اعتبرت أن ثورة التقنيات ألغت الحواجز بين المبدع والجمهور
منال بن عمرو تراهن على «رائحة الخبز»
بـ«رائحة الخبز» تعود المخرجة السينمائية الإماراتية منال بن عمرو إلى «دبي السينمائي»، بعد توقف عن التعاطي مع السينما إنتاجاً طال لأربع سنوات، كان آخره فيلمها الحائز جائزة أفضل موهبة شبابية واعدة في دورة عام 2011.
وتراهن منال على تكنيك سينمائي مختلف في فيلمها الجديد الذي اعتبرته «البعد نضجاً» في مسيرتها السينمائية التي على الرغم من قصرها الزمني، إلا أنها شهدت العديد من التجارب المتنوعة التي ضمت ستة أفلام قصيرة.
الفيلم الروائي لم تستبعد منال بن عمرو أن تكون تجربتها المقبلة فيلماً روائياً طويلاً، مضيفة: «الشرط الحاسم في هذا الأمر أن يكون هناك فريق عمل متكامل، بدءاً من جهة التمويل، مروراً بالطاقم الفني والتمثيلي، وصولاً إلى دور العرض». وأضافت: «بعيداً عن روح الفريق، فلا مجال لأن تحقق شيئاً في السينما، وهو أمر ينطبق أيضاً على الأفلام القصيرة، لكنها تتبدى بشكل أكثر إلحاحاً في صناعة الأفلام الطويلة». وحول فكرة الكاتبة المخرجة، حيث قامت بن عمرو بكتابة سيناريو «رائحة الخبز» أيضاً قالت «لا أرى إشكالية في أن يكون المخرج هو ذاته الكاتب، بل على العكس هذا يمنحه مزيداً من حرية التصرف بعيداً عن وجوب الرجوع لآخر، وربما هذا ينطبق بشكل أكبر على المحتوى الذي تمكن الكاتب من سبر أغواره أثناء كتابته، ولاحقته أثناء فعل الكتابة تصوراته الإخراجية، في حال تمكنه من أدوات الإخراج السينمائي بالأساس». |
ووصفت مخرجة «رائحة الخبز» مهرجان دبي السينمائي بـ«نافذة الإمارات على الفن السابع»، مضيفة: «بعد إلغاء مهرجان أبوظبي السينمائي، أصبح (دبي السينمائي) هو ملجأ السينمائيين الإماراتيين، سواء كانوا شباباً أم مخضرمين، بل إن المهرجان أسس لنفسه ليكون محط اهتمام إقليمي وعالمي مميز».
لكن منال في المقابل أكدت أن السينمائيين في شتى أنحاء العالم ليس لهم أن يتحججوا بإلغاء مهرجان، أو تقليصه، وما شابه ذلك، مضيفة: «مع ثورة التقنية ووسائل الاتصال الحديثة، أصبح من يمتلك الموهبة الحقيقية قادراً على إيصال أعماله للجمهور، وهذا هو الأهم».
«لا أهوى الدراما الصريحة».. تصريح تؤكد عليه بن عمرو في حوارها مع «الإمارات اليوم»، مضيفة: «يجب دائماً أن يكون هناك حلول مبتكرة للمخرج، تفاجئ المشاهد وربما الناقد السينمائي أيضاً، ومعالجة القضايا المختلفة يجب أن تتم بعيداً عن المباشرة والتقليدية، لا سيما إذا كنا بصدد دراما اجتماعية».
المشاركة في «دبي السينمائي» تعيد بن عمرو إلى أجواء مشاركاتها السابقة، لكنها في الوقت نفسه تؤكد على أنها لم تغب عن أروقته طوال السنوات الأربع الماضية، مضيفة: «أستمتع وأستفيد من تواجدي الدائم بالمهرجان، حتى إن لم أكن مشاركة بأحد أفلامي، فأسبوع المهرجان فرصة للاستمتاع بتجارب سينمائية لن توفرها سوى مظلته، كما أنها تتيح لنا المشاركة في العديد من ورش عمل وندوات بالغة الأهمية».
على الرغم من ذلك لا ترى منال أن هناك فواصل مانعة بين حضور المهرجانات وجمهور السينما، مشيرة إلى أن الجمهور عموماً أصبح أكثر وعياً، وطلباً للأفلام القادرة على إثارة الدهشة، فضلاً عن محتواها الهادف، وقدرة صانعيها على اختراق حواجز النمطية.
وحول فيلم «رائحة الخبز»، قالت بن عمرو: «يصنف الفيلم ضمن فئة الروائي القصير، حيث تصل مساحته الزمنية إلى 20 دقيقة، ويختلف كثيراً من حيث تقنياته عن فيلمي الأخير «أشياء»، الذي كان نتاج ورشة سينمائية متخصصة للمخرج الإيراني العالمي عباس كياروستامي، وقمت بكتابة السيناريو الخاص به، وهو ينتمي إلى فئة الأفلام الدرامية الاجتماعية، إذ يتضمن طرحاً برؤية مختلفة نوعاً ما في الشكل والعناصر البصرية، وحاولت فيه المزج بين الواقع والغرائبي، بهدف ترك الشك واليقين للمتفرج يقرره كيفما ناسب تصوره، حيث تدور أحداثة عن فتاة بكماء وصماء تعيش مع أسرتها البسيطة الحال وهي أسرة يعمل أفرادها في صناعة وبيع الخبز، وهو المدلول المباشر للعنوان».
وتضيف: «تتعرض الفتاة لمأساة داخل البيت الذي يتفق فيه الجميع ضمنياً اختيار الصمت وتجاهل ما حدث ومتابعة الحياة كما كانت. الفيلم يسلط الضوء على تلك الحالة من النكران التي يختارها الفرد خوفاً من الفضيحة أو الخزي متجاهلاً أبسط حقوقه في الحياة».
وأشارت بن عمرو التي أسهمت أيضاً في إنتاج «رائحة الخبز» إلى أن الفيلم من انتاج «إنجاز» من «مهرجان دبي الدولي السينمائي»، و«إيمج نيشن» وأسهم في الإنتاج كل من شركة «صوت دبي»، فيما تم تصوير العمل في بيت قديم من بيوت الجزيرة الحمراء في إمارة رأس الخيمة.
طاقم الممثلين وكذا الفنيون في «رائحة الخبز» لافت، وتم اختياره بدقة بحيث تتناسب مع الأحداث والتفاصيل، وأيضاً الخيار الفني للعمل، حسب منال التي أضافت، ويتضمن كلاً من: القديرة مريم سلطان، أشجان، غانم ناصر، سمية الداهش، حسن بلهون، خالد ذياب، لبيية ليث. مدير التصوير مجدي الخاروف والمونتاج وتصحيح ألوان محمد غنيم، مهندس صوت محمود البغدادي، إشراف إنتاجي وعلاقات عامة محمد مجدي، مدير تنفيذ الإنتاج محمد الزعابي، تصوير فوتوغرافي محمد نذير.
يُذكر أن منال واحدة من أبرز أبناء جيلها من السينمائيين الإماراتيين، الذين انطلقوا مع «مسابقة أفلام من الإمارات» عام 2001، التي أسّسها وأدارها السينمائي مسعود أمرالله، وأطلقت جيلاً كاملاً من السينمائيين الإماراتيين، الذين منحوا السينما الإماراتية صورتها وحضورها، محلياً وعربياً.
أفلام
تتضمن كوكبة الأفلام التي قامت بإخراجها السينمائية الإماراتية منال بن عمرو كلاً من «الحذاء 2006» و«وجه عالق 2007»، و«من أجندة الخيانة 2008»، و«المستعار 2009»، و«وداد 2009»، و«تفاحة نورة 2010»، و«أشياء 2011»، وفازت عن «وجه عالق 2007» بجائزة مهرجان دبي السينمائي الدولي لأفضل موهبة سينمائية محلية، كما حصلت في عام 2009 على جائزة أفضل مخرجة إماراتية واعدة من مهرجان دبي السينمائي الدولي.
بين المهرين
قالت المخرجة الإماراتية الشابة منال بن عمرو، إنها عازمة على أن تصل بـ«رائحة الخبز» إلى العديد من مهرجانات السينما العالمية، لكن بعد عرضه الأول في مهرجان دبي السينمائي في دورته المقبلة خلال شهر ديسمبر. وأضافت: «بادرت بتقديم العمل أولاً لإدارة المهرجان، وسأكون سعيدة بترشيحه لأي من المسابقتين المخول لي الاشتراك فيها، وهما (مهر الأفلام الإماراتية)، و(مهر الأفلام الخليجية)»، رافضة أن تفصح تماماً عن توقعها بقبول الفيلم في أي من «المهرين». وأشارت منال إلى أن قصة «رائحة الخبز» واقعية، لكنها عمدت إلى الذهاب بها إلى أسلوب «غرائبي» من أجل طرح قضية محتواها هو مناقشة «ماذا يحدث عندما يكون الصمت خياراً لكثير من الأسر لحل قضايا مهمة، وما إذا كان تجاهل الواقع وحده قادراً على معالجته».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news