العسيلي: الإمارات كانت لها بصمات قوية على شعره

عبدالمنعم عواد زهد في الشهرة والجوائز

حبيب الصايغ وثريا العسيلي خلال الندوة. تصوير: نجيب محمد

قالت الأكاديمية والشاعرة، الدكتورة ثريا العسيلي، إن الشاعر الراحل عبدالمنعم عواد يوسف لم يكن يكترث للشهرة والجوائز، أو يسعى إليهما، لذا لم يحصل على الاهتمام الكافي بتجربته الشعرية كأحد رواد الشعر الحديث في الوطن العربي.

وأشارت العسيلي إلى أن عواد كان من الشعراء الذين أخلصوا للشعر والكتابة، وكان يحمل الكثير من الرضا بالواقع، وكان يرى أن محبة أصدقائه والمحيطين به أهم من الجوائز والشهرة، لافتة خلال الأمسية التي نظّمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي، مساء أول من أمس، في قاعة عبدالله عمران في مقر الاتحاد بمعسكر آل نهيان، إلى علاقة قوية جمعت يوسف والشاعر صلاح عبدالصبور، وكان كل منهما يقرأ قصائده على الآخر قبل نشرها، كما كان حريصاً على تبني وتشجيع الشعراء الشباب، ويسعى إلى إظهارهم وتقديمهم إلى الساحة في الوقت نفسه الذي ينكر فيه ذاته ويبتعد على الأضواء.

وأوضحت العسيلي، وهي قرينة الشاعر الراحل، أن إقامتها وزوجها في الإمارات كان لها تأثير في حياتهما وثقافتهما، خصوصاً أنهما قدما إليها في بداية 1969 مع بداية الحراك الذي توج بإعلان الاتحاد وقيام الدولة، وهي فترة كانت مملوءة بالنشاط والتطلعات والعمل، كما كانا هما في أوج الشباب والحماس للعمل الوطني: «كانت مرحلة خصبة، ساعدت يوسف على أن يبدع فيها ويكتب الكثير من الأشعار، وكان لوجوده في الإمارات بصمات قوية في أشعاره، إلى جانب قيامه بالتدريس، وإخلاصه فيه، فكل من كان يقترب منه كان يلمس مدى حرصه على بذل كل طاقته في تعليم طلبته ونصحهم وتقديم قدوة حسنة لهم».

لافتة إلى أن الشاعر الراحل كتب شعر التفعيلة والشعر الحديث، كما كان من رواد كتابة شعر «الومضة».

وتطرقت د.ثريا العسيلي خلال الأمسية لحياتها مع زوجها، وتشجيعه لها على كتابة الشعر والدراسة، مشيرة إلى أن الشعر يمنح الإنسان قلباً متفتحاً للحياة والناس. كما قرأت العديد من قصائد الشاعر الراحل، من بينها: «كما يموت الناس مات»، التي كتبها في بداية مشواره، وكانت بصمة له، وقصيدة «الحب والسلام» التي تعد من أشهر أشعاره، وكذلك قصائد «عاشق وما عشق»، و«أحبك ما كنت حيا»، و«لعينيك طعم الينابيع»، كما ألقت من قصائدها: «طائر الحب»، و«وجهك لي وطن».

سيرة

يعد عبدالمنعم عواد يوسف واحداً من رواد قصيدة التفعيلة في الشعر العربي، عاش في الإمارات أكثر من ربع قرن، أمضاها بين التدريس والعمل الإعلامي، وكان له حضور فاعل في المشهد الثقافي الإماراتي. حصل على عدد من الجوائز، وله إصدارات شعرية كثيرة، منها: «عناق الشمس»، و«أغنيات طائر غريب»، و«هكذا غنى السندباد»، و«عيون الفجر».

أما العسيلي فهي أستاذة جامعية، وشاعرة، وناقدة، صدر لها العديد من المؤلفات، منها: «المسرح الشعري عند صلاح عبدالصبور»، و«خفقات قلب ــ شعر»، و«حنين الروح ــ شعر»، و«عبدالمنعم عواد يوسف رائد الشعر الحديث»، و«حكايتي معك».

نموذج للمعلم

أشار رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، حبيب الصايغ، إلى حرصه على تقديم الأمسية، لاعتزازه بشخصية الشاعر الراحل عبدالمنعم عواد يوسف، الذي قضى في الإمارات 27 عاماً «وكان واحداً من الذين أسهموا في تكويننا، فكان نموذجاً للمعلم الذي يعلم تلاميذه الإبداع والأخلاق في الوقت نفسه».

وقال الصايغ إن يوسف مظلوم جداً، لأنه لم يُعرف عربياً كأحد رواد الشعر الحديث مع صلاح عبدالصبور ونجيب سرور وأحمد عبدالمعطي حجازي وغيرهم. مرجعاً ذلك إلى انشغال الشاعر الراحل بالشعر، ولم ينشغل بالترويج لنفسه مثل غيره من الشعراء الذين كانوا على تواصل مع وسائل الإعلام المختلفة.

ودعا الصايغ المؤسسات الثقافية في الدولة، مثل اتحاد الكتاب، ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، إلى توثيق سيرة وعطاء كثير من العرب الذين لم يعبروا في العابرين، مدرسين وإعلاميين من دول عربية مختلفة، أحبوا البلد، ولم يذهبوا إلا بعد أن تركوا بصمة، فكانوا إماراتيين في كتاباتهم ومناهلهم ومصادرهم.

 

تويتر