«حمدان بن محمد لإحياء التراث» يطلق بطولة تراثية جديدة دعماً للموروث المحلي
«هجن فزاع» تواكب احتفالات «الاتحاد»
بالتزامن مع احتفالات الدولة بالذكرى الـ44 لتأسيس الاتحاد، ستكون كوكبة بطولات «فزاع» على موعد مع انطلاقة بطولة جديدة، تضاف إلى قائمتها التي امتدت إلى نحو 30 بطولة مختلفة تعنى بدعم الموروث وصون التراث اللامادي للإمارات، في شتى المجالات.
صون التراث اللامادي قال الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث عبدالله حمدان بن دلموك، إن البطولة الجديدة التي ستصبح أحدث بطولات فزاع التراثية بالتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، لن يتم اعتمادها بشكل نهائي ضمن الأجندة السنوية لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، إلا بعد تحقيقها النتائج المطلوبة. ونفى بن دلموك أن تكون النتائج المطلوبة مرتبطة بأرقام قياسية في السباق أو ما شابه، مضيفاً أن «مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث يهدف إلى تعزيز الموروث، ودعم انتشاره، وهذا التعزيز مقترن بالتحفيز وتهيئة المناخ المناسب لممارسته، وهنا تأتي منظومة البطولات والمنافسة لتذكي هذا التحفيز». وأشار بن دلموك إلى أن النتائج الإيجابية بالنسبة للمركز مرتبطة بحجم الإقبال، لذلك فإن البطولة المقبلة لن تكون معنية بإقامة فعاليات مصاحبة على غرار بطولات أخرى مثل بطولة الصيد بالصقور، والصيد بالسلق، وغيرهما. ورأى بن دلموك أن «نجاح بطولات فزاع في تنظيم سباق المرموم الرمضاني للهجن، قبل سنوات عدة، كان بمثابة البطولة التي مهدت لإطلاق ماراثون الهجن، الذي يقام وفق المنظومة الداعمة لصون وتعزيز التراث اللامادي للدولة». |
وبعد أن ظلت «الهجن»، بعيدة عن تخصيص مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث إحدى البطولات كي تستوعب المهتمين بأنواع سباقاتها التقليدية المختلفة، فضلاً عن توظيفها في سياق البيئة الصحراوية المحلية، والتي كانت أوسع انتشاراً في الكثير من الحقب السالفة في مقابل البيئة الساحلية وبيئة الحضر، كشف المركز عن تنظيم أول ماراثون للهجن، وفق شروط تراثية محددة، في مقدمتها أن يكون المتسابق هو مالك «المطية» المشاركة، حسب التعبير التراثي الذي يُطلق فقط على «الهجن» المشاركة، وليس سائر الدواب وفق الاستخدام اللغوي الفصيح.
وقال الرئيس التنفيذي للمركز، عبدالله حمدان بن دلموك، لـ«الإمارات اليوم»، إن «البطولة الجديدة تغطي مساحة مهمة للغاية في الموروث المحلي، ظلت غائبة عن بطولات فزاع التراثية، تختلف في الوقت نفسه عن بعض التجارب السابقة للمركز، مثل رعايته لرحلة الهجن في ربوع الدولة، ورعايته سباق المرموم الرمضاني التراثي للهجن».
وأضاف بن دلموك: «الإيجابي أننا في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وبتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، لا نتوقف عن التطوير، والسعي لاستيعاب المورث، وفق مظلة المركز، سواء من خلال تنظيم البطولات التنافسية المشجعة على استدعائه، أو غير ذلك من الفعاليات والورش والإصدارات، وغيرها».
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي دعا إليه المركز، أول من أمس، في فندق «جراند حياة دبي»، للكشف عن تنظيم أول ماراثون للهجن وإدراجه ضمن سلسلة الأنشطة والبطولات التراثية والفعاليات التي ينظمها المركز بهدف صون التراث اللامادي، حيث من المقرر أن ينطلق الحدث بتاريخ الثالث من ديسمبر المقبل في منطقة المرموم في دبي.
وإلى جانب بن دلموك حضر المؤتمر كل من علي سعيد بن سرود الكتبي المدير التنفيذي لنادي دبي لسباقات الهجن، وسعاد إبراهيم درويش مدير إدارة البطولات التراثية في المركز، وإبراهيم عبدالرحيم مدير إدارة الفعاليات، إضافة إلى فاطمة عارف البناي مدير إذاعة الأولى والمكتب الإعلامي بمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.
وأكد بن دلموك أن مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث أنشئ ليعيد إحياء الموروث الوطني بكل أشكاله، وينظم الفعاليات الخاصة التي تبرز دور المركز العميق في المحافظة على الإرث الثقافي للدولة، وقال: «نولي في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث الموروث الوطني كل الاهتمام، وندأب دائماً على تعزيز هذا الجانب وتوثيق روابطه مع جيل الشباب، خصوصاً من خلال تنظيم عدد كبير من الأنشطة الثقافية والرياضات التراثية، والبطولات التراثية هي إعادة لإحياء ممارسات لطالما تربى عليها آباؤنا وأجدادنا، فالإبل كانت أحد مصادر الرزق التي لا تنضب لسكان شبه الجزيرة العربية، وتعلم الصبر والشجاعة، حتى إنهم قد تغنوا بها في أشعارهم، لذلك نحرص في المركز على تحفيز المواطنين على تربيتها والعناية بها». وأضاف «بتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، وتعزيزاً لرؤيته الرامية إلى الحفاظ على التراث الإماراتي من خلال الأنشطة والرياضات المتعددة، أطلقنا هذا الماراثون بالتزامن مع احتفالات اليوم الوطني». وتوجه بن دلموك بالشكر إلى نادي دبي لسباقات الهجن على شراكتهم في حمل راية هذا الحدث الذي ننظمه للمرة الأولى بالتعاون مع نادي دبي لسباقات الهجن، ونتمنى أن يحقق نسبة عالية من النجاح لنتمكن من وضعه على أجندة الأنشطة بالمركز في السنوات المقبلة. وقال علي سعيد بن سرود: «يتميز هذا السباق بطول مسافته، فعلى الرغم من قيام العديد من سباقات الهجن في عدد من إمارات الدوله، إلا أنها المرة الأولى التي يقام بهذه المسافة الطويلة، إذ تمتد مسافة مضمار السباق إلى نحو 50 كيلومتراً».
وتابع بن سرود: يأتي السباق ليدعم الجانب التراثي في علاقة المتسابقين بـ«المطية»، حيث يتميز بكون الراكب على الجمل أو الناقة هو صاحبها أو مربيها، وليس «الجوكي» أو الفارس الذي يمكنه امتطاء أي حصان، ما يجعل المنافسة أكثر حماساً. ويلعب التدريب دوراً كبيراً في هذا الماراثون، فضلاً عن فنيات وخبرة الراكب في توزيع جهد المطيّة وكيفية التعامل مع المسافة الطويلة ودراسة المنافسين ومسار السباق والحالة المناخية.
وقام المركز بتوسيع قاعدة المشاركة وإفساح المجال أمام الكثير من المواهب الواعدة، ففتح الباب أمام المشاركين المواطنين لمن أعمارهم من 18 فما فوق، ولهم خبرة في ركوب المطيّة للمشاركة في الماراثون من دون وجود سقف لعدد المشاركين. ويقام الماراثون على مدار يوم كامل في منطقة المرموم في دبي، وتنتظر الفائزين جوائز قيمة هي عبارة عن ثلاث سيارات فاخرة للمراكز الثلاثة الأولى، وجوائز نقدية من المركز الرابع حتى المركز الـ50.
شروط تراثية
«الشروط التراثية» هي التي ستحكم أولويات المشاركة في ماراثون الجمال، وفق المدير التنفيذي لنادي سباقات الهجن سعيد بن سرود، الذي أشار إلى أن شرط أن يكون مالك المطية الأصلي هو المتسابق نفسه، وعدم قبول مشاركة المتسابقين المحترفين الذين يمتطون ظهور هجن لا تعود لهم، هو القاعدة الرئيسة للشروط التراثية.
وتابع: «السباق الذي يوصف بأنه الأطول في تاريخ سباقات الهجن شاق، ومن الصعب أن يتحمله ويحقق فيه نتيجة إيجابية متسابق غريب على مطيته، فضلاً عن امتلاكه الخبرة اللازمة المعروفة عند الإماراتي الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بناقته».
وأضاف: «علاقة الإماراتي بناقته تحتوي تفاصيل كثيرة، من ضمنها معرفته لقدرة ناقته على التحمل، وتوزيع هذا الجهد على مدار السباق، الذي سيشكل إقامته تظاهرة غير مسبوقة في دبي، أدعو الجمهور إلى الاستمتاع بمتابعتها».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news