«مركز حمدان بن محمد» و«الإمارات للآداب» استهـــدفا شريحتي الأطفال واليافعين

«قصيدة عن ظهر قلب».. الشعر بكل لغـات العالم

صورة

كشف مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ومهرجان «طيران الإمارات للآداب»، عن توسيع شريحة الطلاب الذين تستهدفهم مسابقة «قصيدة عن ظهر قلب»، لتشمل الأطفال من سن ثمانية إلى 13 عاماً، بعد أن كانت مقتصرة، في موسمها الماضي الذي شهد انطلاقتها، على فئة اليافعين ممن تراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً، فيما تقبل المسابقة ضمن فئات متعددة المشاركة بكل لغات العالم، بجانب الشعر النبطي والفصيح.

جلسة في «الشندغة»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/10/213498.jpg

كشفت مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب، إيزابيل بالهول، في تصريح لـ«الإمارات اليوم» عن إعدادها لجلسة شعرية تستعيد أجواء نظم الشعر القديمة، سيكون ضيفها الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك.

وأبدت بالهول اندهاشها من تحول ضيوف المؤتمر الصحافي إلى الغوص في تفاصيل قصيدة نبطية ألقاها بن دلموك، وقامت بترجمتها المذيعة الشابة أثير بن شكر، بشكل عفوي.

وتابعت: «لاحظنا استدراك الملقي على بعض الألفاظ المترجمة، وإحساس المتلقين بهذا الاستدراك، وإحالة المحتوى الشعري إلى جانب من المنظومة القيمية التي كانت سائدة وقت نظم القصيدة، وهي أجواء أعتقد أنها يكون من المحفز استعادتها لجمهور مهرجان طيران الإمارات للآداب في مارس المقبل».

أصبوحة شعرية

قدم ثلاثة طلاب من مراحل سنية مختلفة ثلاث قصائد بصورة الأصبوحة الشعرية، من بينهما شقيقان هما هيا سامي الحمادي ذات الثماني سنوات، وشقيقها فهد الذي يكبرها بأربعة أعوام، وتفاعل الحضور كثيراً مع هيا التي ظهرت بملابس ضابطة، فيما اختار شقيقها إلقاء قصيدة «فخر الأجيال» لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم.

المرحلة السنية الأكبر في المسابقة مثلتها الشاعرة الصغيرة فاطمة عادل جنجر، لكن اللافت أن تلك المواهب جاءت بصحبة معلمة، وأم في الوقت ذاته، هي صفاء الحمادي، التي جاءت بصحبة صغيريها فهد وهيا.

معانٍ خفية

قال الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، إن هناك علاقة مهمة بين إقبال المتذوقين على الشعر عموماً، والنبطي منه بصفة خاصة، وحالة ومهارة إلقائه وحفظه.

وأضاف لـ«الإمارات اليوم» بعد أن قدم ذلك بشكل عملي من خلال إلقائه قصيدة جذبت تفاصيلها اهتمام الحضور، وتمت ترجمتها بشكل متوازٍ: «الشعر النبطي أكثر قدرة على اختزال المعاني الخفية والأفكار المتلاحقة، من الأحاديث السردية، لكن مقام الحال، وتهيئة المتلقي لما يقال، فضلاً عن براعة الإلقاء، كلها عوامل شديدة الأهمية في تحقق إيصال المحتوى الشعري».

وشهدت منطقة الفهيدي التراثية في دبي حالة ثرية من الإبداع الشعري، صباح أمس، في دبي أثناء الإعلان عن تفاصيل الدورة الجديدة لمسابقة «قصيدة عن ظهر قلب»، التي تقام بناء على تعاون بين مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ومهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي يتأهب لدورته السابعة العام المقبل.

وبعد سؤال لـ«الإمارات اليوم» عن أهمية حفظ الشعر وجودة إلقائه، مقارنة بأولوية توافر موهبة نظم الشعر وإبداعه، أخذ المؤتمر الصحافي الذي عقد للكشف عن تفاصيل الدورة الثانية للمسابقة، بحضور الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، ومديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب، إيزابيل بالهول، منحى آخر مختلفاً.

ولم يجب بن دلموك عن السؤال بشكل مباشر، لكنه قام بإلقاء إحدى القصائد من الشعر النبطي، بعدما مهد لها بمقدمة تحدث فيها باللغتين الإنجليزية والعربية، واضعاً الحضور الذين كان معظمهم من الناطقين بالإنجليزية في أجواء القصيدة، وطلب بعد ذلك من المذيعة الشابة في قناة «الأولى» التراثية، أثير بن شكر، ترجمة الأبيات، بعد كل مقطع.

حالة التماهي والإنصات، وطلب التفسيرات للمحتوى الشعري للقصيدة، التي تطرقت إلى لوعة حبيب اضطر إلى فراق حبيبته، بسبب خلاف اجتماعي بين قبيلتين، وشرح الملابسات ومنظومة القيم التي كانت سائدة وقت نظم القصيدة، كلها عوامل أكدت بشكل غير مباشر أهمية عنصر الإلقاء الشعري، وتجاوز المهارات اللغوية وصحة مخارج الحروف، إلى القدرة على نسج حوار تفاعلي مع الجمهور، وإدخالهم إلى عوالم مخيلات الشاعر، ومعاني قصيدته.

وأكد بن دلموك أن التعاون مع «مهرجان طيران الإمارات للآداب» عبر هذه المسابقة، من شأنه أن يوصل المركز إلى شريحة مهمة من المجتمع، وهم فئة طلبة المدارس، مشيراً إلى أن انفتاح المسابقة هذا العام على الشريحة الدنيا عمرياً من طلبة المدارس، يعني أننا أمام شعراء المستقبل، وفكرة إدماجهم في مسابقات وتحدي إلقاء الشعر أمام جمهور، ولجنة تحكيم «عن ظهر قلب»، ستغدو تجربة بالغة التأثير في مسيرة الشاعر الصغير سناً، الذي ينتظره أفق طويل من ألق الإبداع الشعري.

وأشادت مديرة مهرجان «طيران الإمارات للآداب»، إيزابيل بالهول، بالشراكة مع مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وفكرة توسيع الشريحة العمرية للمتسابقين لتشمل مبدعين في عمر الزهور، مضيفة «نحن نسعى لهدف واحد، وهو توعية تعليم مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة بتراثهم وثقافة أمتهم، وتعد مسابقة قصيدة عن ظهر قلب إحدى الطرائق المثلى لتحقيق هذا الهدف، والمؤشر الإيجابي لذلك يرتبط بنجاح المسابقة بشكل لافت في عامها الأول، وحجم الإقبال الذي حظيت به بمجرد فتح باب تلقي طلبات المشاركة».

وقال مدير الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، إبراهيم عبدالرحيم، إن «مسابقة قصيدة عن ظهر قلب تسلط الضوء على الشعر، وتحفز المشاركين على التعمق في معانية، ويشهد الشعر في السنوات الأخيرة، خصوصاً الشعر النبطي، عودة قوية، بفضل جهود مهرجان طيران الإمارات للآداب، والعمل الدؤوب لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث من أجل نشر التراث الإماراتي بين شباب الأمة».

وتسمح مسابقة مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، «قصيدة عن ظهر قلب»، للطلبة من الفئة العمرية ثمانية إلى 13 اختيار قصيدة واحدة، على أن تكون في اللغة العربية أو الإنجليزية أو بلغتهم الأم، ويمكن للمشاركين من الفئة العمرية 14 إلى 18 اختيار أداء قصيدة واحدة من كتيب القصائد المختارة الذي يقدمه المهرجان، أو إلقاء قصيدة بلغتهم الأم من اختيارهم، فيما يتوجب على المتسابقين في أسطر معدودة، وعلى نحو مقتضب، شرح سبب اختيارهم القصيدة التي سيقومون بحفظها وإلقائها أمام الجمهور ولجنة تحكيم في أسطر.

وتشتمل المنافسة على ثلاث جولات، حيث تقام الجولة الأولى في المدارس، وتقام الجولة الثانية في مدارس مختارة بحضور لجنة تحكيم معينة من قبل المهرجان، أما الجولة النهائية فستقام خلال المهرجان، يوم الرابع من مارس 2015، ويحكم فيها شعراء المهرجان، حيث تشمل المسابقة في الفئة العمرية الأولى فئات أفضل أداء للشعر النبطي، أفضل أداء للشعر العربي، أفضل أداء للشعر باللغة الإنجليزية، أفضل أداء للشعر باللغات الأخرى، وبالإضافة إلى الفئتين الأوليين فإن مسابقة الشريحة العمرية الثانية تشمل أيضاً إلى جانب «النبطي» و«العربي» «الشعر الإنجليزي المعاصر»، «الشعر الإنجليزي الكلاسيكي» و«الشعر بسائر اللغات».

تويتر