروح لا تلتئم في وقت لاحق حتى لو تمتع الإنسان بالحرية في بلد يحترم حقوق الإنسان، إذ يظل الماضي يطارد ضحاياه.

ففي قصة «القديسة والشيطان» تتوزع مشاعر امرأة شرقية بين زوج سكير منشغل عنها غير مبالٍ بها، وعاشق مشغول بها. وتتمزق مشاعرها وهي تستحضر بأسى تجربتها الطويلة والقاسية «مع الثوار في شمال العراق ومعسكرات اللجوء» حين كان الزوج قد سبقها إلى المنفى.

وتلخص القصة موقف الزوجة بأنها كانت «قديسة ومحبة، وكان شيطاناً وقاتلاً»، وتنتهي نهاية مفتوحة فلا نعرف كيف ستحدد البطلة مصيرها في بلد بأقصى الشمال الأوروبي يمنح الإنسان حرية لا يتاح شيء منها في العراق. وتقع المجموعة في 78 صفحة متوسطة القطع، وأصدرتها «دار الأدهم للنشر والتوزيع» في القاهرة.

ولدت ناهدة جابر جاسم كما تسجل الصفحة الأخيرة من المجموعة في الديوانية بجنوب العراق «والتحقت بصفوف الثوار في كردستان العراق 1985، وأصيبت بالأسلحة الكيماوية في يونيو 1987. وفي حملة الأنفال بأغسطس 1988 نزحت مع جموع الأكراد» إلى الحدود التركية، وظلت في معسكرات اللجوء في أقصى شمال إيران. ومنذ 1991 تقيم في الدنمارك؛ إذ عملت في منظمة مساعدة اللاجئين الدنماركية، كما عملت مترجمة في منظمة الصليب الأحمر.

وتدور معظم القصص بين العراق والشمال الأوروبي؛ فقصة «وداعاً ابنتي» التي تهديها المؤلفة إلى أبيها تلتقط لحظة مكاشفة إنسانية بين فتاة مناضلة تمارس العمل السري ثم تلتحق بالمقاومة المسلحة، وأب طيب كانت تظنه جباناً يتجنب السياسة منذ اعتقل بمقر الحرس القومي، ثم يتضح لها كيف عانى حين أجبروه على توقيع براءته من ابنته «الشيوعية العاهرة»، لكنه يغامر في زمن الديكتاتورية ويحتمل مشقة السفر للخارج كي يرى ابنته.

وفي قصة «ذات صباح غائم» تحمل الغيوم الاسكندنافية شجناً جديداً حين تفتقد بطلة القصة التواصل الإنساني مع زوجها الذي قاسمته «تفاصيل الحياة والعذاب والتشرد والجسد الذي كان شامخاً وعامراً بالصحة والفرح»، وهي الآن تفتقد الفرح لأن الذاكرة يقظة تنقلها إلى «موقع الثوار.. حينما قصفنا الديكتاتور بغازاته السامة».

وتشعر البطلة بلا جدوى كفاحها القديم، وتفقد الحياة معناها فتتساوى لديها الحياة والموت؛ فتقرر «السفر إلى الأبدية» في صمت.

تويتر