200 طالب وطالبة يخوضون غمار التصفيات النهائية على مستوى الإمارات

جوازات سفر ملوّنة لعبور منافسات «تحدي القراءة العربي»

صورة

خمسة جوازات سفر ملوّنة، كانت السبيل الذي أوصل أكثر من 200 طالب وطالبة من الإمارات إلى تصفيات تحدي القراءة العربي، حيث أقيمت، أمس، التصفيات الخاصة بالطالبات في مدرسة البحث العلمي بدبي، بينما ستُجرى اليوم التصفيات الخاصة بالطلاب.

أعضاء من لجنة التحكيم

المحكم في الجائزة، ومنسق لدولة الجزائر في هذه المسابقة، عماد شلبي، لفت إلى أن «المعايير التي تحكم تقييم الأطفال، وضعت من قبل جميع المنسقين، حيث تم وضع معايير تشمل الاستيعاب، الذي يضم المحاور الرئيسة التي قرأها الطالب، ثم يسأل في التفاصيل، والمعلومات التي استفادها، ثم يتم تقييم لغة الطالب وأسلوب حديثه، وبعدها التعلم الذاتي، والتفكير الإبداعي، بينما يتم في الختام طرح سؤال معلومات عامة، وعلى الطالب أن ينسب ثلاثة كتب من التي قرأها إلى المؤلفين». وأوضح أنه «حسب الفئات تم وضع النقاط، وأنهم من خلال التحكيم وجدوا الأطفال قد لخصوا بجدارة، وأن الطالب يعي كل ما قرأه في الكتب، كما أنهم من يحفظ معلومات 50 كتاباً»، مشيراً إلى أن اللجنة تقيّم كل طفل بحسب عمره.

بينما المستشارة التربوية والمحكمة، نعمت دسوقي، فقد أشارت إلى أنهم «لم يشعروا بأن الميول متفاوت بين الفتيات والأولاد، وأن رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لغرس حب القراءة في نفوس الصغار، هو غرس لأسس التقدم والتفوق في هذه البلاد، وقد حقق ذلك، فالنهضة في القراءة، وفي وصول التحدي لجميع الطلاب، وهو أمر عظيم، والصغار والكبار شاركوا بجدارة». وشددت على أنه «ليس هناك من مقارنات بحسب الأعمار، لأن الأحكام تعطى لكل شخص بحسب الفئة العمرية، وتوضع العلامات حسب فهمه»، معتبرة أن «قراءة 50 كتاباً مفيداً - ومنهم من قرأ أكثر من ذلك - ولكن اللافت أن هذه المبادرة أوجدت تحدياً كبيراً بين الطلاب».

جوازات سفر

يحصل الطلاب المشاركون في (تحدي القراءة العربي) على جوازات سفر تتيح لهم المشاركة والوصول إلى التصفيات، وهي عبارة عن خمسة جوازات سفر ملوّنة، منها الأحمر، والأخضر، والبرتقالي، والفضي، بينما الذهبي هو آخر الجوازات. ويتضمن كل جواز 10 صفحات، يكتب في كل صفحة الطالب المعلومات الخاصة بالكتاب الذي قرأه، من عنوان الكتاب إلى اسم المؤلف ودار النشر، وختاماً الملخص الخاص بما قرأ.

وشهدت المبادرة التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مشاركة واسعة من الإمارات، وصلت إلى أكثر من 160 ألف طالب وطالبة من مجمل المشاركات، التي وصلت إلى ثلاثة ملايين ونصف المليون طالب وطالبة من الدول العربية.

وقالت المنسقة الإدارية لمشروع «تحدي القراءة العربي»، ليلى الزبدة، إن «المرحلة الأولى كانت الانطلاقة بالتحدي، ثم التسجيل، وقد كان الهدف في البداية قراءة 50 مليون كتاب، ومشاركة مليون طالب، ولكن كانت النتائج مبهرة، بمشاركة ثلاثة ملايين ونصف المليون طالب وطالبة، وقراءة 100 مليون ونصف المليون كتاب، وقد تجاوز عدد المشاركين من الإمارات 160 ألف طالب وطالبة». ولفتت الزبدة إلى أن «التصفيات التي تقام في الإمارات، ستنتقي 10 أوائل على كل منطقة تعليمية في الدولة، فسيكون المجموع في الختام 70 طالباً، وبعدها يتم اختيار الفائز من بين الأوائل في المناطق التعليمية في الإمارات». وشددت على أن «الفائز بالمركز الأول يحصل على جائزة 10 آلاف دولار، بينما الأول على الدولة ككل سينافس في بطولة التحدي، التي ستكون بين الدول العربية كلها». ونوّهت بأن «المعايير التي وضعت بعناية، تشمل: الفهم والاستيعاب، واستخدام اللغة العربية السليمة، ونوع الكتاب المقروء، ومهارات التفكير العليا، والتعلم الذاتي، وتوضع في الختام الدرجة التي يستحقها الطالب»، موضحة أن «الطلاب يملكون حرية اختيار الكتب، مع تفضيل التنويع، علماً أن التنوّع في الكتب يراعي ميول الطلاب». وأضافت الزبدة أن «الفئات المستهدفة في التحدي من الصف الأول الابتدائي، وحتى الصف الـ12، وقد لوحظ أن أكثر الأعداد مشاركة تكون في المرحلة المتوسطة»، مشيرة إلى أن «انتقاء الكتب اختلف بين دولة ودولة، ففي لبنان كان تركيز الطلاب على الروايات وكتب ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران، بينما في الإمارات ركزوا على القصص الدينية والتاريخية، وفي الأردن التركيز كان واضحاً على الكتب التاريخية والعلمية والروايات، لاسيما روايات نجيب محفوظ، بينما في المغرب العربي مالوا إلى الكتب التي تدعو إلى الإنسانيات». ولفتت إلى أن «التحدي غيّر الصورة الذهنية التي رسمت عند الناس، على أن العرب أمة لا تقرأ، فقد أحدث التحدي حراكاً غير عادي، وأصبح الكتاب هدية ثمينة بالنسبة للطلاب، وهناك حماسة منقطعة النظير وإقبال كبير على الكتاب، والخطة أن يصل التحدي في السنوات الخمس المقبلة إلى مشاركة نصف الطلاب في العالم العربي».

المشرفة في مدرسة رأس الخيمة الحديثة، إسعاف مهنا، أشارت إلى أنها «كانت تناقش القصص مع الطالبات، وكذلك تصحح الأخطاء الإملائية واللغوية»، معتبرة أن «تشجيع المدرسات أسهم كثيراً في جعل الأطفال يحبون القراءة، وبالتالي انخرطوا في هذا التحدي». وشددت على أنهم «وضعوا في المدرسة خيمة خاصة بالقراءة، وكانت إدارة المدرسة مشجعة، حيث تحوّلت الخيمة إلى مقهى خاص بالتحدي، وهذا ما أوصل العديد من الطلاب إلى التصفيات، فوصل من عندها كمشرفة نحو 20 طالبة».

أما المشرفة على تحدي القراءة في مدرسة سما الأميركية في الشارقة، سهام قاسم، فلفتت إلى أن «التحدي بدأ بالتواصل مع الطلبة، وتم تأمين الجوازات، وكذلك تجديد وتوسيع مكتبة المدرسة من خلال زيادة الكتب الموجودة فيها، إلى جانب تحفيز الطلاب من خلال نشاط صفي عن القراءة الحرة، وقد تم وضع مكافآت ومسابقات، وتم تكريم الطلبة الذين أنهوا قراءة الكتب». وأشارت إلى أن «الأطفال في المراحل الدراسية الأولى قرأوا كتباً تتكون من 10 إلى 20 صفحة، وتتصاعد الصفحات مع التقدم في المراحل الدراسية والعمرية، وكانت الكتب منوّعة بين دينية وتاريخية وجغرافية، وكتب تحكي عن الأمة الإسلامية والقيم والأخلاق الحسنة». واعتبرت المبادرة عظيمة لأنها تعيد الطفولة العربية إلى أحضان الكتاب، فهو خير جليس وصديق، والقراءة رحلة في عقول الآخرين.

وقد وصلت الطالبة السودانية، إسراء عبدالغفار، (الصف التاسع) إلى التصفيات، لأنها كانت تحب القراءة، ولكنها لم تملك الدافع في البداية كي تقرأ، وكانت المبادرة الدافع الذي حثها على القراءة. ولفتت

عبدالغفار إلى أنها «قرأت مجموعة متنوّعة من الكتب، منها الكتب التي تجعل الشخص مبدعاً في فن الخطابة، وأنها استفادت من التحدي في التعرف إلى كثير من الشخصيات المهمة في المجالات الأدبية والعلمية، وكذلك المهارات التي يمكن أن تستخدمها في حياتها العملية».

أما الطالبة الإماراتية شيخة جمال محمد، (10 سنوات - الصف الخامس)، شاركت في التحدي كي تطور مهاراتها، وتزيد من قدراتها، وتنمي المعجم اللغوي، وأنها قرأت أكثر من 200 كتاب، وهي قصص ترفيهية وتعليمية، وتربوية، حيث كانت قصة، «لا أريد أشياء الكبار»، من أبرز الكتب التي قرأتها، حيث استفادت من العبرة التي تؤكد على التمتع بالطفولة، وتتأمل محمد بالفوز، منوّهة بأنها «تعتبر الفوز سيكون مفرحاً، ولكن الأهم هو أنها تمكنت من المشاركة وبذل المجهود». أما والدتها خديجة حسن، فلفتت إلى أن «ابنتها قرأت عدداً كبيراً من الكتب، لأن ميولها منذ الصغر كانت علمية، حيث كانت تتابع البرامج الثقافية والعلمية، وأن المدرسة لعبت دوراً بارزاً من خلال المكتبة، وعلماً أن لها القرار في القصة التي تختارها».

أما الطالبة السورية، ريم أورفلي، (الصف 11)، أشارت إلى أنها «شاركت في التحدي، لأنها تحب القراءة كثيراً، فهي مسابقة إنسانية وعملية وثقافية، معتبرة القراءة من الأمور التي لابد من الحفاظ عليها». وأضافت أنها «تقرأ الكتب بشكل كبير، ولهذا تشجعت في المشاركة بهذا التحدي، كي تكون من ضمن المشاركين، لأنها تقرأ بأحاسيسها ومشاعرها، وتميل إلى كتب الخيال العلمي، وكرّمت في الشعر أكثر من مرة. واعتبرت أن القراءة تحدّ من ظاهرة انتشار التكنولوجيا، وأن الجيل الجديد سيتحفز من خلال الآخر الذي يقرأ. أما ما تغيّره القراءة في النفس، فهو يدخل بعض المعايير والمفاهيم الجديدة».

بينما الطالبة تقى خليل، (10 سنوات)، قرأت أكثر من 100 كتاب، وقد بدأت القراءة منذ عمر ثلاث سنوات، وشاركت في المسابقة وترى أنها «على أتم الاستعداد للتحدي، وأنها تحلم بالفوز، وأنها ستستخدم جزءاً من المبلغ لبناء المدارس والتعليم لأطفال وطنها في سورية».

بينما الطفلة الإماراتية، ريم الحسني، (ثماني سنوات - الصف الثالث)، قرأت 50 قصة عن التعاون والوفاء، والصدق، والطعام المفيد. وأشارت إلى أنها «تعلمت أهمية القراءة من مشرفتها ووالديها، وقد استفادت من الكتب بكثير من العبر، أبرزها أن عليها أن تساعد الآخرين، وتأكل الطعام المفيد، وأن تقول الصدق».

تويتر