15 لوحة في معرضها الفردي بغاليري أجياد في دبي

خولة الفلاســـي.. صقورها تحلّق عالياً

تقدم خولة الفلاسي من خلال المعرض الصقر بحالاته المتعددة، فتبرز الشموخ والقوة في الصقر من خلال الصيد كما تبرز جماليات تفاصيله التي تعنى برسمها من خلال الوجه والعيون المحدقة، وكذلك الريش. تصوير: تشاندرا بالان

احتفاء بالصقور، وانطلاقاً من أهميتها في إبراز وجه من وجوه التراث والثقافة الإماراتية، قامت الإماراتية، خولة الفلاسي، بتجسيدها بأسلوب واقعي من خلال معرضها، الذي افتتح أخيراً في أجياد غاليري بدبي، بعنوان «التحليق عالياً.. مصدر فخر واعتزاز»، حيث يتضمن المعرض 15 عملاً، قدمتها الفنانة بالألوان الزيتية، لتأخذنا إلى جمال الصقر بتفاصيله الدقيقة، فتذكرنا بالمدرسة الواقعية التي ارتبطت بعصر النهضة وبداية القرن الماضي.

معارض وجوائز

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/8ae6c6c54aa0819a014d2015d99306b5.jpg

شاركت الفنانة خولة الفلاسي في مجموعة من المعارض الجماعية في أبوظبي، وقطر، ودبي، وعرضت الأعمال التي قدمتها في الإمارات، وقطر ولبنان وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية وباريس ولندن. أما معارضها الفردية فقدمتها في عامي 2000 و2001، وذلك من خلال مهرجان دبي للتسوق. أما في ما يتعلق بالجوائز، فقد حصلت الفلاسي على المركز الأول في مركز دبي العالمي للفنون، وجائزة معرض الإبداع، وجائزة المركز الثاني في مسابقة نظرة فناني دولة الإمارات العربية المتحدة، والمركز الثاني لجائزة الألوان للفنانين الشباب من معهد الرسامين الملكي في لندن.

وتقدم الفلاسي، من خلال المعرض، الصقر بحالاته المتعددة، فتبرز الشموخ والقوة في الصقر من خلال الصيد، كما تبرز جماليات تفاصيله التي تعنى برسمها من خلال الوجه والعيون المحدقة، وكذلك الريش. تعتمد الفلاسي على الخلفيات البنية في كل الأعمال، لتتناسب مع ألوان الصقر وريشه، وتعبر من خلال المعرض عن التراث والثقافة المحلية التي لطالما ارتبطت بهذا الطائر، وكذلك كرسته من خلال البطولات، وكذلك كونه شعار الدولة. تبرز حركاته العديدة، التي تؤشر إلى تركيزه، في الصيد أو استكشاف الأماكن أو التحديق في الأفق والانعكاسات التي تظهر من خلال عيونه، لذا نجد المعرض حاملاً مجموعة متباينة من الرسومات التي تبرز عمق النظرة الحادة، وكذلك حركاتها في أثناء التحليق المرتفع، ثم نزولها بحركات سريعة.

إلى جانب التجسيد التراثي، تحمل أعمال الفلاسي القوة، فالصقر هو الطائر الذي يجسد الصلابة، كونه من الطيور الجارحة التي يرتكز طعامها على اللحوم. في حين أنه يعتبر قوياً لكونه يدرب على الصيد لمهارته في ذلك، فبات من الطيور التي يدللها أصحاب هواة الصيد. وقالت الفلاسي عن اختيارها هذا الطير لتجسيده في المعرض: «تعتبر الصقور من بين العديد من المخلوقات التي أحبها جداً، وأشعر أنها تمتاز بمواصفات تجعلها فريدة عن غيرها، أحب عيونها وقدرتها على التركيز الحاد، وقوتها التي تمكنها من التحليق عالياً إلى مستويات مذهلة، وقدرتها الفائقة على الانقضاض بسرعة من الأعلى»، وتابعت: «تشكل الصقور جزءاً من الثقافة الإماراتية التي أنحدر منها، وأتذكر الكثير من القصص التي كانت ترويها لي جدتي عن هذه الطيور الملكية، وأستطيع أن أشعر بها، فهي شعارنا الوطني، الأمر الذي جعلني أتخذ منها موضوعاً أساسياً لأعمالي في لوحاتي الفنية».

وحول الوقت الذي أنجزت فيه المعرض، الذي يستمر حتى 25 الجاري، أوضحت الفنانة الإماراتية «استغرق المعرض ما يقارب السنتين ونصف السنة، وقدمت الرسم الكلاسيكي، علماً أن لدي تجارب مع الفن المعاصر، ولكن الرسم الواقعي يجذبني، كما أن الصقور من الموضوعات التي كانت مهمة بالنسبة إلي، لاسيما أنها لم تقدم من قبل الفنانين الذين يرسمون الموضوعات التراثية، فغالباً ما يقدمون المباني التراثية والبراجيل أو حتى الخيول، بينما تستبعد الصقور». ولفتت الفلاسي إلى كون رسم الصقور يتطلب الكثير من الوقت، بسبب كثرة التفاصيل التي يحتويها، ما يجعله صعباً كثيراً، إلى جانب هذا، فقد عملت لفترة طويلة خلال المعرض على تجميع الصور الخاصة بالصقور، وكذلك متابعة البرامج الوثائقية التي تعرض عن هذا الطائر، كي تتمكن من تقديمه بشكل لافت وبكل حركاته في الرسم. وأوضحت اعتمادها على تقنيات خاصة في تقديمه، وشددت الفلاسي على كون الرسم بالنسبة إليها المجال الذي يمنحها الحياة، لذا غالباً ما تعتمد على الموضوعات التي تحمل القوة والعنفوان، فنجدها تملك لذلك أدوات خاصة، فلا ترسم سوى بالفرشاة المصنوعة من ذيل الحصان، التي تمتاز بصغرها الشديد كي تتمكن من إعطاء الطائر في الرسم المظهر الأقرب للطبيعة. وأشارت إلى كونها تبتعد عن رسم كل ما يمكن أن يحمل الحزن أو المعاناة، بينما تبقى للعيون معها حكاية خاصة، ولهذا تحرص على إبرازها وإظهار تعددية حالاتها، فهي السبيل لمخاطبة الآخر ومعرفة هواجسه.

وقالت خولة عن دخولها عالم الفن «كان الفن شغفي على الدوام منذ الطفولة، وقد تأثرت بالجو العائلي الفني، فوالدتي رسامة، ووالدي مهندس معماري، وأيقنت منذ الطفولة أن الرسم سيكون له تأثير قوي في حياتي».

ولفتت إلى أنها واجهت الكثير من المصاعب في البداية، الأمر الذي جعلها تأخذ الموهبة والدقة منهما، إلى جانب زوجها الذي قدم لها الدعم الكامل في الفن. وأشارت إلى أن انقطاعها عن المعارض الفردية لفترة طويلة تزيد على 10 سنوات أتى بسبب الزواج والأولاد، واليوم باتت أكثر قدرة على العطاء في فنها، وشددت على أن رسمها لهذه الموضوعات لا يبعدها عن الفن المعاصر، فهي ترتبط باللوحة المعاصرة.


سيرة فنية

درست الفنانة الإماراتية، خولة الفلاسي، الهندسة المعمارية، وحصلت على درجة الماجستير في تخصصها من جامعة الإمارات العربية المتحدة بمدينة العين، في عام 1998. اعتمدت على جهودها الذاتية لاكتساب المعرفة والمهارات الفنية، وعملت في مجال تصميم الإعلانات، إلى جانب عملها في التدريس، وكذلك في مجال الاستشارات الفنية، إلى أن تفرغت للفن. وبعد أن قضت سنوات من التجارب مع مختلف الأساليب الفنية، رسمت الفنانة لنفسها خطاً في الرسم الواقعي، بالتركيز على الحيوانات، إلى جانب تركيزها على البورتريه، مستبعدة وجوه الكبار في السن لأنها تحمل التعب بالنسبة إليها، والرسم هو ما يمدها بالحياة.

 

تويتر