أكد أن الفن لغة عالمية تعزز السلام بين الشعوب

إصابة ملاعب تـغير مجرى حياة الفنان حبيب غلـوم

صورة

لعبت المصادفة دوراً مهماً في تغيير مسار مدير إدارة الأنشطة الثقافية والمجتمعية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الدكتور حبيب غلوم حسين العطار، من نجومية الساحرة المستديرة التي احترفها في الصغر، إلى مجال التمثيل والفن.

أهم أعمال حبيب غلوم

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/12/407457.jpg

شارك مدير إدارة الأنشطة الثقافية والمجتمعية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الدكتور حبيب غلوم حسين العطار، في عدد كبير من الأعمال المسرحية منها «واقدساه»، و«المهرجون»، و«الخوف»، و«الطوفة»، و«حكاية لم تروها شهرزاد»، و«ما كان لأحمد بنت سليمان»، كما شارك في العديد من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية ممثلاً ومخرجاً، وأشرف على عدد من الدورات المسرحية التدريبية مشرفاً ومحاضراً.

وأخرج أعمالاً مسرحية عدة، من أهمها «المنديل»، و«المصير»، و«أغنية الأخرس»، و«لحظات منسية»، و«الأغنية الأخيرة»، وأوبريت «الله يا وطن»، و«عايشة»، و«ثلاث صرخات»، و«المهاجر»، وأسهم في معظم المهرجانات المسرحية والملتقيات الثقافية داخل الإمارات وخارجها، ممثلاً، ومؤلفاً، ومخرجاً، ومحاضراً، وعضو لجان التحكيم، وضيف شرف، مثل ندوة «المسرح العربي والشكل التجريبي» ومهرجان القاهرة للمسرح التجريبي، ومحاضرة عن «واقع الحركة المسرحية في الخليج العربي» في جامعة مانشستر ببريطانيا 1998، وندوة «دور مدير الخشبة ومساعد المخرج في العمل المسرحي» بمسرح دبي الأهلي في دبي 1999، وندوات أيام الشارقة المسرحية في جميع دوراتها، من الدورة السادسة 1994 وحتى العاشرة 1999، محاضراً ومناقشاً، والشارقة ومؤتمر «المرأة في المسرح العربي»، ومهرجان سوسة 1999، وندوة «تحديات القرن العشرين في ظل العولمة»، كما ألقى محاضرة عن «كيفية النهوض بالحركة المسرحية المحلية»، ومحاضرة عن «تأثير المتغيرات الاقتصادية على المسرح الخليجي».

وقدم دورات مسرحية تأسيسية عدة، من عام 1988 حتى 1991، على المسرح القومي للشباب في دبي مشرفاً ومحاضراً، ودورة تأهيل الكوادر المسرحية الأولى في مسرح الفجيرة القومي، ودورة تأهيلية لمنشطي المسرح المدرسي في منطقة رأس الخيمة التعليمية، ودورة في دراما تورغ الممثل في الشارقة، ودورة في التصنيف الدولي للمواصفات، بالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في أبوظبي.

ففي الوقت الذي كان يحلم بالعالمية في مجال كرة القدم، تعرض لإصابة ملاعب أجبرته على الاعتزال، ليتحول بعدها إلى الفن ويصبح من أشهر الفنانين الإماراتيين، ويرى أن الفن لغة عالمية تعزز فرص السلام بين الشعوب.

وقال حبيب غلوم لـ«الإمارات اليوم» إنه ولد في فريج السوق القديم، في قلب رأس الخيمة، الذي ينبض بالحياة، وكان الناس آنذاك مترابطين محبين للحياة، موجودين دائماً في الأفراح، وحاضرين في أوقات الشدائد، لافتاً إلى أنه كان الابن الثاني بين سبعة أشقاء (خمسة أولاد وبنتان)، وكان والده معروفاً، متخصصاً في علاج الأهالي من الأمراض بالوصفات الشعبية، وكان معروفاً باسم الدكتور المعالج الوحيد بإمارة رأس الخيمة في ذلك الوقت.

وأضاف أن عشقه لكرة القدم بدأ منذ نعومة أظافره، عندما كان يلعب كرة القدم في الحارة، مع أقرانه وأخيه الأكبر الذي كان يجيد فنون كرة القدم، ما جعله يتأهل في ما بعد للانضمام إلى نادي رأس الخيمة، وعندما لمع نجمه التحق بمنتخب رأس الخيمة، ثم تم اختياره للمشاركة ضمن منتخب شباب الإمارات، أول منتخب شكل في الدولة، وأجاد فيه لعب الكرة، وبزغ نجمه في عالم الساحرة المستديرة.

وتابع حبيب غلوم أنه كان يحلم وقتها بالعالمية في عالم كرة القدم، إلا أن الأقدار كانت تخفي له طريقاً آخر، بدأ عندما تعرض لإصابة شديدة أدت إلى إجراء عملية جراحية لإزالة الغضروف، واعتزل كرة القدم التي عشقها وهجر الملاعب، وركز على دراسته، وشارك في الإذاعة المدرسية وشكّل فريقاً تحت مسمى «فريق الإذاعة المدرسة»، واقترح عليه زملاؤه الذين كانوا أعضاء في مسرح صقر رشود (مسرح رأس الخيمة الوطني حالياً)، الانضمام إليهم في بروفات التمثيل في المسرح.

وأضاف أنه دخل إلى المسرح أول مرة مستنداً على عكازه، وبعد الانتهاء من عرض المسرحية وجد نفسه مشدوداً إلى هذا العالم، وعشق التمثيل والمسرح، وصادف في ذلك الوقت وجود مشروع كبير في المنطقة التعليمية، لعمل أوبريت «واقدساه» عام 1979، بمشاركة موجهي اللغة العربية في رأس الخيمة، وكانوا يبحثون عن طلاب للمشاركة في العمل، وبحكم اشتراكه في الإذاعة المدرسية وقع الاختيار عليه من قبل المخرج المصري، مجدي كامل، والمخرج البحريني، خليفة العريفي، ليكون أول عمل فني يشارك فيه.

وأشار إلى أنه وجد نفسه في المسرح والفن، وقرر ألا يكتفي بهذا القدر، وقرر دراسة الفن بشكل أكاديمي في الكويت، وتخرج حاملاً درجة البكالوريوس في التمثيل والإخراج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1987، وبعدها عاد إلى الدولة ليعمل في وزارة الثقافة والشباب، وبعد ثلاث سنوات انتقل إلى القاهرة لدراسة دبلوم الدراسات العليا في الإخراج الدرامي من أكاديمية الفنون عام 1993، ثم أكمل الماجستير في علوم المسرح، وتخرج بتقدير «امتياز»، وحصل على درجة الدكتوراه في الأدب المسرحي من جامعة مانشستر ببريطانيا عام 1999.

وعن حياته الاجتماعية، يقول غلوم إنه أب لأربعة أبناء، أكبرهم (يوسف) يدرس حالياً في باريس، تخصص استشاري قسطرة قلب (29 عاماً)، و(خالد) أستاذ في كليات التقنية العليا (27 عاماً)، و(فاطمة) سنة ثالثة في كليات التقنية العليا تخصص أدب انجليزي، وأصغرهم (نورة) في الثانوية العامة، لافتاً إلى أنه أب متسامح يحرص على تخصيص وقته بالكامل، خصوصاً في العطلة الأسبوعية، لأبنائه وزوجته، لافتاً إلى أنه صديق جيد لأولاده، ولا يفرق في المعاملة بين البنات والأولاد.

وأكد أنه تلقى دعماً كبيراً من خاله العميد المتقاعد، طالب حسين، والمخرجين مجدي كامل، وخليفة العريفي، في شتى المجالات الاجتماعية والعملية، من خلال زرع روح التحدي في نفسه، ودفعه لاستكمال دراسته الجامعية والعليا حتى حصوله على درجة الدكتوراه.

وأوضح غلوم أن المسرح والسينما لايزالان يعتمدان على الجهود الشخصية، مقارنة بفني الغناء وتمثيل المسلسلات، اللذين حظيا بحيز كبير من الدعم والاهتمام، بينما لايزال فنا المسرح والسينما يحاولان شق طريقهما بصعوبة، لافتاً إلى أن المبدعين فيه يعتمدون على أنفسهم، مؤكداً أن هناك غياباً للمؤسسات المعنية في الدولة في دعم هذا الجانب، سواء الحكومية والخاصة، في دعم الحركة الفنية.

وطالب الجهات المعنية بوضع الثقافة والفنون ضمن التنمية الإدارية والاجتماعية في الدولة، لكي تنهض وتجد من يدعمها.

ويشغل غلوم مناصب عدة، منها مدير مهرجان الطفل، ومدير مهرجان المسرح الجامعي، ومدير مهرجان المسرح الخليجي، والمنسق العام لبرنامج «صيف بلادي»، وأمين سر جمعية المسرحيين، ونائب رئيس مجلس إدارة مسرح الشباب للفنون، وشارك في معظم المهرجانات المسرحية، والملتقيات الثقافية، داخل الدولة وخارجها، ممثلاً ومؤلفاً ومخرجاً وعضو لجان تحكيم وضيف شرف.

ويهوى رياضة كرة القدم والبولينغ والبلياردو، كما يعشق القراءة التي يؤمن بأهميتها في تغذية الروح والعقل والوجدان، ويؤمن بأن المجتمعات في العالم تبنى وترتقي بالثقافة، ويرى أن الثقافة تؤسس هوية وتراث الإنسان في شتى المجالات الاجتماعية والعملية والإنسانية.

تويتر