بدأ بـ 6 ناشرين.. وينطلق اليوم بـ 1256

«الشارقة للكتاب».. رهان الثقافة رابح

«رهان الثقافة رابح».. مقولة أولى قد تلخص حكاية معرض انطلق قبل 33 عاماً بستة ناشرين، ولم يقصده يومها أحد، حينها نصح البعض صاحب الفكرة بالعدول عنها، والبحث عن مشروعات بديلة؛ لكن «الحاكم المبدع» راهن على الثقافة والمستقبل، ورنا إلى أفق مشرق يلوح من بعيد.

كسب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرهان وتحوّل معرض الكتاب إلى حدث دولي، وعرس ثقافي، بالمعنى الحقيقي لا المجازي، ينتظره المثقفون، ومريدو الحرف، والمعرض الذي بدأت دورته الأولى عام 1982 بنفر من الناشرين، سينطلق اليوم بـ1256 دار نشر من الشرق والغرب، على مساحة تتجاوز الـ13.5 ألف متر مربع، وعدد الناشرين محكوم بتلك المساحة التي حجزت بالكامل قبل شهور من انطلاق الحدث، إذ حاول البعض البحث عن بضعة أمتار بعد فوات الأوان، ولم يجدوا لهم مكاناً في المعرض «الكامل العدد»، الذي يتسابق إليه صنّاع الكتاب والناشرون.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

يروي مدير المعرض، أحمد بن ركاض العامري، أن المعرض الذي لم يحقق مبيعات في دورته الأولى، وتكفّل صاحب السمو حاكم الشارقة بشراء الكتب حينها، قد تجاوزت مبيعاته العام الماضي الـ40 مليون دولار (وهو رقم كبير في حقل الثقافة)، مشيراً في حديث إلى قناة «أون تي في» المصرية، إلى أن المعرض قد تجاوز عدد زائريه المليون من كل الجنسيات والأعمار.

تنطلق الدورة الـ33 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب اليوم في مركز إكسبو، وتستمر 10 أيام، بطموح جديد، على الثقافة وحب الكلمة، متيحة مساحة من النور لمحبي الكتاب والباحثين عن سطوره المضيئة، لتحضر عناوين تصل إلى نحو 1.4 مليون كتاب بلغات مختلفة، في شتى المعارف والعلوم والثقافات.

تخطى معرض الشارقة كونه مجرد سوق كبيرة للكتاب، يقصدها ناشرون وقراء ومحبون للكلمة، إذ صار حدثاً ينتظره مثقفون من بلدان عدة، وليس من الإمارات فحسب، كما أصبح المعرض ملتقى للمبدعين والمثقفين، يجمع الكتّاب، ويضمهم بين ردهاته وفي قاعات ندواته الحافلة بالمناقشات والضيوف والأسماء، لاسيما في لحظة حرجة تمر بها المنطقة، نتج عنها تقلص الفعاليات الثقافية في العديد من بلدان «الأزمات»، وضمور لمعارض كتاب عربية كانت تجمع هؤلاء الكتاب في أكثر من مناسبة، إلا أنها أصبحت تنظم، بعد تأجيلات عدة، للحفاظ على تاريخها ليس أكثر.

أسماء كبيرة وأرقام ضخمة؛ تحملها الدورة الجديدة من المعرض، فالفعاليات التي ستصل إلى 780، تستضيف كتاباً ومفكرين وفنانين، وفي المقدمة مؤلف «شيفرة دافينشي» دان براون، والكاتب الهندي شيفر خير، ووزير الخارجية المصري السابق، أحمد أبوالغيط، والفنان عادل إمام، والكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، التي تعد ضيفة دائمة على المعرض عبر حفلات توقيع وندوات، كما يستضيف الحدث الذي تتواصل فعالياته حتى 15 الجاري قائمة طويلة من المبدعين، كشفت عنها إدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب أخيراً. 59 دولة عربية وأجنبية، من بينها 12 دولة جديدة، تشارك في النسخة المقبلة من معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي حاز صيتاً كبيراً، وحجز لنفسه مركزاً بين أبرز أربعة معارض على مستوى العالم، وربما كان طموح القائمين على المعرض أن ينافسوا على الصدارة، في وطن يضع دوماً «الرقم واحد» نصب عينيه في كل المجالات.

كما يسعى المعرض إلى غرس «حب الكلمة المقروءة» لدى الجميع من الكبار والصغار، إذ يعمل «الشارقة للكتاب» على اجتذاب الصغار، عبر أنشطة مخصصة لهم، تجمع بين الفائدة والمتعة، ليفاجأ زائر المعرض بكمّ الفعاليات المخصصة للأطفال، وكذلك ردهات المعرض الحافلة بالزيارات المدرسية، والطلبة الذين يأتون من شتى إمارات الدولة، وليس من الشارقة فحسب. كما سينظم المعرض زيارات لبعض الكتاب والضيوف إلى مدارس في الشارقة ودبي، كي يقدموا تجاربهم أمام الطلبة، ويرووا تجاربهم مع الكلمة لأجيال المستقبل، بهدف «تعريف الطلاب إلى مهارات الكتابة، وتجاربهم الشخصية في تأليف كتبهم، تعزيزاً لدور المعرض في نشر الثقافة والمعرفة بين أفراد المجتمع»، حسب أحد البيانات الصادرة من إدارة المعرض أخيراً.

تويتر