أسّس نظاماً سياسياً هو مزيج فريد من القديم والحديث

دبلوماسيون: سياسة زايد أسّست لنجاحات الإمارات الآن

السفراء استعرضوا إنجازات الدبلوماسية الإماراتية في مراحلها المختلفة. من المصدر

أكد دبلوماسيون إماراتيون أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حرص على تأسيس علاقات دبلوماسية قوية لدولة الإمارات العربية المتحدة، منذ إعلان قيام الاتحاد، بقدر حرصه على بناء الدولة من الداخل، موضحين أن ما تشهده الدولة حالياً من مكانة متميزة على الساحتين الإقليمية والعالمية، وضع أسسه الشيخ زايد، وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وإخوانه حكام الإمارات.

وأوضحت السفيرة، حصة عبدالله أحمد العتيبة، أن الشيخ زايد، رحمه الله، أسّس نظاماً سياسياً، هو مزيج فريد من القديم والحديث، مع الالتزام الفطري بالإجماع والمناقشة المباشرة والديمقراطية، كما أدى حرصه على التواصل بين القيادة والمواطنين إلى خلق طاقة إيجابية هائلة للعمل والإنتاج منذ قيام الدولة، وأثمر الولاء المطلق من المواطن لقيادته، مشيرة خلال الجلسة، التي عقدت في مجلس الحوار، أول من امس، ضمن فعاليات معرض أبوظبي للكتاب، وقدم لها مدير جائزة الشيخ زايد للكتاب، سعيد حمدان، إلى أن السياسة الخارجية للدولة أسهمت في الاستقرار السياسي الذي تتمتع به الإمارات منذ نشأتها، وهي سياسة تم التخطيط لها وتنفيذها بنجاح من قبل قادتها، وعلى رأسهم مؤسس الدولة الشيخ زايد (رحمه الله)، وتهدف إلى حماية سيادة البلاد واستقلالها.

وأشارت العتيبة إلى أن هناك سمات أساسية اعتمدت عليها السياسة الخارجية الإماراتية منذ انطلاق المسيرة الاتحادية، من أبرزها: العقلانية، والحكمة والاعتدال، والانفتاح وحسن الجوار، وحل النزاعات بالطرق السلمية، واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وكذلك احترام القوانين والمعاهدات الدولية، وعدم التدخل في شؤون الدول. إلى جانب الدعوة إلى السلام العالمي والعمل من أجله، ما جعل الإمارات طرفاً مقبولاً ومرحباً به في كل دول العالم على المستويين الرسمي والشعبي، ومحطة مهمة في أي مناقشات أو جهود دولية تستهدف ضمان الأمن والاستقرار.

واستعرضت العتيبة جوانب من مسيرة الدبلوماسية الإماراتية، مشيرة إلى أن الإمارات انضمت إلى جامعة الدول العربية في السادس من ديسمبر 1971، ثم إلى منظمة الأمم المتحدة في التاسع من ديسمبر 1971، وكانت إحدى القوى الداعمة لتأسيس منظمة العالم الإسلامي في السبعينات من القرن الـ20. كما يعكس مجلس التعاون الخليجي، الذي تم تأسيسه وإعلانه في قمة أبوظبي عام 1981، مدى عزم الإمارات على تعزيز الوحدة والتعاون. كما شهدت فترة حكم الشيخ زايد الانفتاح الكبير على العالم حيث ارسل بعثاته الدبلوماسية وأرسى قواعد التبادل الدبلوماسي مع الكثير من دول العالم التي رحبت بدولة الإمارات الحديثة، لما لمسته في شخصية الشيخ زايد، رحمه الله، من توجه حكيم وتفهم معاصر لمعطيات القضايا الدولية، وحب للسلام والتسامح بين شعوب الأرض، إلى جانب رغبته الأكيدة في بناء دولته الفتية على أساس علمي متين، واضعاً كل ثروة بلاده في سبيل تطويرها ودفعها لتأخذ الدور الذي تستحقه في العالم.

وأضافت «هنا لابد من تسليط الضوء على دور الشيخ زايد، رحمه الله، الذي واكب وضع الدولة في الساحة العالمية، وتألق دوره كمصلح وقائد سياسي محنك، ذي رؤية ثاقبة بين قادة وحكام الدول، ليس فقط في مجلس التعاون بل في العالم العربي، وعدد من الدول النامية، ولُقّب بحكيم العرب»، مشيرة إلى أن عدداً من الدول النامية والفقيرة استفادت من المساعدات المادية التي تمنح باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، من قبل الشيخ زايد، رحمه الله، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على إنسانيته وإيمانه الثابت بدينه الحنيف، كما حدث عندما أرسل قواته العسكرية لحفظ السلام في كوسوفو، ما لفت أنظار العالم إليه، وإلى سخاء هذه الدولة الصغيرة، ودورها في تخفيف آلام الكوارث الطبيعية والبشرية.

بينما أشار السفير، محمد أحمد المحمود، إلى أن المغفور له الشيخ زايد عندما كان يضع حجر الأساس لبناء الدولة الجديدة، كانت يد تبني في الداخل وأخرى في الخارج، وعين على الداخل والأخرى على الخارج. فكان يؤمن بأن الدولة العصرية لابد أن يكون لها اتصال بالخارج، فبدأ بترتيب البيت من الداخل ثم إقامة جسور مع الخارج، بدأت بالمحيط الخليجي، فأنهى كل الخلافات مع الدول المجاورة، وأمّن حدود الدولة، قبل أن يتجه إلى المحيط العربي ثم العالمي، مشدداً على اهتمام الشيخ زايد بإقامة علاقات مع الشعوب قبل الحكام، وأينما يذهب كان يترك بصمات تشهد لها مختلف شعوب المنطقة، ويمد يد الخير والعطاء للدول الصديقة والشقيقة، ما أضفى بعداً إنسانياً وخيرياً على علاقة الإمارات بالشعوب المختلفة.

واستعرض المحمود نماذج من المشروعات التي كان يقيمها الشيخ زايد في دول مختلفة، مثل مصر التي أقام فيها العديد من التجمعات السكنية التي مازالت تحمل اسمه، وأمر باستصلاح الأراضي للزراعة، وشق قنوات للري، من بينها قناة تعبر أسفل قناة السويس لتصل بالمياه إلى سيناء لزراعتها، كذلك دعم مشروع توشكى لتعمير جنوب مصر. كما كان يسهم في دعم الثقافة، وكان من أوائل الداعمين لتجديد مكتبة الإسكندرية. وفي باكستان أمر بإنشاء العديد من المشروعات التنموية والخيرية، من بينها ثلاثة مراكز ثقافية تعد من أكبر المراكز في العالم، إلى جانب بناء أكبر مستشفى في لاهور متخصص في علاج الكلى، وأقام وحدات سكنية وسدوداً وغيرها. الأمر نفسه ينطبق على لبنان الذي أسهم في إعادة إعماره، ودعم مبادرة نزع الألغام. وفي المغرب والسودان وسورية وبنغلاديش، حتى الصين التي أقام فيها مركزاً للمسلمين الصينيين.

كما تطرق المحمود إلى إنجازات حديثة حققتها الدبلوماسية الإماراتية، مثل الفوز باستضافة مقر «إيرينا»، وإعفاء مواطني الإمارات من شرط الحصول على تأشيرة «الشنغن» وغيرهما.

تويتر