الصايغ طالبهم بالعودة في افتتاح موسم «البحث عن جدوى الثقافة»
«كتّاب الإمارات» غائبون عن اتحادهم
انتقد رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، حبيب الصايغ، غياب أعضاء الاتحاد عن المشاركة في أنشطته وفعالياته، وفي الوقت نفسه انتقادهم لقلة الحضور للفعاليات الثقافية؛ مشدداً على أن أعضاء الاتحاد مطالبون أكثر من غيرهم بالحضور والتفاعل.
احتفالية فرع دبي كشف رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، حبيب الصايغ، أن الاتحاد يعمل على إطلاق ندوة كبيرة تقام على مدى يومين لبحث إسهام الكتّاب والأدباء والمثقفين في أفق الأجندة الوطنية، وضمن فريق العمل الإماراتي الواحد الكبير، وستقام الندوة ضمن احتفالية افتتاح فرع اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في دبي قريباً. |
واعتبر الصايغ أن العمل الثقافي أشبه ما يكون ببغتة الحياة أو بغتة الموت، لا يعترف بأنصاف الحلول، لذا فالجدية مطلوبة في مجال العمل الثقافي، لتقديم ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، وما يمتع وينشر الفرح والتفاؤل، على حد تعبيره.
وقال الصايغ في كلمته التي ألقاها في افتتاح الموسم الثقافي الجديد لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، مساء أول من أمس، تحت عنوان «البحث عن جدوى الثقافة في الواقع الإماراتي»، والتي جاءت أقرب إلى المكاشفة لواقع العمل الثقافي في الإماراتي والحقائق التي تحكمه: «لا بأس اليوم في توجيه عتاب يشبه عتاب المحبين إلى أعضاء نعتز بهم وبانتمائهم لهذه المؤسسة، لكنهم لا يحضرون أنشطتها أبداً، ويزداد العتاب حرارة ومحبة عندما يشير هؤلاء في مجالسهم وكتاباتهم إلى ضآلة الحضور، فيما المفترض أن يبدأوا بأنفسهم. نحن نرحب بأعضاء هذا البيت أو الجسد الواحد، ونجدد دعوتهم، لا إلى الحضور فقط، وإنما إلى المشاركة والإسهام في التطوير».
وعن شعار الموسم الجديد «البحث عن جدوى الثقافة في الواقع الإماراتي»، أو الأصح «البحث في جدوى الثقافة»، بحسب ما أشار رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، مشيراً إلى أن الثقافة مسّلمة جدلية لأثرها وخطرها الأكيدين.
وأوضح أن الحركة الثقافية، في حالة الإمارات، تكتسب أبعاداً مهمة تستحق الدرس، خصوصاً بعد تجاوز ما أطلق عليه في مرحلة سابقة طغيان المادي على المعنوي مرة، أو القطيعة بين الأجيال مرات، بما يجعلها ظاهرة تستحق الدرس نحو التأطير وربما التصويب، ونحو التأكيد على ضرورة الثقافة في الحياة. واستعرض الصايغ جملة من الحقائق التي ترتبط بالثقافة في الإمارات، من بينها الحاجة إلى التأسيس لحركة ثقافية أكثر تفاعلاً، معتبراً أن الكرة ليست في ملعب الناشطين والمنظمين فقط، فكل المجتمع جمهور مفترض للثقافة، وينبغي تحويل ذلك إلى وعي وثقافة عامة؛ وفي السياق نفسه؛ يجب العمل على إعداد وتنفيذ أفكار لتكوين واستقطاب جمهور ثقافي يعتد به.
رغم ذلك؛ شدد حبيب الصايغ على أن كتّاب وأدباء ومثقفي الإمارات يعون تماماً دورهم في خلال الأعوام السبعة المقبلة، وفي كل زمان، مضيفاً: «الثقافة في بلادنا ضرورة مطلقة، فدولة الإمارات تقدم اليوم الأنموذج اللافت على مستوى المنطقة لاقتصاد المعرفة، والتنمية الشاملة والمتوازنة، والعمل الإنساني، وكذلك العمل العلمي، خصوصاً في حقلي الطاقة والفضاء، بفضل نهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأمامنا سبع سنوات من العمل الوطني الجاد لتحقيق أجندة الإمارات الوطنية وصولاً إلى عام الاستحقاق الكبير 2021، حيث نحتفل بمرور 50 عاماً على تأسيس الدولة وقيام الاتحاد، وحيث نطمح إلى أن نكون من أفضل خمس حكومات في العالم».
واعتبر أن البحث في دور وجدوى الثقافة اليوم أوجب أضعافاً مضاعفة «فمواجهة قوى الجهل والتخلف وتيارات الظلام والتطرف والإرهاب لا يمكن أن تكون فقط مواجهة أمنية أو قانونية أو عسكرية، فلابد من المواجهة الفكرية والثقافية».
وعن احتفالية افتتاح الموسم الثقافي الجديد لفرع الاتحاد بالمسرح الوطني في أبوظبي، التي جمعت بين التشكيل الموسيقى والقص، وهو ما أسماه حبيب الصايغ «المثلث الأجمل الملتهب»، قال: «نحن في العمل الثقافي المؤسسي لا نعمل في دكاكين منفصلة عن بعضها، نحن جزء واحد وكل واحد، والدعوة إلى لقاء الفنون تحت سقف واحد يحمل رسالة نحو التنوع في الوحدة، والوحدة في التنوع، ونحو حتمية تجويد النوع».
وتضمن حفل الافتتاح معرضاً تشكيلياً بعنوان «كسر الأطر»، مستوحى من شعار الموسم الثقافي الجديد، وقصة «أنامله العذارى» للكاتبة الإماراتية إيمان الأحمدي، وشارك في المعرض مجموعة من الفنانين التشكيليين، هم: أيهم حويجة، ودانا الحصيني، والعنود العبيدلي، ورهام أحمد صادق، وآمال الأحمد، ومحمد ديوب، وأحمد ضميرية، وعامر الشاعر، وآخرون.
كما أقيم على هامش الحفل معرض لإصدارات وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، لاسيما الإصدارات المشتركة مع اتحاد الكتاب ضمن مشروع النشر المشترك لوزارة الثقافة مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وجاءت الموسيقى لتختتم الفاعلية من خلال أمسية موسيقية ضمت معزوفات لمقطوعات تراثية وأخرى حديثة، قدمها مجموعة من العازفين، هم شام غالب من سورية، ومنية حاجي من المغرب، وعبدالقادر مارديني من سورية، ومن هذه المقطوعات «جدل» لمارسيل خليفة، و«في سفري» لعبير نعمة، و«أنا في انتظارك» لبليغ حمدي، وغيرها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news