50 صالة عرض تقدم 600 عمل لـ 400 فنان من أرجاء العالم

«فن أبوظبي» يتجاوز الأحداث السياسية للمنطقة

صورة

كشفت مسؤولة علاقات العارضين في «فن أبوظبي» العنود الحمادي، أن الأحداث السياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط لم تؤثر في المشاركات في الدورة السادسة من «فن أبوظبي»، التي تقام في الفترة من 5-8 نوفمبر المقبل، وهناك زيادة في طلبات المشاركة التي تلقاها المعرض هذا العام، وفي عدد الصالات الفنية من منطقة الشرق الأوسط وشرق آسيا، كما أن هناك نسبة «رجوع» كبيرة من قبل الصالات الفنية التي شاركت في الدورات السابقة، وترغب في المشاركة في الدورة الجديدة، موضحة أن المعرض هذا العام يشهد مشاركة 50 صالة عرض من 20 دولة، وتقدم 600 عمل لـ400 فنان من مختلف أنحاء العالم.

وأوضحت الحمادي أن اختيار الصالات الفنية المشاركة في المعرض يتم وفق معايير فنية تعتمد في الأساس على جودة الأعمال الفنية، وتاريخ الفنانين، وتاريخ صالة العرض وبرنامجها الفني ومدى تفاعلها وحضورها في المشهد الفني، كما يجب ألا يقل عمر الصالة عن ثلاث سنوات، مشيرة إلى أن «فن أبوظبي» يصنف ضمن المعارض المتوسطة الحجم، وفقاً للمعايير العالمية، ويطلق عليها اسم «بوتيك»، إذ لا يزيد عدد الصالات الفنية المشاركة فيه على 50 صالة.

مجتمعات أبوظبي

إلى جانب الصالات الفنية المشاركة في المعرض؛ خصص «فن أبوظبي» برنامج «مجتمعات فن أبوظبي» لدعم وإبراز مؤسسات ثقافية وفنية تابعة للدولة، تسهم بجدية في الحراك الثقافي فيها، إذ يقدم المعرض في هذا الجناح مساحة لإبراز أعمالها وتقديم فعاليات مختلفة، منها مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان، وجناح للشيخة فاطمة بنت هزاع، والجناح الإماراتي في بينالي البندقية، وغيرها.

حضور إماراتي

عن حضور الفنان الإماراتي في «فن أبوظبي» ببرامجه المختلفة، قالت العنود الحمادي، إن الفنان الإماراتي موجود في كل برامج المعرض دون الحاجة إلى تخصيص مساحة محددة له، بعد أن بات قادراً على المنافسة وإثبات حضوره إلى جانب الفنانين من مختلف أنحاء العالم.

وقالت العنود الحمادي، خلال لقاء إعلامي عقد أول من أمس: إن «فن أبوظبي» الذي تنظمه «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» في منارة السعديات يمثل تجربة فريدة متعددة المجالات، إذ يجمع بين أفضل الأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة، إلى جانب برنامجٍ عام متنوع يضم العديد من الأحداث والفعاليات، مثل العروض الأدائية والتصميم والحوارات وإطلاق الكتب والمقابلات وورش العمل، وغيرها.

وعن جديد «فن أبوظبي» هذا العام، أشارت إلى أن المعرض سيتضمن خمسة أقسام مختلفة هي: قسم «صالات الفن الحديث والمعاصر»، ويعرض هذا القسم مختلف أشكال الأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة دون أن تخضع لحدود معينة، فتشمل أعمالاً ثنائية الأبعاد وأخرى ثلاثية الأبعاد، ومنحوتات وأعمالاً تركيبية وأفلاماً. القسم الثاني في المعرض هو «إمضاء»، الذي يتيح لصالات العرض تقديم فنان ناشئ عمره الفني أقل من 10 سنوات، والتركيز على أعماله. بينما يخصص قسم «بداية» لتسليط الضوء على صالة فنية ناشئة، أقل من ثلاث سنوات، ويستضيف الجناح هذا العام صالة تيمور جراين غاليري من نيويورك، وهي من مشجعي الفن الإقليمي، وهو ما كان من أسباب اختيارها. في حين يخصص قسم «آفاق» لعرض الأعمال الفنية التركيبية والنحتية الضخمة التي تحتاج إلى مساحة عرض استثنائية، ومن المقرر ألا يقتصر هذا القسم على منارة السعديات، حيث تعرض بعض الأعمال المندرجة تحته في مناطق مختلف من العاصمة أبوظبي سيتم الإعلان عنها لاحقاً، بما يسهم في تحقيق التفاعل مع الجمهور من مختلف الفئات.

أما القسم الخامس في «فن أبوظبي» فهو «الفنان والإبداع»، الذي يعطي مساحة أوسع للفنان نفسه، إذ يضم أعمال عدد من الفنانين من صالات غير مشاركة من جنسيات مختلفة، من بينهم فنانون إماراتيون، ويشرف على هذا القسم «قيم فني» يتولى اختيار الفنانين وثيمة معينة للمعرض.

ما الذي يقدمه «فن أبوظبي» للمشهد الثقافي والاجتماعي الإماراتي؟ في إجابتها عن هذا السؤال، أوضحت الحمادي، أن المعرض يقام سنوياً ويفتح أبوابه مجاناً أمام الجمهور من كل الأعمار والجنسيات، بما يجعله جسراً للتواصل الثقافي، وفرصة لتجهيز وإعداد الجمهور لاستقبال المشروعات الثقافية والفنية الضخمة التي سيتم افتتاحها خلال السنوات المقبلة في المنطقة الثقافية في السعديات، ويساعدهم على التعرف إلى الفنون الحديثة والمعاصرة وفهمها والتفاعل معها، خصوصاً أن المعرض يتضمن جولات تعريفية وورش عمل للأطفال والكبار وحوارات مفتوحة ومقابلات مع فنانين.

وإلى جانب الأعمال التشكيلية؛ يفسح «فن أبوظبي» المجال لأعمال إبداعية متعددة من خلال برامج مختلفة، من بينها برنامج «دروب الطوايا» الذي انطلق العام الماضي، ويتواصل هذا العام بإشراف القيم الفني طارق أبوالفتوح، ويتضمن في الدورة الحالية عروضاً فنية أدائية حية وتفاعلية مع الجمهور تتركز في منطقة المعرض، كما يتضمن المعرض أيضاً فعاليات أخرى من بينها فاعلية «ساعات وألوان»، على أن يتم الكشف عن تفاصيلها لاحقاً، بحسب ما ذكرت العنود الحمادي.

هناك أيضاً «برنامج تصميم فن أبوظبي» الذي يعتمد على إبراز عمل معماري مستوحى من عناصر التراث الثقافي المعنوي لدولة الإمارات، ويقوم هذا العام بتصميم العمل مجموعة من المعماريين الإماراتيين.

ويتواصل الحضور الإماراتي في «فن أبوظبي» كذلك من خلال «مشروع أجنحة فن أبوظبي»، الذي يعد أحد أهم برامج المعرض التي تهدف إلى تشجيع المصممين والفنانين الإماراتيين الواعدين على الإبداع وإثراء الحركة الإبداعية الإماراتية عامة، ويسلط المشروع الضوء على أفكار المبدعين الإماراتيين، كما يقوم بتعريفهم بالحركة الإبداعية والفرص الهائلة المتاحة أمامهم، وفق ما ذكرت الحمادي، لافتة إلى قرب إعلان التصاميم الفائزة التي ستراوح بين أربعة وستة تصاميم يتم اختيارها من بين أعمال نحو 50 متقدماً للمسابقة، التي تم إغلاق باب التقدم لها في الخامس من سبتمبر الماضي.

من جهة أخرى، يقام بالتزامن مع «فن أبوظبي» هذا العام، معرض «أبعاد مضيئة.. مختارات من مجموعة جوجنهايم أبوظبي الفنية»، الذي يستمر ثلاثة شهور، ويضم أعمال 18 فناناً عالمياً من ستينات القرن الماضي حتى وقتنا الحاضر. ويقدم المعرض مجموعة مختارة من الأعمال الفنية من مجموعة المقتنيات الدائمة لمتحف جوجنهايم أبوظبي، والتي تتمحور حول مفهوم الضوء.

وعلقت الحمادي موضحة أن معرض «تعابير إماراتية» الذي أقيم العام الماضي بالتزامن مع «فن أبوظبي»، مازال قائماً ويحظى بالاهتمام، لما له من دور في تسليط الضوء على الفنانين الإماراتيين وأعمالهم وتجاربهم المختلفة والمميزة، لكنه يقام كل عامين، لذا يغيب في العام الجاري، على أن يقام العام المقبل.

تويتر