الحكواتي نمر سلمون يروي حكاياته ويدهش الجمهور

تفاعل جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب الرابع والثلاثين مع الحكواتي والأكاديمي الدكتور نمر سلمون، السوري الأصل، القادم من إسبانيا حاملاً معه الكثير من الحكايات القادرة على جذب الجمهور وتحفيزه، للتفاعل مع الحكايات والحكواتي، بل يصبحوا جزءاً أساسياً مشاركاً في تلك الحكايات.

لا يحتاج سلمون إلى مكبر صوت أو ميكرفون، فصوته يصل بسهولة ووضوح وقوة إلى كافة المستعمين والمتابيعن، مهما كان حجم القاعة التي يتواجد فيها، ويحرص على أن يتفاعل مع جمهوره من دون تلك المكبرات، فهو لا يثبت في مكان، وفي حركة مستمرة طوال تفاعله أمام الجمهور، لحظة تجده أمامك، وبعدها بقليل يتحرك بخفة وحيوية إلى مكان آخر، ومرة هنا، ومرة هناك، لكنك لا تملك سوى متابعته والتركيز والتفاعل معه.

خلال روايته لأي حكاية يكون مُركزاً مع الجمهور، وهو يروي حكاية ما، يقطعها ليعلق على هذا المشاهد أو ذاك، ويبدو الكلام وكأنه جزء من الحكاية، هكذا هو في كل مكان، عندما يكون حكواتياً يدخل عالمه الخاص، ويبدأ بالرواية تليها الرواية والحكاية تليها الحكاية، ولا يترك فرصة إلا ويعمل على أن يكون الجمهور جزءاً من رواياتها، ومشاركاً فيها.

هكذا كان في ملتقى الكتاب، وهكذا أدهش الجمهور الذي طالبه بالمزيد من تلك الحكايات التي مزج فيها بين الخاص والعام والتاريخ بالخيال بالأسطورة في "كوكتيل" مدهش وساحر. ففي حكاياته ما هو خاص وشخصي وفردي لكنه مختلط ومبني على ما هو عام وتاريخي، فيدخل المزيد من الدهشة والجاذبية إلى حكاياته.

روى العديد من الحكايات، وبدأ بالحديث عن زياد:
كان اسمه زياد
يموت كل لحظة
بحثاً عن الحياة
لم يهجر البلاد
بل نام في أحضانها
واستمرأ الرقاد كان اسمه زياد

صار اسمه شهيد...
ثم غنى:
يا أمي يا أمي
لا تحملي همي
ما عاد عندي هموم
لا حزن ولا وجوم......

ثم وزع على الجمهور بعض قصاصات أوراق، كل قصاصة فيها عنوان حكاية، وبدأ بحكايته... الحلم الجميل، ومن ثم طلب من كل حامل قصاصة ورق رواية حكايته إن أراد، وهو ما كان من البعض، وبعدها تابع حكاياته، من "كرنيبة" التي ما عادت تحتمل اسمها وتبحث عن بائع الأسماء كي تشتري منه اسماً جديداً لها، إلى "النملة والريح"، وذلك الصراع بينهما، إلى حكاية "فال خير"، وارتباطها بالقهوة، وغيرها من القصص والحكايات التي أدهشت الجمهور الذي تفاعل معها بشكل ملفت.
 

تويتر