مؤلف كتاب «الحياة تستحق التنفس» في ضيافة «كابيتال كلوب» بدبي

ماكس ستروم يعلّم الجمهور كيفية الحصول على السعادة

صورة

استضاف «كابيتال كلوب»، نادي المدينة الخاص الرائد في دبي وعضو مجموعة شركات إنشاء، أخيراً، جلسة حوار تحت عنوان «لا يوجد تطبيق للسعادة» للمتحدث والمؤلف العالمي ماكس ستروم، الذي تحدث خلالها لأعضاء النادي وضيوفهم عن ضرورة الابتعاد بعض الشيء عن التكنولوجيا، والاستمتاع بتجربة العالم من حولنا.

وقدم ستروم، مخترع نظام «المحور الداخلي» لتقنيات وتدريبات التنفس التي تم اختبارها ميدانياً وأثبتت جدواها في تحقيق نتائج فورية، استشارته لأعضاء المؤسسات الحاضرين حول كيفية النجاح، والمحافظة على الصحة، وإحداث فارق حقيقي في الحياة.

وبدأ ماكس ستروم حديثه بالقول بأنه كان «على وشك استكشاف أحد أهم الموضوعات في عصرنا، ليس فقط في هذا البلد، بل وفي العالم الصناعي». وأخبر الجمهور بأن زوجته قد عقبت في يوم من الأيام وهي تنظر إلى هاتفها الذكي على عدم توفر تطبيقات لكل شيء بقولها «هل هناك تطبيقات للسعادة؟!». وألهمت حقيقة عدم وجود تطبيق كهذا رغم التقدم التكنولوجي المتواصل، ستروم للتساؤل عن مدى هوس الناس بأجهزتهم المحمولة. ورغم ولعه بالتكنولوجيا في العديد من الجوانب فقد قال ستروم: «ليس كل شيء جديد أفضل».

ويشهد العالم حراكاً كبيراً في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وإنجازات كبيرة في مجال الروبوتات والطب الحيوي، والتي لا يمكن إنكار فوائدها الإيجابية للبشرية. ولكن تحدث في الوقت ذاته حركة تكنولوجية من نوع آخر، تسبب انخفاضاً سريعاً في معدلات السعادة.

ورسم ستروم صورة قاتمة عن الواقع للجمهور، قائلاً: «يستهلك أكثر من 80 مليون شخص في الولايات المتحدة الأميركية المضادات ويعتمدون على وصفات الأدوية المنومة ليلاً. وبات الاكتئاب المسبب الرئيس للإعاقة في أنحاء العالم كافة، وعلى عكس ما قد نعتقده، يمكن العثور على الحل خارج التكنولوجيا وليس داخلها».

وأوضح: «لم تتغيّر المكونات البشرية الأساسية للسعادة وأواصر التواصل بين البشر، وقد لا تتغيّر مستقبلاً. واليوم باتت هواتفنا الذكية قادرة على القيام بمهام لم نكن نحلم بها قبل 20 عاماً، ولكن هل وضعتنا على مقربة من الناس؟ هل يمكن لنا التواصل مع الناس بشكل أفضل وأعمق اليوم بوجود التكنولوجيا، أم فقط الوصول لهم بسهولة؟».

وأكد ستروم أن العالم يواجه مشكلة مع الأجيال الشابة، وأضاف: «نحن نعاني نقصاً في التعليم، فأنا تزداد قناعتي بأن الناس لا يقومون بتعليم أطفالهم بعض الأشياء الأكثر أهمية مثل السعادة. فنحن لم نتعلّم السعادة ولم تكن مدرجة في منهاجنا الدراسي، بل كان يتم إرشادنا للنجاح في المدرسة، لتحقيق معادلة: النجاح يحقق السعادة. ولكننا نعلم بعد إشباع الحاجات الأساسية بأن المال لا يشتري السعادة».

وتابع: «نحن نكافح للحصول على الألفة، والصداقة، والصداقة الحميمة، والجلوس في الغرفة ذاتها والنظر في أعين بعضنا بعضاً، فقبل معرفة القراءة والكتابة، كنا نحكم على الناس من خلال لغة الجسد، وطريقة نظرهم إلينا، وتبلغ نسبة التواصل الشفهي بين البشر 90% وفقاً للدراسات، واليوم، نحن نحاول التواصل بشكل شبه كامل من خلال النصوص، فكلما استخدمنا النص للتواصل كلما شعرنا بالوحدة».

ويسعى ماكس ستروم إلى تحفيز حالة من الهدوء والسعادة لدى الناس، وإيجاد التقارب في ما بينهم، عبر مشاركته كمحاضر في عالم الشركات حول العالم.

ومن خلال البرامج الذهنية التي تطبقها كبريات الشركات مثل «غوغل»، و«أبل»، و«بروكتر وغامبل»، و«جولدمان ساكس»، وغيرها، يعمل ستروم على معالجة قضية التوتر من خلال تعليم الناس عدم الانجراف وراء أفكارهم، والمحافظة على هدوئهم ووعيهم الداخلي الطبيعي في الظروف كافة.

وقال ستروم: «القيام بشيء ذي معنى من أفضل أسباب السعادة، ويولد لديك شعوراً جيّداً لأيام مقبلة، فقد يتخلّى الناس عن المتعة من أجل العمل في مشروع يؤمنون به، مثل العمل الخيري أو المساهمة في قضايا نبيلة، وبالتأكيد، فإن تربية الأطفال ليست سهلة، وأحياناً ما تكون ممتعة وأحياناً ليست كذلك، ولكنها تمنحك معنى، فهناك الكثير من الأشياء التي تمنحنا معنى، وعادة ما يكون لهذه الأشياء طبيعة روحية أو دينية، قد تكون ذاتها في النهاية».

 

 

تويتر