يبرز جهود الدولة في تأكيد الترابط ما بين الماء والغذاء والطاقة

الجناح الإماراتـــي في «ميلانو» يروي قصة التحديـــات والحلول

صورة

يروي الجناح الإماراتي المشارك في «إكسبو ميلانو 2015» بمدينة ميلانو الإيطالية، انسجاماً مع شعاره «غذاء الكوكب طاقة للحياة»، قصة العلاقة المترابطة ما بين الماء والغذاء والطاقة تحت شعار «الغذاء من أجل التفكير»، لتعكس بوضوح الجهود التي تبذلها الدولة لتوفير المياه وتوليد الطاقة وتوفير غذاء صحي ومستدام، في مقابل مجابهة التحديات والعراقيل المتعلقة بهذا الترابط.

يبدأ الجناح الإماراتي القصة بعرض التحديات التي تتقدمها ندرة موارد المياه الطبيعية المتجددة وارتفاع حرارة الشمس، وقلة الموارد الغذائية؛ إذ إن 85% من الغذاء يستورد من الخارج، هذا بالإضافة إلى تحدي السعي للاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة، وتسخيرها لبناء اقتصاد مستدام، والمحافظة والعمل على استثمار موارد شجرة النخلة، الثروة الغذائية التي عاش عليها الآباء والأجداد، ودخلت في العديد من الصناعات الضرورية.

«الشجرة الثروة»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/8ae6c6c54aa0819a014dceee4fdb2b0e.jpg

يعرّف معرض «حياة النخل السرية» في الجناح الإماراتي في «إكسبو ميلانو 2015»، بشجرة النخيل، الثروة التي عاش عليها الآباء والأجداد، واعتمدوا عليها في صناعات ضرورية، ومازالت تحتفظ حتى اليوم بمكانتها البارزة التي جعلت منها مصدراً دائماً للغذاء والطاقة، وفي الوقت نفسه يشير المعرض إلى التحديات التي تواجه ديمومة عطاء الشجرة واستثمارها في مجالات مختلفة.

طاقة شمسية

يتبع عرض التحديات، الحلول التي حرصت الدولة على توفيرها في محاولة لمجابهة هذه التحديات والحيلولة دون تفاقمها، مشروعات الطاقة الشمسية للاستفادة من الإشعاع الشمسي؛ المصدر الرئيس للطاقة على سطح الأرض، ومن هذه المشروعات محطة «شمس 1» أكبر مشروعات الطاقة الشمسية المركزة العاملة على مستوى العالم، التي تسهم في إنتاج 100 ميغاواط من الطاقة الكهربائية النظيفة بما يكفي لإمداد 20 ألف منزل، وتسهم في تنويع مصادر الطاقة في الدولة وتقليل البصمة الكربونية للدولة وغيرها من الفوائد، إلى جانب مشروع مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي تنفذه هيئة كهرباء ومياه دبي، وهو أحد أكبر المشروعات الاستراتيجية الجديدة في العالم، والذي ستصل قدرته الإنتاجية إلى 1000 ميغاوات بحلول عام 2020، و3000 ميغاوات بحلول عام 2030.

ومن الحلول التي يتطرق لها الجناح الإماراتي من أجل مجابهة التحديات، المعالجة الكيميائية للطحالب التي تنمو في البيئة الصحراوية للدولة، وإنتاج وقود عضوي منها للطائرات، والاهتمام بالزراعة للمساهمة في تقليل الاحتباس الحراري، وكل ذلك يصب في خدمة الجهود البيئية التي تعكف الدولة على تقديمها والالتزام بها، والتي جعلتها تتقدم إلى المرتبة الـ 25 عالمياً في مؤشر الأداء البيئي، ومن المتوقع أن تصل إلى المراتب الـ10 الأولى، وفقاً لوزير البيئة والمياه، الدكتور راشد أحمد بن فهد، الذي أطلق خلال زيارته أخيراً الجناح الإماراتي تقرير حالة البيئة لدولة الإمارات العربية المتحدة للعام الجاري بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، الذي يصادف الرابع من يونيو من كل عام.

«شجرة العائلة»

وعلى العلاقة المترابطة ما بين الماء والغذاء والطاقة، يركز أيضاً الفيلم الروائي القصير «شجرة العائلة»، الذي أبرز الصراع من أجل البحث على الماء ولقمة العيش، ومواجهة تحديات الحياة المختلفة. وأكد أهمية الاستفادة من تجارب الأجداد للمساعدة في بناء مستقبل مستدام في ظل التطور الحالي.

كما يفرد الجناح الإماراتي مساحة بارزة للنخلة التي كانت ولاتزال ثروة غذائية يمكن استثمارها بطرقٍ متنوعة، وعليه خصص معرضاً لها تحت عنوان «حياة النخل السرية» ضم مجموعة واسعة من المعلومات المتعلقة بها، بالإضافة إلى أنواعها، وتمورها المختلفة، وباقة من المنتجات الغذائية الخاصة بها.

وقالت مسؤولة المعرض المواطنة نورة السركال لـ «الإمارات اليوم»: «يقدم المعرض صورة متكاملة عن هذه الشجرة بالتركيز على جوانب مختلفة تتعلق بها، لا تقتصر على الإشارة إلى شكلها وأجزائها وأنواعها التي تضم 37 نوعاً في الدولة، بل تتعداها لتشمل تفاصيل كاملة عنها، كالتلقيح وعملية الترطيب التي تلجأ إليها، وغيرها»، مضيفة أن المعرض يتطرق أيضاً إلى الأمراض التي تصيب النخيل وسبل مقاومتها، ومنتجات يدخل في صناعتها تمر النخيل ومكونات هذه الشجرة الثروة.

وأضافت نورة السركال «يضم المعرض كذلك مكتبة خاصة بالنخلة، وكراسي صنعت منها وصوراً فوتوغرافية لها تعود للمصورة الفوتوغرافية المواطنة علياء الشامسي، فضلاً عن معرض للفنان لويس كستانيادا المحاضر المساعد في التصميم الغيرافيكي في الجامعة الأميركية بدبي والمصمم والاستشاري المختص في تحديد الهوية البصرية، الذي لجأ إلى استخدام النخلة ومنتجاتها في صناعة مجموعة من الأدوات الفنية وإنتاج أعمال فنية مميزة في ورشة عمل التصميم والمواد في دبي العام الماضي، بهدف تسليط الضوء على القيمة الكبيرة للنخيل».

هذا، وخصص الجناح الإماراتي جزءاً في مساحته الخارجية لزراعة أنواع من الأشجار المحلية التي يتقدمها النخيل. وتقف مرافق الجناح وتصميمه المستوحى من الطبيعة الإماراتية بكثبانها الرملية، ليؤكد العلاقة المترابطة ما بين الماء والغذاء والطاقة التزاماً بشعار المعرض «غذاء الكوكب طاقة للحياة».

تويتر