مهرجان الحرف ينطلق في سوق القطارة بالعين الخميس

«دار الزين» تحتفي بصناعات الأجداد

المهرجان تتخلله سلسلة من المسابقات والعروض والأنشطة التراثية. من المصدر

تنظم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، للسنة الثانية على التوالي، مهرجان الحرف والصناعات التقليدية في مدينة العين، خلال الفترة من 29 الجاري إلى السابع من نوفمبر المقبل، في سوق القطارة التراثي، تتخلله سلسلة من المسابقات والعروض والأنشطة التراثية.

يهدف المهرجان إلى تسليط الضوء على أهمية الحرف والصناعات التقليديّة في التراث الإماراتي، وتعزيز الجهود التي يقوم بها ممارسو هذه الحرف من أجل صونها وإحيائها وتعليمها للأجيال القادمة، باعتبارها مكوناً أساسياً للهوية الوطنية.

ترويج

يأتي افتتاح موسم القطارة التراثي، الذي يستمر لغاية مايو المقبل، وإقامة مهرجان الحرف والصناعات التقليدية تحت مظلة الاحتفاء والترويج لمدينة العين من خلال الحملة الترويجية «العين دار الزين» التي كانت قد أطلقتها الهيئة أخيراً.


كرم الضيافة الإماراتية

يستقبل المهرجان زواره على بساط كرم الضيافة الإماراتية، فهذه من أهم العادات التي يتوارثها الإماراتيون، إذ سيقدم لهم القهوة العربية، التمر، الحلوى والمأكولات الشعبية، التي تمنح الزوار فرصة لتجربة التقاليد المشتركة في تناولها، التي تجسد جوانب من الكرم العربي وقيم المجتمع الراسخة في عمق التراث الإماراتي.

وتركز المسابقات المصاحبة للمهرجان في «دار الزين مدينة العين» على إحياء مجموعة من الحرف التراثية التي كان لها دور وظيفي في الحياة القديمة، كما تشجع على الابتكار والمحافظة على الأصالة.

وقال مدير إدارة التراث المعنوي في الهيئة، الدكتور ناصر علي الحميري: «يشكل المهرجان فرصة لالتقاء كثيرين من الحرفيين والحرفيات الذين امتلكوا مهارات خاصة في ممارسة الحرف التي عرفها مجتمع الإمارات منذ القدم، وحافظوا عليها عبر الزمن، كما أنه محطة مهمة لدراسة واقع هذه الحرف وتحديد آفاق تطويرها، خصوصاً أن التراث برموزه الأصيلة يعد موجهاً ومنارة يُهتدى بها في تعزيز مشاعر الانتماء للوطن، ونحن في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة نطبق استراتيجية طموحة للمحافظة على الحرف والصناعات التقليدية والتراث بعناصره المتنوعة».

من جهته، قال رئيس قسم الحرف والمنتجات التقليدية في الهيئة، سعيد حمد الكعبي: «ابتكر أجدادنا مجموعة من الحرف اليدوية والصناعات التقليدية تلبية لاحتياجاتهم اليومية، وهي قطع فنية وأساليب تعبيرية لا تخلو من جمال وإبداع، غير أنها انحسرت تحت وطأة الصناعات الحديثة فائقة التطور، لذلك عملنا على تنظيم مجموعة من المسابقات التي تشجع على الحفاظ على مهارات الحرفيين، وتحفز المشاركين على الابتكار بما يتلاءم مع روح العصر». وأوضح أن هذه المسابقات تشتمل على الحرف اليدوية، واليولة، وإعداد القهوة العربية، والأكلات الشعبية، إلى جانب المسابقات الثقافية، وبعضها يُطرح للمرة الأولى لإبراز المواهب، وغرس روح التنافس بين الحرفيين.

وتنقسم مسابقة اليولة (من فنون الأداء الشعبي الشهيرة في الإمارات) إلى ثلاث فئات عمرية؛ الأولى من 15 - 20 سنة، والثانية من 10 - 14 سنة، والثالثة من 5 - 9 سنوات. وستقيّم لجنة تحكيم مختصة أداء كل مشارك وفقاً لمهاراته في مسايرة اللحن والتحكم في السلاح وتدويره والتحكم في قبضته. أما مسابقة إعداد القهوة العربية وفق الطريقة التقليدية، فقُسمت إلى أربع مجموعات؛ الأولى من 15 - 20 سنة، والثانية من 21 - 50 سنة، والثالثة من 51 سنة وما فوق، والرابعة للسيدات. وعلى المتسابقين الالتزام بالوقت المحدد لإعداد القهوة أمام لجنة التحكيم.

أما مسابقة الأكلات الشعبية فمخصصة للمشاركين فوق سن الـ15 عاماً، وتتضمن التسابق في إعداد تسعة أطباق شهيرة من المطبخ الإماراتي، تتوزع على أيام المهرجان، إذ خُصص لكل يوم تقديم طبق من أشهر المأكولات الشعبية، وهي: الهريس، والمحلى، والقرص، والعصيدة، والبلاليط، واللقيمات، والخبيص، وخبز الرقاق، وخبز وبيض.

يذكر أن جميع المشاركات في هذه المسابقات تستقبل يومياً من الخامسة إلى 10 مساءً في سوق القطارة التراثي في مدينة العين، ويُمنح الفائزون في المراكز الثلاثة الأولى من كل مسابقة جوائز قيّمة.

كما يحتضن المهرجان هذا العام معرض الحرف والصناعات التقليدية الذي يسهم في إبراز المواهب التي يمتلكها أصحاب الإبداعات والخبرات، تأكيداً لأهمية العمل على تسويق المنتجات المحلية التي تعكس ذوقاً فنياً وتراثاً غنياً.

ولأن المهرجان تاريخي توثيقي تعليمي يهدف إلى الحفاظ على هذه الحرف والصناعات ونقلها إلى الأجيال المقبلة، فسيتم تنظيم جولات لطلبة المدارس في أنحاء السوق، إلى جانب تنظيم ورش عمل تعليمية لطلبة المدارس في الفترة الصباحية، وتنظيم جولة لطلبة المرحلة الثانوية والجامعات في الفترة المسائية.

يعمل المهرجان على تسليط الضوء على الحرف والصناعات التقليديّة التي مارسها الأجداد من خلال ورش عمل متخصصة، ويُعَرّف بها من حيث المواد الخام المستخدمة لصناعتها، والآلات التقليديّة المستعملة لتحويلها إلى منتج، ومراحل الإنتاج التي تمر بها، وأساليب تسويقها كسلع تقليدية.

كما يشتمل المهرجان على سوق تراثي لممارسي الحرف والصناعات التقليدية، والأسر المنتجة للصناعات التقليدية، والجهات المتخصصة في بيع وتسويق المنتجات التقليدية، والهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية المعنية بالمحافظة على الحرف والصناعات التقليدية وإنتاجها وتطويرها، كما تشارك في السوق الجهات الممولة للمواد الخام المستخدمة في الحرف والصناعات التقليدية والمؤسسات المعنية بالترويج للصناعات التقليدية. وتأتي إقامة السوق الشعبي التراثي حرصاً من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة على دعم مشروعات الأسر المواطنة لتسويق منتجاتهم التي تتميز بأنها مصنوعة بأيدٍ إماراتية بالجودة والتطوير بما يناسب احتياجات السوق، وتفي برغبة جميع الأذواق من الجمهور وبأسعار مدروسة وفي متناول الجميع.

وسيتوافر في السوق العديد من المنتجات المتنوعة، منها «تراثيات، عسل، أكلات شعبية، تمر، أدوات الصقور، معدات التخييم، حلوى».

تويتر