حفل افتتاح ضخم نوفمبر المقبل بمشاركة أكثر مــن 5000 شخص

«زايد التراثي».. 22 يوماً في حب الإمــارات وتاريخها

يتكون المهرجان من عناصر مختلفة تعكس اهتمامات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للتراث. من المصدر

كشفت اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الشيخ زايد التراثي 2014 عن تفاصيل المهرجان والمعالم الرئيسة فيه، والفعاليات المختلفة، التي تنطلق في منطقة الوثبة بأبوظبي، ابتداءً من 20 نوفمبر المقبل وإلى 12 ديسمبر من العام الجاري. وجاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحافي عقدته اللجنة العليا المنظمة للمهرجان في فندق جميرا أبراج الاتحاد بالعاصمة أبوظبي.

وينعقد المهرجان تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وبدعم من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ويحظى المهرجان بمتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة. وكان الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان، مستشار رئيس الدولة رئيس اتحاد سباق الهجن، قد اعتمد في وقتٍ سابق عناصر ومكونات مهرجان الشيخ زايد التراثي 2014.

وقال نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، مدير المكتب الخاص لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، حميد النيادي: «نحن شعب عاداته وتقاليده وتاريخه ممتد في جذور هذه البلاد الطيبة، ومهرجان الشيخ زايد التراثي بوابة لنقل تراث الإمارات الغني إلى الأجيال الواعدة والعالم، وعربون محبة ووفاء من أبناء القائد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، لنهجه وإرثه العظيمين، وتمجيداً لتاريخ الإمارات الذي يستحق منا كل تقدير وإكبار. وكل ما نراه اليوم من حضارة وتقدم وازدهار في ربوع الإمارات لم يأت من وحي المصادفة، وإنما هو البذرة التي غرسها القائد المؤسس، ويجني ثمارها أبناء الإمارات، والإنسانية جمعاء».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/10/213986.jpg

بيئة بحرية

البيئة البحرية تضم إلى جانب متحف الرحالة الإماراتي أحمد بن ماجد، كمعلمٍ رئيس، مكونات فرعية، على رأسها ساحة صناعة السفن، إضافة إلى المقهى الشعبي القديم الذي يعد انعكاساً صادقاً ودقيقاً للهيئة التي كانت عليها المقاهي في ذلك الوقت، وتقدم الموروث الشعبي والغناء التراثي الإماراتي، إضافة إلى معرض الصقر الذي يُعنى بكل ما يتصل بالصقور، فضلاً عن ركن الشراع الذي يتناول السفن بأدق التفاصيل.

3 بيوت

إلى جانب مسجد البدية، المعلم الرئيس في البيئة الجبلية، تضم هذه البيئة ثلاثة بيوت جبلية، تجسد جزءاً من الحياة الجبلية في التراث الإماراتي، فضلاً عن معرض السلوقي العربي، ويُعنى بكل ما يتعلق بالسلوقي العربي، كلب رحلات الصيد الأشهر. وتشتمل البيئة الجبلية أيضاً على ركن المحلوي وركن العسال. وتضم البيئة الجبلية كذلك ركن الأسلحة القديمة، التي تروي تفاصيل الأسلحة الإماراتية في تلك الحقبة.

مفردات الحياة

يشتمل المهرجان على معظم المفردات التي كونت الحياة في دولة الامارات، وتعتبر أساس البيئات المختلفة التي يأتي منها الشعب من مختلف إمارات الدولة، وهي الصحراء، والواحة، البحر والجبل. وإلى جانب معرض أمير الشعر النبطي الماجدي بن ظاهر، تضم المكونات الأخرى ساحة ركوب الخيل والهجن، وهي ساحة لتعليم ركوب الخيل والهجن لزوار المهرجان. وتشمل البيئة البرية أيضاً معرضاً للفروسية، ومسرحاً رئيساً تقام فيه طوال أيام المهرجان أمسيات شعرية وعروض شعبية وفلكلورية ومسابقات يومية.

ولفت النيادي إلى أن المهرجان «يتكون من عناصر مختلفة، تعكس اهتمامات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في مجالات الخيل والهجن والتراث، ويلقي الضوء على شخصيات تاريخية إماراتية بارزة، عاشت على هذه الأرض الطيبة منذ القدم، وكاد نتاجها الثقافي والعلمي أن يندثر لولا اهتمام الراحل الكبير بهذا الإرث العظيم، فالإنسان الإماراتي في فكر ووجدان المغفور له الشيخ زايد هو إنسان مبدع ومتفوق منذ القدم وسيبقى».

واستطرد: «يقف جناح ذاكرة الوطن شاهداً حياً على العديد من الأحداث والحقائق التاريخية التي تجد طريقها للمرة الأولى إلى عموم الجمهور، ويتناول إنجازات واهتمامات الراحل الكبير في شتى الميادين، كما يشتمل المهرجان على معرض (زايد والخيل) الذي يعرض لخيول آل نهيان، وفي مقدمتها (ربدان)، فرس الشيخ زايد الأول التي نسجت حولها العديد من القصص، ونظمت فيها الأشعار، ويضم المهرجان متحف الشاعر الماجدي بن ظاهر، ومتحف الملاح أحمد بن ماجد، اللذين كادا ينُسيان لولا تدارك المغفور له الشيخ زايد وإصداره أمراً بجمع نتاجهما العلمي والأدبي ليكون ذخيرة وشاهداً للأجيال المقبلة على مكانة الإمارات وأبنائها منذ قديم الزمان. ويقدم المهرجان أيضاً لمعرض الأفلاج التي شكلت محط اهتمام القائد المؤسس الشيخ زايد، والذي يُستذكر قوله في هذا المقام، حيث قال: (أعطوني زراعة، أعطكم حضارة)، وأخيراً وليس آخراً، يعرض المهرجان لمسجد البدية الذي يعود تاريخ بنائه إلى أكثر من 500 عام، إذ يصب جميع من ذكرت في إطار الحديث عن إمارات الحضارة والتاريخ والإرث العظيم».

وأكد النيادي أن دورة العام الجاري من مهرجان الشيخ زايد التراثي تأتي في قالب تعليمي تثقيفي تشويقي، وذلك لاجتذاب المزيد من الشباب الإماراتي، والتركيز على دورهم كحلقة وصل في نقل الإرث الإماراتي من الأجداء والآباء إلى الأبناء والأجيال المقبلة.

ونوّه النيادي إلى أن مهرجان الشيخ زايد التراثي 2014 يعد بمثابة متحف حي، بما يتضمنه من تفاعل مباشر بين الجمهور والفعاليات على الأرض، وذلك من خلال توظيف أحدث المبتكرات التكنولوجية والتقنية التي تخدم هذا التوجه.

وأكد النيادي أن الحفل الافتتاحي لانطلاق فعاليات المهرجان، سيأتي كبيراً ومهيباً بما يتناسب مع أهمية الاحتفالية وحجمها، إذ من المقرر أن يتم استعراض عناصر ومقومات المهرجان الرئيسة، والتقديم لمعظم الفعاليات التي يتضمنها على مدار 22 يوماً.

وقال مدير اتحاد سباقات الهجن، عبدالله المهيري: «تتضمن الدورة الحالية من مهرجان الشيخ زايد التراثي 2014 مجموعة واسعة وثرية من المعالم الرئيسة التي تصب في خانة تعزيز الفهم تجاه الموروث الإماراتي، ونقل الحياة الإماراتية بأدق تفاصيلها».

ومن الفعاليات الأساسية جناح «ذاكرة الوطن»، الذي يضم حقائق تاريخية يُعرض بعضها للمرة الأولى، حيث يضم الجناح مكونات عدة، أهمها معرض يتناول سيرة وحياة وإنجازات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأقواله الخالدة، ومعرض مخصص لمسيرة الاتحاد، يستعرض مختلف الوثائق التاريخية التي تم توقيعها لوضع لبنة اتحاد الإمارات، إضافة إلى معارض تركز على اهتمام الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بالتنمية والتعليم والزراعة والمرأة والتراث، كلٌ على حدة، ويضم الجناح قسماً للتاريخ الشفاهي، ومعرضاً للرياضات التراثية.

وقال المهيري: «يبرز معرض (زايد والخيل) كمعلم مهم وحيوي، فهو معرض مخصص لخيول آل نهيان، ويستخدم أحدث التقنيات التفاعلية لاستعراض تاريخ هذه الخيول العربية الأصيلة، بدءاً من (ربدان) فرس الشيخ زايد الأول، وصولاً إلى الخيول الأصيلة للشيخ منصور بن زايد آل نهيان، التي حققت إنجازات لافتة في مناسبات عدة، فالاهتمام بسباقات الهجن العربية الأصيلة هو نهج أسسه المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في إطار المحافظة على العادات العربية الأصيلة وتقاليد الآباء والأجداد، ويتناول المعرض علاقة الراحل الكبير بالهجن العربية الأصيلة، واهتمامه بها، وكذلك يستعرض سيرة 10 من أفضل مطايا هجن الرئاسة والفائزة في أشواط السيف».

وأشار المهيري إلى معرض الملاح الإماراتي أحمد بن ماجد، الذي يشكل معلماً رئيساً في البيئة البحرية، يستعرض مسيرة وإنجازات رائد علم الملاحة العربية، الملاح الإماراتي أحمد بن ماجد، الذي يعد المُكتشف الأول لرأس الرجاء الصالح، إذ شكلت إسهاماته إضافة نوعية إلى عالم الملاحة العربية خصوصاً وعلم البحار والفلك عموماً.

وأكد المهيري أن معرض الشاعر الإماراتي الماجدي بن ظاهر، الذي يمثل المعلم الرئيس في البيئة البرية يتناول بكثير من التفصيل أول من كتب الشعر النبطي الهلالي، الشاعر بن ظاهر. وشدد الريس على أن المعالم الرئيسة الثلاثة: من جناح ذاكرة الوطن، ومعرض الملاح الإماراتي أحمد بن ماجد، ومعرض الشاعر الإماراتي الماجدي بن ظاهر، هي فعاليات تفاعلية، تستخدم أحدث التقنيات التي من شأنها أن تقدم للتراث بطريقة شيقة.

ونوه المهيري إلى أن قائمة المعالم الرئيسة تضم أيضاً بناءً مطابقاً لمسجد البدية التاريخي، الذي يعود تاريخ بنائه إلى أكثر من 500 عام. ويقف السوق العالمي أيضاً كانعكاس للزخم الذي يحفل به المجتمع الإماراتي، وحالة الانفتاح الثقافي التي يعيشها أبناء الإمارات. وتبرز الورش الحرفية التفاعلية الحية في مختلف البيئات الأربع، كإحدى الفعاليات الرئيسة التفاعلية، إذ يمكن لزوار المهرجان المشاركة في صنع بعض المنتوجات الحرفية لتلك الورش. وتتوزع الفرق الشعبية والفلكلور الإماراتي، ضمن البيئات الأربع المختلفة، التي تشكل انعكاساً للمخزون الغني لثقافة المجتمع الإماراتي، وتفاعله مع الحياة بطريقة حضارية مرحة، لاسيما في مراحل البناء الأولى، التي اتسمت بقسوة الطبيعة وشظف العيش.

تويتر