«راية الاحتلال» و«حضرة الغياب» و«تراب الماس» في المقدمة

«نجوم» الساعة الأولى فــي الشارقة

صورة

بينما كانت أنظار كثيرة مشغولة بأجواء افتتاح «العرس الثقافي» للشارقة، كان هناك آخرون يبحثون منذ اللحظات الأولى لانطلاقة معرض الكتاب، عن إصدار ما، ربما عزموا منذ فترة على اقتنائه، وكانوا ينتظرون الحدث الذي انطلقت فعاليات دورته الجديدة أول من أمس، لكي يحصلوا على عناوينهم المفضلة، وكتابهم المحببين.

«قبعات التفكير» في «نهضة مصر»

الكتاب الأول الذي تم طلبه من دار «نهضة مصر» مع افتتاح المعرض؛ كان «قبعات التفكير الست»، وهو من تأليف د. إدوارد دي بونو، وترجمة د. شريف محسن، حسب المسؤول في الدار، وليد عبدالله، الذي أوضح أن من بين المبيعات الأولى أيضاً «محمد أعظم الخالدين»، و«مجلد ناشيونال جيوغرافيك»، لافتاً إلى أن من أهم إصدارات «نهضة مصر» خلال الفترة الماضية، كتابي وزير الخارجية السابق أحمد أبوالغيط «شهادتي»، و«شاهد على الحرب والسلام»، متوقعاً أن يحظى الكتابان بإقبال من القراء. وعن حركة الشراء في يوم الافتتاح، لم يخف عبدالله أن العام الماضي كان أفضل، إذ شهدت الدار إقبالاً أكبر مع الساعات الأولى للافتتاح.

وحسب مسؤولين في دور نشر وأجنحة عدة التقتهم «الإمارات اليوم»، فرضت عناوين نفسها «نجوماً» في الساعة الأولى بالشارقة للكتاب، يأتي في مقدمتها الإصدار الجديد لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة «تحت راية الاحتلال»، إضافة إلى «في حضرة الغياب» للعصيّ على النسيان الشاعر الراحل محمود درويش، و«تراب الماس» للكاتب المصري الشاب أحمد مراد، وعناوين أخرى.

في «منشورات القاسمي» كان العنوان الأول مبيعاً هو «تحت راية الاحتلال» لصاحب السمو حاكم الشارقة، والذي أطلق خلال افتتاح فعاليات المعرض، ووقّع عليه صاحب «سرد الذات»، و«حديث الذاكرة»، وحظي الكتاب الجديد بإقبال كبير، وكان الأبرز في «منشورات القاسمي». فمن جديد يعود صاحب السمو حاكم الشارقة إلى التاريخ ليكشف عن أحداث استقاها من مصادر ووثائق، ليضيء جانباً خفياً من ملامح المنطقة في زمن عز فيه التدوين.

أما في جناح هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، فكان العنوان الأول الذي تم بيعه هو «رحلة عبر الخليج العربي من البصرة إلى مسقط»، حسب مصعب إبراهيم، المسؤول في الجناح، الذي أوضح أن الكتاب، الذي صدر عن دار الكتب الوطنية في «الهيئة»، يعرض بالكلمة والصورة لمحات نادرة عن منطقة الخليج العربي في بداية القرن الـ20، ويوثّق بشكل شائق الرحلة التي قام بها الرحالة الألماني هرمان بوخارت من شهر ديسمبر عام 1903 إلى أبريل 1904، ومر فيها من البصرة إلى ساحل الخليج العربي، وصولاً إلى مسقط.

وأضاف إبراهيم أن من العناوين الأولى التي اجتذبت القراء في الجناح بعد افتتاح معرض الشارقة للكتاب «الميتة العاشقة وقصص أخرى» لتوفيل غوتييه، الذي ترجمه عن الفرنسية محمد علي اليوسفي، لافتاً إلى أنه توجد مجموعة ترجمات متميزة عن الفرنسية، حظيت بإقبال مبكر هي الأخرى من القراء في جناح هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الذي يشتمل على الكثير من الكتب المتميزة.

من جهته، كشف مدير النشر والتوزيع في دار رياض الريس للكتب والنشر، عبدالناصر الفليطي، عن أن أول عنوان باعته الدار مع انطلاقة المعرض، كان «في حضرة الغياب» للراحل محمود درويش، واصفاً كتب الشاعر الفلسطيني بأنها أصبحت مثل «الضروريات التي يحرص قراء عليها؛ مثل الخبز»، على حد تشبيهه.

وأضاف أن الكتب المهتمة بالشأن السوري، هي الأخرى قد استقطبت اهتماماً خلال الساعات الأولى من المعرض، منوهاً إلى أن دار رياض الريس تكشف في الشارقة عن مجموعة إصدارات تهتم بالحاصل في المنطقة، وذلك بأقلام العديد من الباحثين والمحللين، وهي كتب تجتذب كثيرين يسعون إلى معرفة المستجدات حول الصراع الدائر منذ سنوات، فهو «الحدث» الأبرز.

وأفاد بأن الدار تهدي رواد معرض الشارقة باقة من الإصدارات المتميزة، على رأسها الأعمال الكاملة لمحمود درويش، إضافة إلى كتب لكل من نجم عبدالكريم، وفواز حداد، وفواز طرابلسي، وغسان شربل، وغيرهم.

وعن الحركة الشرائية بشكل عام في البدايات، أشار الفليطي إلى أنها إجمالاً «ضمن المقبول»، مقارنة بانشغال كثيرين بالافتتاح الرسمي، وإن كانت أقل من نظيرتها في العام الفائت، مستدركاً بأن التقييم الحقيقي يكون بعد مرور ثلاثة أيام على الأقل، فبعدها يتبين مدى الإقبال ونسبته الحقيقية.

وبخصوص الأسعار تحديداً، قال الفليطي، إن «الدار لديها نهج ثابت لتعزيز صدقيتها مع قارئها، معتمدة قائمة موحدة متوافرة للجميع، ونلصق السعر محسوماً على الغلاف، وأسعارنا حسب تكلفة الكتاب، ولا نتعمد أي مبالغات، أو نحاول أن نخدع القارئ بحسومات وهمية، كما يلجأ البعض، للأسف».

من جانبها، ذكرت المسؤولة في جناح اتحاد الكتاب العرب بدمشق، عبير عقل، أن أول عنوان تم طلبه من قارئ مع افتتاح معرض الشارقة هو «علم الصراع»، الذي صدر ضمن سلسلة الترجمة في الاتحاد، ونقله إلى العربية الدكتور إبراهيم استنبولي، مشيرة إلى أن الناشرين لا ينتظرون الكثير خلال الأيام الأولى في المعارض، بل يعولون على النصف الثاني تحديداً، ففيه تنشط الحركة، ويكثر الحضور الفردي والجماعي، والقارئ العادي، وكذلك المكتبات التي تحرص على التزود من معارض الكتب بالكثير من الإصدارات.

وعن جديد «الاتحاد»، قالت عبير إن مشاركتهم هذا العام تحمل باقة من العناوين، التي تسعى إلى إرضاء الجميع، ومن بينها دراسات أكاديمية نوعية، لاسيما أن من أبرز زوار الجناح المتخصصين والباحثين، وكذلك أصحاب مراكز ثقافية.

وأكدت أن الاتحاد، رغم الأزمة، لم يتوقف عن رفد المكتبة العربية، وطباعة الكثير، إذ أصدر أكثر من 150 كتاباً، على مدار السنوات الثلاث الماضية، بنحو 50 عنواناً في كل عام، إذ يجتذب نتاج كتاب من شتى الدول العربية، وليس من سورية فحسب «فالاتحاد مؤسسة عريقة، تعود إلى عام 1969، وهو أقدم اتحاد عربي، وصدر عنه أكثر من 3500 كتاب»، حسب عبير.

بينما كان العنوان الأول الذي كان باكورة مبيعات «الشروق» المصرية في الدورة الـ33 للمعرض، رواية أحمد مراد «تراب الماس»، التي تعد واحدة من أشهر الروايات المطلوبة من قبل الشباب، وجمهور مبدع «الفيل الأزرق» الذي ظهرت أحدث أعماله بعنوان «1919».

تويتر