دشن وخالد الفيصل فعاليات الدورة الـ 34 لـ «الشارقة للكتاب»

سلطان: التحزّب خطر علــى ثقافتنا

صورة

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن بعض المثقفين والمبدعين العرب أخذوا أسلوب الصمت في ظل ما يواجهه العالم العربي من صراعات فكرية بدلاً من توعية المجتمع ونشر العلم والثقافة، داعياً إياهم إلى المشاركة بدور فعال ومؤثر في هذا الوقت الحرج الذي يمر على الوطن العربي.

وحذر من أخطر ما يمر على الثقافة العربية، وهو أخذ البعض إياها تحزباً من خلال مزج الأفكار السياسية الموجهة بالثقافة النقية الصافية، وإدخال أفكار ظلامية ممزوجة بمغالطات فكرية ودينية لأغراض حزبية.

جاء ذلك، خلال الكلمة التي ألقاها صاحب السمو حاكم الشارقة، صباح أمس، بحضور الأمير الشاعر خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، وسمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي، نائب حاكم الشارقة، في انطلاق فعاليات الدورة الـ34 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، التي تقام فعالياته في مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة 1546 دار نشر من 64 دولة من كل أنحاء العالم.

«سيرة مدينة»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/11/8ae6c6c5502ee51c0150d3a0741b237f.jpg

دشن صاحب السمو حاكم الشارقة كتابه الجديد «سيرة مدينة»، الذي يسرد من خلاله قصة مدينة الشارقة خلال فترة الاحتلال البريطاني للمنطقة وما شهدته من تقلبات سياسية. وقدم أول نسخة من كتابه الجديد سيرة مدينة إلى الأمير خالد الفيصل، ليقوم بعدها بجولة في أروقة المعرض، زار فيها جناح السعودية واطلع على أحدث الإصدارات والكتب واللوحات التي يضمها الجناح ويرصد الحركة الثقافية والأدبية في المملكة. كما عرج سموه على عدد من الأجنحة المشاركة في المعرض.

واستهل سموه كلمته بالترحيب بضيف الإمارة والشخصية الثقافية المكرمة الأمير خالد الفيصل، قائلاً «يشرف هذا المعرض تكريم قامة كبيرة، غنية عن التعريف، ولا أستطيع أن اقول بها مدحاً، لأن مديحي مجروح، لأننا نحبه في الله، وفي الثقافة ونحبه لأنه أمير مكة شرفها الله».

وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة، إلى أن الإمارة أسهمت في دعم الثقافة والمثقفين العرب، وإقامة العديد من المؤتمرات، منها مؤتمر الناشرين العرب الثالث الذي اختتم في الشارقة أخيراً، وتعد مثل هذه الملتقيات ذات أهمية كبيرة في ظل الظروف التي يمر بها الوطن العربي.

وأشاد بجهود كريمته الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي الرئيس والمؤسس الفخري لجمعية الناشرين الإماراتيين، وإسهاماتها في دعم وتطوير الناشرين العرب والوصول بالنشر العربي إلى العالمية، ما شجع الكثير من الدول العربية على الرغبة في الانضمام للاتحاد الدولي للناشرين.

وبين صاحب السمو حاكم الشارقة ضرورة العمل الجماعي للوصول بالثقافة العربية والتعريف بها في المحافل الدولية ولا يكون ذلك إلا بالحوار الهادئ والبعيد كل البعد عن المغالاة.

أمّا عن أهمية الكتاب ودوره المهم في توعية المجتمعات ورقيها وضرورة نشره وتسهيل وصوله للأفراد، فقال سموه «نحن اليوم في حضرة الكتاب، وهناك الكثير من الكتب التي تتعارض في أفكارها مع مبادئ الإسلام والثقافة العربية، فأسسنا مدينة الشارقة للكتاب وتحوي منطقة حرة يجلب إليها كل الكتب ولا تخرج إلا بموافقة الجهات الرسمية التي تصحح الأخطاء التي بها لجعلها مقبولة»، مشيراً إلى أن معرض الشارقة للكتاب يسمح بكل الكتب إلا التي تتضمن تطاولاً على ذات أو شخصيات أو مبادئ دينية.

ودعا في كلمته المثقفين العرب إلى مؤتمر يسمى «المؤتمر الديمقراطي الثقافي العربي» يجتمع فيه الجميع بكل التيارات للتفكير في مصلحة الثقافة العربية، حتى تكون أداة قوية لتوعية العقول من الأفكار الظلامية، ومن خلال هذا المؤتمر بالإمكان الخروج بميثاق يوقع عليه الجميع.

وقدم مكرمة سخية بـ 2.5 مليون درهم لدعم شراء كتب من دور النشر المشاركة في الدورة 34 من المعرض، إسهاماً من سموه في دعم صناعة الكتاب والاستثمار في التنمية الفكرية والبشرية للأفراد.

وأطلقت هيئة الشارقة للكتاب خلال افتتاح المعرض «جائزة الشارقة للترجمة»، التي تمنح للكتب المترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، وتبلغ قيمة الجائزة التي تنظم بالتعاون مع طيران العربية، مليوني درهم.

توثيق للإنجازات

مع بداية مراسم حفل افتتاح المعرض، الذي قدمه الإعلامي محمد خلف، شاهد الحضور فيلماً وثائقياً يوثق لأبرز الإنجازات والمبادرات والمشروعات الثقافية التي قدمتها الشارقة إلى العالم، بما في ذلك معرض الشارقة الدولي للكتاب، ثم كلمة رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، التي أكد فيها أن المعرض يعكس رؤية وتوجهات إمارة عربية، وحاكم عربي أراد للثقافة والكتاب أن يكونا هما السلاح والمصباح، للتقدم والمستقبل، وللحوار والسلام والتعايش.

وأضاف «بما أننا في حضرة الكتاب، دعوني أسرد لكم حكاية.. حكاية مدينة تكونت ملامحها الأولى برؤية طفل، دفعه فضوله وشغفه للتعرف والاستكشاف، أن يتوقف عند مكتبة في ركن بيتهم، فوقعت عيناه على أحد الكتب، فتحه وتصفحه، شده سحر الكلمات، تابع القراءة إلى أن لمحه والده، فقال له: ماذا قرأت في ذلك الكتاب؟ فجلس الطفل على الأرض وبدأ يسرد لوالده ما قرأ، وفي تلك الأثناء طلب منه والده أن يصعد ويجلس بجانبه ليكمل معه الحديث. ومنذ تلك اللحظة، وذلك الصعود، أيقن الطفل بأن الكتاب والقراءة ترتقي بالإنسان وتسمو به». وتابع: «شاءت الأقدار أن يكون لذلك الطفل شأن ومنصب بين أهله وشعبه، فأراد لهم ما أراده لنفسه، وما أصبح إيماناً مطلقاً، وحقيقة واضحة لديه، بأن الكتاب هو سبيل الأمم والشعوب للرقي والتقدم. تلك المدينة أنتم فيها الآن، الشارقة، وذلك الطفل، نحن في حضرته الآن، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي».

«اتصالات لكتاب الطفل»

كرّم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، خلال حفل افتتاح الدورة الـ34 لمعرض الشارقة للكتاب، يرافقه الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات)، المهندس صالح عبدالله العبدولي، ومستشار الرئيس التنفيذي مدير عام «اتصالات»، عبدالعزيز تريم، الفائزين بجائزة اتصالات لكتاب الطفل في دورتها السابعة:

- كتاب العام للطفل (للفئة العمرية من 0-12 عاماً): «بغلة القاضي»، شفيق مهدي، رسوم طيبة عبدالله، دار البراق لثقافة الطفل في العراق.

- كتاب العام لليافعين (للفئة العمرية من 13-18 عاماً): «الخروج من الفقاعة» د. إبراهيم شلبي، دار البلسم في مصر.

- أفضل نص: «أنا وماه» تأليف ورسوم ابتهاج الحارثي، بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر.

- أفضل رسوم: «نور تهرب من القصة»، عبير علي الكلباني، رسوم جلنار حاجو، دار الأصابع الذهبية في سورية.

- أفضل إخراج: «بغلة القاضي».

العرب يستحقون الفرصة الجديدة

ألقى الأمير الشاعر خالد الفيصل، كلمة الشخصية الثقافية للدورة الـ34 من المعرض، التي استحقها تقديراً لإسهاماته الثقافية والخيرية والإنسانية، وسعيه إلى ترسيخ الوسطية والاعتدال، وتشجيعه للحوار والتفاعل مع الثقافات المختلفة.

وقال الفيصل: «لكل أمر من الله سلطان، وسلطان الثقافة قاسمي، ولكل أمل في الحياة بارقة، وبارقة الآمال شارقة، فاقترن الأمر بالأمل في سلطان الشارقة. شكراً لك أيها الشيخ المثقف باسم كل من ترنم وألف، باسم الكتاب والديوان والقافية والأشجان والمعاني الحسان، شكراً لكل من رشح واختار وفكر ونظم وأدار، وتحية لكل من حرك الحرف إبداعاً، وأضاف لثقافة الإنسان إشعاعاً، وعزف على وتر الكلام إمتاعاً». وأضاف «أيها القيادات العربية الرشيدة، أطفئوا نار الفتنة الزهيدة، وارفعوا شعلة المعرفة المجيدة، فالعرب يستحقون الفرصة الجديدة. عاشت السعودية والإمارات، رمزاً للشعوب والقيادات».

تكريم الفائزين

كرم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الفائزين بجوائز معرض الشارقة الدولي للكتاب 2015:

- جائزة شخصية العام الثقافية: الأمير الشاعر خالد الفيصل.

- أفضل دار نشر عربية: دار الجندي من فلسطين، وتسلّمها مدير الدار، سمير الجندي.

- أفضل دار نشر أجنبية: National Book Trust من الهند.

- أفضل كتاب إماراتي لمؤلف إماراتي في مجال الإبداع: حارب الظاهري عن روايته «الصعود إلى السماء».

- أفضل كتاب إماراتي - في مجال الدراسات: د. إبراهيم عبدالله غلوم عن كتابه «مسرح القضية الأصلية – البنية الفكرية في مسرح الدكتور سلطان بن محمد القاسمي».

- أفضل كتاب إماراتي - مترجم عن الإمارات: كتاب «الفن في الإمارات» من إعداد وتأليف: مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون.

- أفضل كتاب إماراتي - مطبوع عن الإمارات: أبو الريش عن كتابه «الغربية طائر بثمانية أجنحة».

- أفضل كتاب عربي - في مجال الرواية: زياد أحمد محافظة عن روايته «نزلاء العتمة».

- أفضل كتاب أجنبي - خيالي: ثريا خان عن روايتها «City of Spies».

- أفضل كتاب أجنبي - واقعي: غيلين غرينوالد عن كتابه «No Place To Hide».

ثم تفضل سموه بتكريم رعاة الدورة الـ34 من المعرض، وتسليمهم الدروع التذكارية، وهم: مؤسسة الشارقة للإعلام، الراعي الإعلامي، ومؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات)، الراعي الرسمي، ومبادرة حمدان بن محمد للمعرفة الوطنية، الراعي البلاتيني، وقناة العربية، الشريك الاستراتيجي، ومركز إكسبو الشارقة، الشريك الاستراتيجي، والعربية للطيران، الشريك الاستراتيجي، ودار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، الراعي الصحافي.

تويتر