مذكرات الإعلامي حمدي قنديل

«عشت مرتين».. صفحات «رئيس التحرير»

على امتداد نحو 600 صفحة؛ جاءت السيرة الذاتية للإعلامي حمدي قنديل، الذي اختار لها عنوان «عشت مرتين»، وحفلت بأحداث كثيرة، وأسماء أكثر تنتمي إلى ميادين مختلفة؛ بداية من أسرة قنديل الصغيرة، مروراً بزملاء في الوسط الإعلامي؛ وصولاً إلى ساسة وزعماء في بلدان عدة، وعلى رأسها بالطبع مصر.

«عشت مرتين» الذي صدر منذ شهور عن دار الشروق، لم يسلم من الجدل، أثار أخذاً ورداً من قبل البعض، لاسيما أن حمدي قنديل تحدث في كتابه بقلب مفتوح، وبنبرة لا تخلو من حماسة صاحب «رئيس التحرير» و«قلم رصاص»، وغيرهما من البرامج التي ألقت حجراً في الماء الراكد، وكانت بمثابة نمط مغاير في الوسط الإعلامي العربي، لم يرض في الغالب مسؤولي «ماسبيرو» في مصر.

من مدينة طنطا في دلتا مصر تنطلق السيرة، حيث ميلاد قنديل في «بيت يعرف ربنا»، على حد تعبيره، لأب يعمل مدرساً للغة العربية، ويحرص على تعليم أبنائه. ويشير قنديل إلى أن من بين زملائه في المدرسة الثانوية في طنطا عمرو موسى (رئيس جامعة الدول العربية السابق)، وجمال بدوي (الكاتب الصحافي الراحل).

مبكراً؛ فتح قنديل ــ كما روى في السيرة ــ عينيه على السياسة والمجريات من حوله، فوالده كان يحرص على قراءة جريدة «المصري»، بينما مال ابنه الصبي إلى جريدة «الاشتراكية»، وقال «أظنها أثرت كثيراً في توجيه ميولي، بل واستفزتني إلى أبعد حد عندما قرأت فيها مقال أحمد حسين الشهير (رعاياك يا مولاي)، كان المقال ممتداً على صفحتين، تصدرته صورة لطفل حافي القدمين، مهلهل الملابس، وصور أخرى لنساء ورجال تنطق أحوالهم بالبؤس في أزقة القاهرة وأعماق الريف، وذيل المقال بتوقيع المخلص: أحمد حسين».

تأثر قنديل بذلك المقال، واشترك في توزيع منشورات معادية للملك فاروق في مسجد السيد البدوي الشهير في طنطا، بعدما أدى المصلون الجمعة.

في المرحلة الثانوية أيضاً، غامر قنديل، وحاول العمل في الصحافة، عبر جريدة صغيرة تصدر تحت اسم «الإخلاص»؛ وكتب مقالاً عن ترميم اليخت الملكي لفاروق في إيطاليا، ما تسبب في إغلاق الجريدة الصغيرة، بل وقبض على صاحبها الذي لم يعرف بشأن المقال قبل طبع الجريدة، إذ تسلل به حمدي قنديل وقام بدسه في الصحيفة، بعد أن خدع «المطبعجي» في وردية الليل.

تسبب قنديل لأسرته بصدمة؛ إذ لم يحصل على مجموع في الثانوية يؤهله لارتداء «البالطو الأبيض»، ولقب الدكتور، فالتحق بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية، لكنه لم يستمر فيها، إذ أعاد الثانوية من جديد، وكان للأسرة ما أرادت، إذ التحق بعد ذلك بكلية الطب.

ومن المفارقات التي يرويها قنديل خلال تلك السنة المفصلية في حياته أنه أصيب بنوبات حادة من الصداع، ودار به الأب على كثير من الأطباء في تخصصات مختلفة، ولم يشف الفتى من الصداع: و«كان التفسير الذي توصلت إليه صديقات الأم بعد أن أمضين معها يوماً كاملاً يبحثن فيه الأمر أن (الولد معمول له عمل)».

بعد أزمة تأميم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر لقناة السويس في عام 1956، شارك حمدي قنديل في مؤتمر لاتحاد الطلبة العالمي في براغ، ومر الوفد باليونان، وكان من بين أفراده الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (الذي كان وقتها طالباً في كلية الهندسة بجامعة القاهرة)، واقترح أبوعمار على الوفد زيارة الأكربول، كما يروي قنديل: و«من فوق الهضبة أخذ عرفات يحدق طويلاً من خلال نظارة معظمة ثم ناداني، ولما اقتربت طلب مني أن أثبت عيني في النظارة وسألني: هل ترى فلسطين؟ فلسطين؟ فلسطين تبعد عن هنا مئات الكيلومترات يا ياسر.. قال عرفات: لكنني أراها بوضوح، بل إنني أرى قبة الصخرة تلمع، عندما سددت النظارة لم أتبين شيئاً سوى مياه البحر على مدى البحر، وظللت سنوات بعد أن بدأ اسم عرفات يلمع في أواخر الستينات حائراً بين ظنوني، فإما أنه خيل إليه بالفعل أنه رأى فلسطين لشدة تعلقه بها، وإما إنه قد بدأ يلعب دور السياسيين الذين يبيعون الأوهام للناس ويلعبون بعواطفهم». بعيداً عن الساسة والزعماء وهموم الإعلام، يتطرق حمدي قنديل إلى ذكرياته، ومن بينها كيفية لقائه بزوجته الفنانة نجلاء فتحي، ويروي بسلاسة قصة التعارف كما تمت، ويكشف عن جانب من شخصية الفنانة في السيرة التي تمتد للأحداث المصرية، لاسيما بعد 25 يناير.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر