جاء من رام الله حاملاً «صندوق العجب» إلى الشارقة

عادل الترتير يطوف شارع الحكايات بـ «ملتقى الشارقة للراوي»

صورة

«تعوا اسمعوا، تعوا تفرجوا، والحاضر يِعلم الغايب، جايب معي صندوق، والشاطر بِعرف شو فيه».

هكذا يبدأ الحكواتي والمسرحي الفلسطيني عادل الترتير، القادم إلى الشارقة من رام الله مع فرقته وصندوقه (صندوق العجب، وفرقة صندوق العجب)، كلامه ما أن تقترب منه خلال تجوالك في خيمة وشارع الحكايات في مقر معهد الشارقة للتراث، حيث جاء مشاركاً في فعاليات ملتقى الشارقة الدولي للراوي، وهي ليست المرة الأولى التي يزور (أبو العجب) فيها الشارقة، فقد سبق أن زارها بمناسبة الملتقى العربي الأول للدمى وخيال الظل وصندوق العجب في ديسمبر عام 2013.

فرقة صندوق العجب

تأسست فرقة صندوق العجب عام 1975، في رام الله، ويرأسها الفنان عادل الترتير، الذي يعتبر أحد مؤسسي الحركة المسرحية الفلسطينية، وأنتجت الفرقة العديد من الأعمال المسرحية من بينها، مسرحية «لما انجنينا»، و«تغريبة سعيد بن فضل الله»، و«راس روس»، و«الحقيقة والأعمى والأطرش» (عن رواية للأديب الفلسطيني غسان كنفاني)، و«القبعة والنبي» (تأليف غسان كنفاني). وفي السنوات الأخيرة، تم التركيز على مسرح الطفل، حيث عمل على توظيف صندوق العجب التراثي وشخصية الحكواتي أبوالعجب صاحب الصندوق؛ لإحياء الأشكال الشعبية والتراثية الفنية، والعمل على تطويرها. وفي هذا الإطار، قدمت سلسلة «حكايات أبوالعجب»، وحكاية «حذاء الطنبوري»، وحكاية «نص نصيص»، و«النملة النمولة»، و«الحطاب والباطية»، و«العصفور الشاطر»، و«الديك الهادر»، وغيرها.

وقال أبوالعجب لـ«الإمارات اليوم»: «صندوق العجب هو أحد أشكال الفن الشعبي الذي سبق الكثير من الفنون والأشكال المرتبطة بالتسلية والترفيه والمعلومة، وكان وسيلة ترفيه وتسلية ومتعة، وإيصال معلومة للناس عموماً، ويمكن القول إنه اندثر وانتهى تقريباً، وما عاد له مكانته ودوره، كما في السابق، في ظل كل هذا التطور في مختلف مجالات الحياة».

وعن صندوقه الذي أحضره معه (أبوثلاث عيون)، قال: «خطر ببالي أن أعمل على إحياء فكرة صندوق العجب، فقمت بذلك مع بعض الإضافات والتطويرات التي مازالت مستمرة، وقد بنيت الصندوق كاملاً من جديد، وحاولت أن أضيف عليه ما هو أكثر من الفرجة، واستعنت بالقصص والحكايات الشعبية والتراثية ذات المغزى والبعد السياسي والثقافي، وكل ما يلامس هموم شعبنا، بمعنى أصبحت الحكايات التي نرويها للجمهور منتقاة وذات هدف ومضمون ورسالة وحكمة ما، بالإضافة إلى أهمية تعريف الجمهور الجديد بهذا الشكل الشعبي القديم للتسلية والترفيه والمتعة والمعرفة».

وبيّن الترتير أن صندوق العجب كان سابقاً مصدر رزق ودخل لصاحبه، لذلك كان يطوف به البلاد، فمن يريد مشاهدة ما في صندوق العجب، وجب عليه الدفع لصاحبه، سواء مال أو طعام أو قمح أو أي شيء عيني، ومع هذا الصندوق كان صاحبه يتنقل في أماكن مختلفة، ويطوف مع صندوقه من بلد إلى آخر، ومن مكان إلى آخر. وتابع: «هناك ما يمكن تسميته توأمة مع الصندوق، فالحكواتي أبوالعجب وصندوق العجب توأمان، ويكملان بعضهما، خصوصاً عندما يكون الجمهور كبيراً». وقال: «لصندوقي ثلاث عيون فقط، وهناك محاولات لأربع عيون وخمس عيون، لكون أعداد الجمهور تزداد، ومن هنا جاءت فكرة الاستعانة بالحكواتي أبوالعجب، فعملت على صندوق عملاق بعيون كبيرة جداً، حيث بلغت فتحة العين نحو مترين، وهو ما سمح بالاستعانة بممثلين حقيقيين يمرون من خلال تلك العيون، وليست صوراً ورسومات، كما في الصندوق التقليدي ذي العيون الصغيرة، بل أشخاص حقيقيون، وعرضت الأعمال في الساحات العامة، وكان الممثلون يمرون بدلاً من شريط الصور». وأشار أبوالعجب إلى أن دور الصندوق اليوم رمزي كي لا يندثر التراث، ونسعى من خلاله إلى المساهمة في الحفاظ على بعض ألوان التراث وتطويره. وقال: «نحاول من خلال هذا الصندوق أن نعيد أحد أشكال الفنون الشعبية التي كانت إحدى وسائل التسلية والترفيه للجمهور، وقد عملت على إحياء الفكرة وتطويرها، فهو جزء من تاريخنا وماضينا وتراثنا الشعبي، وبالتالي جزء من هويتنا وخصوصيتنا، تراثنا وتاريخنا وما يميزنا عن غيرنا من الشعوب والحضارات، ومن خلاله يمكن أن نعبر عن بعض جوانب تميزنا وخصوصيتنا بعيداً عن التقليد والتغريب».

تويتر