عبيد المزروعي: الفعاليات تعكس عراقة الإمارات والاهتمام بصون التراث

مهرجان الظفرة ينطلق بمزاينة بينونة للإبل

المهرجان تحوّل إلى حدث إقليمي وعالمي كبير ويشتمل على 15 مسابقة تراثية. من المصدر.

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تنطلق اليوم فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الظفرة، الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، ويستمر حتى 30 ديسمبر الجاري، في مدينة زايد بالمنطقة الغربية بإمارة أبوظبي.

السوق التراثي الدائم

تشهد الدورة الجديدة لمهرجان الظفرة انتهاء المرحلة الأولى من مشروع السوق الشعبي التراثي الدائم للمهرجان، بالتعاون مع شركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية المحدودة (أدكو)، والتي بدورها تعد من أهم الجهات الداعمة للمهرجان. ويضم السوق بعد اكتماله 200 محل، وتبلغ مساحته الإجمالية ما يقارب 48 ألف متر مربع، وتم إنشاؤه قرب المنصّة الرئيسة لمزاينة الإبل.

مسابقة «أجمل مُخيّم»

للمرّة الأولى، خلال هذه الدورة من المهرجان، تنطلق مسابقة «أجمل مُخيّم للمُشاركين»، تشجيعاً لآلاف المُشاركين في مزاينة الإبل على تطوير مخيماتهم (عزبهم)، بما يتناسب وأهمية الحدث، واستقبال ضيوف المهرجان في أبهى وأجمل حلة، حيث أنهت اللجنة العليا المنظمة أعمال البنية التحتية، والخدمات اللوجستية المتنوعة للمُشاركين، خصوصاً مع الاحتفالات التي تُقام عادة بشكل يومي.

وعقدت اللجنة العليا المنظمة، صباح أمس بأبوظبي، مؤتمراً صحافياً للكشف عن فعاليات وتفاصيل الدورة الجديدة من المهرجان الذي تحوّل إلى حدث إقليمي وعالمي كبير، ويشتمل على 15 مسابقة تراثية، بحضور مدير الفعاليات التراثية في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، عبيد خلفان المزروعي، ومدير مزاينة الإبل في مهرجان الظفرة، محمد بن عاضد المهيري.

وأكد المزروعي أنّ «هذا الحدث، الذي يُقام دوماً وسط اهتمام إقليمي وعالمي، يعكس عراقة الإمارات واهتمام أبوظبي بصون تراثها، خصوصاً أن الإبل والصقور والخيول والصناعات اليدوية والتمور، تشكل جميعها مفردات أساسية في تراثنا الثقافي، الذي نعتز ونفخر به». وقال «نلتقي اليوم لنسجل انطلاقة ناجحة أخرى لمهرجان الظفرة الذي أصبح كرنفالاً تراثياً لافتاً، ليس لتراث أبوظبي ودولة الإمارات وحسب ولكن للمنطقة ككل. ومن خلال هذا التراث لا نستعيد تراث الآباء والأجداد فقط، بل نؤسس لعصرنا الراهن ومستقبلنا الزاهر، وهذا التواصل بين الماضي والحاضر هو سر النجاح».

وأشار المزروعي إلى أنّه، منذ انطلاقة أول موسم لمهرجان الظفرة، استطاع هذا الحدث أن يسرد تاريخ الإمارات، وأن يُبرز مدى تلاحم ماضيه العريق مع حاضره المجيد، وذلك من خلال طرح العديد من المسابقات التراثية والفعاليات المتميزة، مؤكداً أنّ «تراث الإمارات هو اليوم والأمس والغد، وهذا بحد ذاته يعتبر أجمل ما يُضاف إلى مكانة التراث الثقافي لدولة الإمارات على الصعيد العالمي».

وأضاف «أثبت المهرجان جدارته، بوصفه محطة تعريفية ومنصّة تراثية، شكلت فرصة حقيقية لتعريف الأجيال الحالية والقادمة بأسس النهضة التي ارتكزت إليها دولة الإمارات، للوصول إلى ما هي عليه اليوم من تطور وتقدم، كما يعتبر المهرجان عاملاً مُهمّاً للإسهام في إنعاش الحياة الاقتصادية بشكل واضح وكبير، على مستوى المنطقة الغربية». وأوضح أن المهرجان أسهم في التعريف بالمنطقة الغربية على نطاق عالمي واسع، مع انطلاق الدورة الأولى في عام 2008، خصوصاً مع الاهتمام الكبير من قبل المؤسسات الإعلامية، التي أشادت بدور المهرجان في تطبيق الاستراتيجية الثقافية لأبوظبي وبجهود صون التراث، ووصفته بأنّه أكبر مهرجان لحياة البداوة في العالم، حيث تتحوّل منطقة الظفرة عند أبواب الربع الخالي إلى مقصد لقوافل الإبل والمشاركين من دول الخليج العربي.

وأكد المزروعي أن «هذا النجاح، وهذه الإنجازات، تأتي في إطار سعي القيادة الرشيدة لأن تجعل من المنطقة الغربية مقصداً ثقافياً وسياحياً على المستوى العالمي، وإلى تثبيت مكانتها على الخارطة الاقتصادية المحلية والإقليمية، بالإضافة إلى تعزيز البنية التحتية وتطوير الإمكانيات البشرية». وذكر أنّ مهرجان الظفرة، الذي تنظمه أبوظبي سنوياً منذ عام 2008، يهدف إلى استدامة عادات وتقاليد المنطقة وحياة البداوة، عبر مجموعة من المسابقات والفعاليات التراثية الفريدة من نوعها. والمهرجان بفضل ما يلقاه من دعم ومتابعة مستمرة من القيادة الرشيدة يكتسي في كل دورة حلة جديدة.

ويشتمل المهرجان، الذي ينطلق في شكله ومضمونه من الروح البدوية الأصيلة، على 15 مسابقة وفعالية تراثية في دورته الجديدة بمجموع جوائز يفوق 50 مليون درهم، وهي: مزاينة «بينونة» للإبل، مزاينة «الظفرة» للإبل (فئتا الأصايل والمجاهيم)، سباق الإبل التراثي، مسابقة المحالب، سباق الخيول العربية الأصيلة، مسابقات الصيد بالصقور، سباق السلوقي العربي التراثي، مسابقة التصوير الفوتوغرافي، مزاينة التمور وطرق تغليفها، السوق التراثي والحرف اليدوية، قرية الطفل، مسابقة اللبن الحامض، مزاينة غنم النعيم، مسابقة السيارات الكلاسيكية، ومسابقة أجمل مخيم للمشاركين.

وقامت اللجنة العليا المنظمة بضم «مزاينة بينونة للإبل» ضمن فعاليات مهرجان الظفرة، لينطلق بها الحدث، اليوم، بمشاركة ملاك الإبل من أبناء دولة الإمارات حصراً، وصولاً إلى مزاينة الظفرة التي تفتح باب المشاركة لجميع ملاك الإبل من دول مجلس التعاون ودول أخرى.

وتطرح فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان في قالب تشويقي ترفيهي، تعليمي يُكرّس نظرة واقعية ودقيقة للحياة في دولة الإمارات خلال مئات السنين، ويتضمن الكثير من الأنشطة والمسابقات الشيقة لأفراد العائلة، أهمها «قرية الطفل».

وأكد عبيد المزروعي أنّ «مهرجان الظفرة يمثل خطوة مهمة للحفاظ على تراثنا العريق، واللجنة العليا المنظمة للمهرجان كرّست جهودها لتكون النسخة الحالية من المهرجان استثنائية بكل المقاييس، ومليئة بالفعاليات التراثية المناسبة لجميع شرائح المجتمع».

وكشف محمد بن عاضد المهيري عن انطلاق فعاليات المهرجان، بدءاً من صباح اليوم بمزاينة بينونة للإبل لمدة خمسة أيام، والتي تتضمن 38 شوطاً للمحليات الأصايل والمجاهيم، علماً بأنّ المُشاركة بها خاصة بملاك الإبل من أبناء دولة الإمارات حصراً. أما فعاليات مزاينة الظفرة للإبل فتقام من 19 حتى 30 ديسمبر الجاري، وتتكون من 72 شوطاً للمحليات الأصايل والمجاهيم، والمُشاركة فيها مفتوحة لكل ملاك الإبل من دول مجلس التعاون الخليجي، ومن يرغب من دول أخرى.

تويتر