مأساة اللاجئين حضرت على «شاطئ الراحة»

خميس الكتبي أول إماراتي يتأهل في «شاعر المليون»

صورة

في أول تطبيق للتغيرات التي استحدثتها إدارة «شاعر المليون» هذا العام، قررت لجنة تحكيم المسابقة تأهيل ثلاثة من الشعراء المتنافسين في الحلقة الثانية من البرنامج، التي أذيعت مساء أول من أمس، بعد حصولهم على أعلى درجات من اللجنة، بدلا من تأهيل اثنين فقط من الشعراء كما كان متبعاً في السابق. والشعراء المتأهلون هم: السعودي خزّام بن سيف السهلي، والإماراتي خميس بليشة عبيد الكتبي، والأردني بلال محمد الماضي العيسى. بينما تأهل الشاعران طلال سلطان الشامسي من سلطنة عمان، وسعد سعيد بتّال السبيعي من الكويت بعد حصولهما على أعلى نسبة من تصويت الجمهور بين شعراء الحلقة الماضية.

5 دول

من المقرر أن تجمع الحلقة المقبلة شعراء من خمس دول، هم: أحمد خالد بن جوفان العجمي، وراجح نواف الحميداني من الكويت، وحامد علوي أحمد الهاشمي من الإمارات، وسيف بن سعيد محمد الريسي من سلطنة عمان، وصالح جار الله آل كحله المري، وعبدالرحمن رده عقاب المالكي، وظاهر خالد الملغومي الظفيري من السعودية، وصهيب محمد المعايطة من الأردن.

وتقضي آلية التأهل في المرحلة الأولى من مسابقة «شاعر المليون» هذا العام بأنه في كل حلقة من الحلقات الست الأولى يتم اختيار شاعر أو اثنين أو ثلاثة خلال الحلقة من قبل لجنة التحكيم المكونة من د.غسان الحسن، والكاتب والناقد حمد السعيد، والأستاذ سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، وكي يكتمل النِصاب، وهو أربعة شعراء من كل حلقة، يقوم الجمهور بالتصويت خلال أسبوع كامل لمصلحة ثلاثة شعراء، أو شاعرين، أو شاعر واحد فقط. وهذا مرهون طبعاً بعدد من تؤهله اللجنة على الهواء مباشرة.

تنوعت موضوعات القصائد التي ألقاها الشعراء الثمانية الذين شاركوا في الحلقة وهم: خزّام بن سيف السهلي، ومعيوف مبارك معيوف الدوسري، ومنيف سعيد الحصان الشهراني من السعودية، وخميس بليشة عبيد الكتبي من الإمارات، ومن الأردن بلال محمد الماضي العيسى، ومن الكويت محمد راشد جابر فرحان الضويلي، ونايف عوض بن مطيع العازمي، إلى جانب فهد بن سهل المري من قطر، الذي قدم نصاً لامس فيه مشهداً إنسانياً موجعاً من مشاهد الواقع العربي حاليا، تناول فيه قضية اللجوء واللاجئين، مركزاً على الموت السوري اليومي في البر والبحر، وعن قسوة المشهد حين يلفظ البحر أجساد الغرقى الذين كانوا يحلمون يوماً بالوصول إلى شاطئ ما. وفي تعليقه على النص؛ أشار سلطان العميمي إلى تميز النص بموضوعه وشاعريته وإنسانيته، معتبراً أن الشاعر بلغ في النص درجة كبيرة من العمق الشعري حين انطلق إلى قضية إنسانية من دون أن يكون تقريرياً في الكتابة عنها، وذلك هو الشعر الحقيقي والإنساني.

القضية نفسها لامسها الشاعر بلال محمد الماضي العيسى ولكن من جهة أخرى؛ فتحدث عن وطنه الأردن، ورأى د.غسان الحسن في القصيدة وجود ثلاثة شخوص في النص، الشخص الأول هو الشاعر، والثاني هو الأردن، والثالث هو اللاجئ الذي وصل إلى الأردن طالباً الاستراحة والأمان، وفي ذلك وفاء من الأردن للجار، وإنسانية وصبر، منذ عام 1948 حتى اليوم.

واختار الشاعر الإماراتي خميس بليشة عبيد الكتبي الوطن ومفاخره موضوعاً لقصيدته التي تميزت ببناء متقن، وبسلاسة واضحة في التنقل بين أفكارها، إلى جانب اعتماد الشاعر على المحسنات البديعية سواء من خلال الجناس الكامل أو الناقص، بحسب سلطان العميمي. ولم يبتعد الشاعر معيوف الدوسري كثيراً، معلناً في قصيدته ان دور الشاعر في الأزمات هو الوقوف إلى صف أمته، ونظم شعر وطني، وصنف حمد السعيد القصيدة ضمن مدرسة السهل الممتنع التي يعد السعيد من أنصارها.

ورغم اختيار الشاعر خزّام بن سيف السهلي فكرة تقليدية هي المشاركة في «شاعر المليون»؛ فإنه كسر تقليديتها بجمال الصور الشعرية التي أوردها، والانتقال الموفق من فكرة إلى أخرى، بحسب ما ذكر سلطان العميمي. إلى جانب تميز السهلي في تحية الشعراء الذين شاركوا في المسابقة من أبناء منطقته، أو كما وصفهم حمد السعيد أبناء «المدرسة الحفراوية»، حيث جاءت القصيدة بمثابة وفاء لنجوم حفر الباطن الذين يتميزون بنَفَسهم الشعري. في حين اتجه الشاعر محمد راشد جابر فرحان الضويلي لارتداء ثوب الفلسفة في القصيدة التي قدمها، واعتبرته اللجنة مسيطراً على ثوب الشاعر في النص. وجاءت قصيدة منيف الشهراني (طاغوت المغيب) محملة بالرموز والدلالات، حازت إشادة اللجنة بشاعرية صاحبها رغم ما فيها من السوداوية واليأس والغياب والكدر. بينما استلهم الشاعر نايف العازمي قصيدته من تجربة شخصية هي تجربة مرض والده ودخوله المستشفى، فقد وصف العازمي حاله وما كان يعتمل داخله خلال تلك التجربة.

تويتر