عبدالعزيز الجاســــم: لابد مـن تكوين جيــــل يحمــــل راية الإبداع

للمرة الأولى يطلّ النجم القطري عبدالعزيز الجاسم، في عملين دراميين في شهر رمضان، بعد أن استطاع المخرج البحريني جمعان الرويعي، إقناعه بالمشاركة في بطولة مسلسل «دبي لندن دبي»، ومسلسل «النور» على شاشة «إم بي سي»، في دورين يحملان الكثير من الخصوصية والتميز، تماماً مثل الأدوار التي قدمها الفنان المخضرم عبر مشوراه الفني الحافل بتجارب التمثيل والتأليف والإنتاج التلفزيوني والمسرحي، إضافة إلى مساهمته في تقديم الكثير من المواهب الفنية الشابة في منطقة الخليج العربي.

في لقائه الخاص مع «الإمارات اليوم»، تحدث الفنان عبدالعزيز الجاسم عن شخصية «سعود» في مسلسل «النور» للكاتب حمد بدر، التي استفزته، على حد تعبيره، إذ يقول: «في العادة أقوم بقراءة المسلسل كاملاً، بعدها أعمد إلى التدقيق والبحث في الشخصية التي سأقدمها للجمهور، وهذا ما حدث معي في هذا المسلسل الذي (استفزتني) خطوطه الدرامية، والحبكة التي انبنى عليها العمل، وإن كنت أترك الحديث عن المسلسل للكاتب والمخرج ولرأي الجمهور أولاً وأخيراً»، ويضيف: «شخصية سعود في هذا المسلسل شخصية مختلفة ولافتة، على اعتبار حبها للعلاقات العابرة وخياناتها الزوجية المتلاحقة، وأعتقد أنني قدمت هذه الشخصية اعتماداً على خبرتي المهنية الطويلة في هذا المجال، على عكس شخصية علي في مسلسل دبي لندن دبي»، التي تتميز بالهدوء والروية والانفتاح، لهذا أحرص على التنويع وأحب أن يقارن الجمهور بين شخصياتي في الأعمال التي أقدمها كل مرة».

وحول أسباب تقديمه هذه الشخصية الإيجابية في المسلسل الإماراتي، الذي يعرض على شاشة قناة «دبي الأولى»، يعترف الجاسم بأن المعالجة الدرامية الناضجة للنص الذي كتبه السيناريست البحريني عيسى الحمر، عن فكرة للإماراتي خليفة حمد بوشهاب مدير قناة «سما دبي»، كان السبب المباشر لقبول الدور و يقول: «هناك أيضاً الموضوع الجديد الذي يتطرق إليه المسلسل، وهو الزواج من فتاة أجنبية، والخروج على العادات والتقاليد، والبحث عن حلول ترضي أصحاب الحقوق، وهذه كلها مبررات درامية منطقية وقضايا مهمة لم تتطرق إليها الدراما الخليجية كثيراً في السنوات الأخيرة»، ويضيف: «أحببت هذا العمل، لأنه يقدم مقاربات جديدة، فمن النادر اليوم أن تجد مسلسلاً يتناول فكرة الزواج من أجنبية، وكيفية تعامل الأهل مع الفكرة، في ظل تمسك المجتمعات الخليجية الكبير بالعادات والتقاليد».

في سياق الحديث عن العادات والتقاليد، يستوقفنا الفنان عند مفهوم التكامل الدرامي الخليجي، الذي يراه مجسداً بشكل جلي في مسلسل «دبي لندن دبي»، سواء من خلال تكامل جهود فريق العمل المساند لرؤية المؤلف والمخرج، أو من خلال تميز تجارب مجموعة الممثلين المشاركين في العمل، مضيفاً: «أعتقد أن الجمهور الخليجي أحب هذا التكامل الدرامي الذي جسده المسلسل، وتفاعل مع هذه (الخلطة الفنية) الجميلة، التي تقدم كل فنان مشارك في العمل بشكل جديد تماماً».

وضمن حديثه عن المواهب الفنية الشابة، يؤكد الجاسم دعمه الدائم للوجوه الجديدة، واستعداده الكبير لاستيعاب المواهب الفنية الشابة قائلاً: «في أغلب الأعمال الدرامية التي قمت بإنتاجها أحرص على تضمين وجه فني جديد أو أكثر، لأن لدي قناعة بضرورة تكوين جيل فني جديد قادر على قيادة المشهد الفني وتسلم الراية من الجيل السابق، لهذا السبب أحاول دوماً الحضور في أغلب المهرجانات المسرحية والفعاليات الفنية الشبابية، للتعرف واكتشاف المواهب الجديدة وتقديم ما يمكن من الفرص للمشاركة والظهور».

وحول تعاونه مع نجوم قناة «سما دبي» في «دبي لندن دبي» يقول: «كان لدي في البداية نوع من التخوف، لأنني لم أقابلهم أو أشاهد أداءهم من قبل، لكنني فوجئت لاحقاً بحضورهم الجميل أمام الكاميرا، وإحساسهم العالي بالشخصيات التي يجسدونها، إضافة إلى عفويتهم الواضحة، وبعدهم عن كل أشكال التصنع، وهذا ليس بالكلام المجامل لأحد، لأن الجميع يعلم رأيي في هذا الموضوع»، ويضيف: «أعتبر كلاً من أحمد عبدالله، الذي يجسد شخصية ابني في المسلسل، وليلى المقبالي وسعود الكعبي ورؤى الصبان أبطالاً يتمتعون (بكاريزما) حقيقية على الشاشة، كما أتوقع لهم مستقبلاً مملوءاً بالنجاحات الفنية المهمة».

ليس بعيداً عن قضايا وهموم الدراما الخليجية، يشعر عبدالعزيز الجاسم بالحنين إلى الدراما القطرية التي كان لها باع طويل في هذا المجال، على حد تعبيره، ومكانة نافست بها في وقت ما الدراما الخليجية، بعد أن فرض نجوم قطر موهبتهم على المنتجين، مستشهداً بتجربة كل من النجم غازي حسين، والنجم صلاح الملا، وعبدالله عبدالعزيز، وغانم السليطي، وناصر محمد، وغيرهم من الفنانين، الذين قدموا أدواراً مهمة في حصيلة الأعمال الدرامية الخليجية المهمة التي يتذكرها الجمهور، مؤكداً: «الدراما القطرية جزء من الدراما الخليجية، ومن الطبيعي أن تتأثر بهبوطها وتطورها، وهذ برأيي أمر بديهي».

وعما إن كان الوقت قد حان للعودة ولقاء غانم السليطي في عمل ثنائي ناجح كما كان الحال في «الأيام الخوالي»، يقول الفنان ضاحكاً: «أبوفيصل حبيب قلبي... ومن المؤكد أننا إذا وجدنا النص الجيد الذي يجمعنا نحن الاثنين، فلاشك في أننا سنلتقي على الشاشة كما نلتقي دائماً خارجها ونتواصل».

وبعيداً عن النقد والتصنيفات التفضيلية في الفن والفنانين يرى عبدالعزيز الجاسم، أن الفنان عبدالحسين عبدالرضا، يظل نجم الكوميديا الأول في الخليج العربي، والهرم الأول والأخير دون منافس، ويقول: «كلنا تلاميذ هذا الفنان الكبير، الذي اعتبره فناني الأول، وإن كنت سأتحدث عن نجم هذا العام كوميدياً فمن المؤكد أن ناصر القصبي قد استحق بجدارة هذا التوصيف، لما قدمه من كوميديا راقية، جعلت الجميع يتابع عمله الأخير (سيلفي) بكل شغف».

تجربة الكتابة

لا يشعر الفنان القطري المعروف بالخوف وهو يتحدث عن حالته الصحية والمتاعب التي ألمت به في الفترة الأخيرة، متفائلاً بأن أموره بخير، بعد أن سافر إلى أوروبا وأجرى مجموعة من التحاليل والفحوص الطبية الضرورية، إلى جانب حرصه على مراجعه طبيبه الخاص في قطر، ويضيف: «لم أشارك في رمضان قبل الماضي في أي عمل، وهذا العام عرض علي الكثير من الأدوار، لكنني اخترت المشاركة في مسلسل (النور)، إضافة إلى المشاركة في مسلسل (دبي لندن دبي)، وذلك للصداقة المتينة التي تجمعني بالمنتج والفنان أحمد الجسمي».

أعمال جديدة

رغم المشكلات الصحية التي ألمت بالفنان القطري المخضرم، يؤكد عبدالعزيز الجاسم نيته تقديم عمل درامي كبير العام المقبل، تاركاً الإفصاح عن تفاصيله إلى وقت لاحق، إضافة إلى بعض الأعمال المسرحية الجديدة، التي سيفتتح بها الموسم المسرحي القطري إلى جانب عدد من النجوم والفنانين.

نجم الكوميديا

يصف الفنان القطري عبدالعزيز الجاسم مشاركته في برنامج «نجم الكوميديا»، إلى جانب عامر الحمود وحسن البلام، بالتجربة الجميلة خصوصاً أنها تهدف إلى تقديم الدعم والتشجيع للمواهب الكوميدية الشابة في منطقة الخليج العربي، مؤكداً مشاركة مجموعة من المواهب الشابة هذا العام في عدد من الأعمال الدرامية والكوميدية السعودية المهمة، ومتمنياً لها التوفيق والنجاح.

تاريخ حافل

تحفل مسيرة الفنان القطري عبدالعزيز الجاسم بالعديد من المحطات الفنية المهمة، بداية من انطلاقته في العام 1977، وعمله ثنائياً ناجحاً مع الفنان القطري غانم السليطي في العديد من الأدوار الكوميدية الناجحة، إضافة إلى تقديمه عدداً من المسلسلات والأعمال الدرامية الخليجية المهمة، ومشاركته في العديد من المسرحيات والأوبريتات الغنائية والوطنية الناجحة ومسرحيات الأطفال.