مشروعات وجهود جبّارة لدعم القارئ والكاتب الشابّ

المجلس الإماراتي لكتب اليافعين: هكذا تصير القراءة عادةً يومية

يكثف المجلس الإماراتي لكتب اليافعين جهوده لتنفيذ خطط تتوافق مع إعلان عام 2016 عاماً للقراءة في الدولة. من المصدر

يواصل المجلس الإماراتي لكتب اليافعين - الفرع الوطني من المجلس الدولي لكتب اليافعين - تنفيذ مجموعة من المبادرات والأنشطة، الخاصة بدعم وتعزيز القراءة بين الأطفال واليافعين خلال عام 2016، توافقاً مع الأهداف التي أنشئ من أجلها، وتزامناً مع مبادرة عام القراءة، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة.

«جائزة اتصالات لكتاب الطفل»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/07/8ae6c6c554dc14260155daf7fb202d75.jpg

تعتبر «جائزة اتصالات لكتاب الطفل» الجائزة العربية الأهم في مجالها، حيث ترعاها شركة الإمارات للاتصالات (اتصالات)، وانطلقت في عام 2009، بمبادرة من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، بهدف إثراء ثقافة القراءة وحب الكتب العربية عند الأطفال، وذلك من خلال إبراز أفضل أعمال الكتاب والرسامين والناشرين، التي تتناول موضوعات معاصرة تثري أدب الطفل، إلى جانب تحفيز الناشرين والكتاب والرسامين، للإبداع في مجال نشر كتب الأطفال الصادرة باللغة العربية. وتشمل الجائزة خمس فئات، هي: «كتاب العام للطفل»، و«كتاب العام لليافعين»، و«أفضل نص»، و«أفضل رسوم»، و«أفضل إخراج»، وتبلغ قيمتها الإجمالية مليون درهم.

وتشهد الجائزة، في هذا العام، انطلاق نسختها الثامنة، التي تتزامن مع مبادرة عام القراءة، وقد بدأت اللجنة المنظمة استقبال الطلبات الخاصة بنسخة هذا العام، منذ شهر أبريل الماضي، وتستمر حتى 31 أغسطس المقبل.

المجلس الذي تأسس بمبادرة من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، من أبرز المؤسسات المعنية بتشجيع الأطفال واليافعين على ممارسة القراءة، وجعلها عادة يومية بالنسبة لهم، وغرس حب الكتاب في نفوسهم.

ويشجع المجلس نشر وتوزيع كتب الأطفال العالية الجودة باللغة العربية في دولة الإمارات، وتزويد المؤلفين والرسامين الواعدين والمحترفين، وكذلك دور النشر القائمة في الدولة، بفرص التواصل وتبادل الخبرات، وبناء القدرات، بجانب حرصه على تقديم الدعم والتدريب للعاملين في مجال كتب الأطفال.

ومع توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة بجعل عام 2016 عاماً للقراءة في الدولة، تتضاعف المهام والمسؤوليات أمام المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وهذا ما جعل مجلس إدارته يكثف جهوده، استعداداً لتنفيذ خطط تتوافق مع التوجه العام، الذي تنتهجه دولة الإمارات في هذا العام.

وخلال مسيرة عمله، التي امتدت لست سنوات، أطلق المجلس العديد من المبادرات والمشروعات الهادفة إلى تشجيع الأطفال واليافعين على ممارسة القراءة من جهة، وتشجيع دور النشر وكتاب أدب الطفل على تقديم محتوى أدبي عالي الجودة من جهة أخرى، لتسهم في جذب هاتين الشريحتين إلى عالم القراءة.

ومن هنا جاءت مبادرات المجلس «جائزة اتصالات لكتاب الطفل»، وحملة «اقرأ. احلم. ابتكر»، ومبادرة «كان يا ما كان»، ومشروع «كتب - صنعت في الإمارات»، والعديد غيرها لتعزز هذه الجهود وتسهم في الارتقاء بمكانة كتاب الطفل في دولة الإمارات والعالم العربي.

وبدعم من «جائزة اتصالات لكتاب الطفل»، أطلق المجلس الإماراتي لكتب اليافعين عام 2013 برنامج «ورشة»، لصنع جيل جديد من المواهب العربية في مجال كتابة ورسم ونشر كتاب الطفل العربي.

ويقدم البرنامج ورش عمل في الرسوم والكتابة والنشر، بهدف بناء قدرات الشباب العرب، وتعزيز مهاراتهم ورعايتها، بما ينسجم مع رؤية الجائزة في النهوض بواقع كتاب الطفل في الوطن العربي، والمساهمة من خلال هؤلاء الشباب في إصدار كتب ذات جودة عالية، ومرتبطة بثقافتنا العربية، ولها القدرة على المنافسة والتفوق على الكتب الأجنبية في أدب وثقافة الطفل.

وفي أبريل الماضي، ابتعث برنامج «ورشة» مجموعة من الرسامين العرب، للمشاركة في مقهى الرسامين، الذي يعد أبرز فعاليات الحوار الإبداعي الفعال بين رسامي كتب الأطفال حول العالم، والذي أقيم على هامش فعاليات الدورة 53 من معرض بولونيا لكتاب الطفل، وجاءت مشاركة الرسامين العرب بناء على دعوة قدمتها جائزة اتصالات لكتاب الطفل لهم، لحضور هذه التظاهرة العالمية المهمة في مجال كتاب الطفل، وذلك كجزء من التزام الجائزة برعاية وتطوير صناعة كتاب الطفل بالمنطقة.

وأتاح البرنامج، خلال الشهر نفسه، لمجموعة من الناشرين الإماراتيين والعرب العاملين في مجال أدب الطفل واليافعين، فرصة المشاركة في فعاليات الدورة الـ31 من مؤتمر الناشرين الدولي، الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن، والذي يعتبر من أهم المنابر التي تناقش التحديات والفرص في صناعة النشر حول العالم.

وأطلق المجلس الإماراتي لكتب اليافعين حملة «اقرأ. احلم. ابتكر» في عام 2013، بهدف تحقيق تقارب أكثر بين الطفل والكتاب ودعم قدرات الأطفال على القراءة والكتابة والابتكار والإبداع في مجال قصص الأطفال، وذلك من خلال تحفيز الأطفال واليافعين على القراءة، وتطوير مهاراتهم في فن كتابة القصص، وتحويل أفكارهم إلى قصص مكتوبة بشكل جيد واحترافي.

وينظم المجلس مسابقة خاصة بهذه الحملة، تحمل اسم مسابقة «الكتابة الإبداعية»، التي تقوم فكرتها على تشجيع الأطفال على القراءة والاستماع إلى القصص، من خلال الأنشطة والبرامج التي تنفذها الحملة، ومن ثم تحفيزهم على إطلاق العنان لمخيلاتهم، لإعادة بناء القصة وصياغة أحداثها من جديد، بالطريقة التي يرغبون أن تكون عليها وكتابتها أو رسمها والتقدم بها للمنافسة.

وضمن حملة «اقرأ. احلم. ابتكر»، أطلق المجلس خلال مارس 2015 تحدياً للقراءة بين مشاهير التواصل الاجتماعي في الإمارات، بهدف تحفيز رواد مواقع التواصل الاجتماعي على المنافسة في مجال قراءة القصص أمام الطلاب، في رياض الأطفال والمدارس في مختلف إمارات الدولة.

وتمثلت فكرة «تحدي القراءة» في قيام أحد الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيس بوك» و«إنستغرام»، بقراءة مجموعة من القصص المنوعة، خصوصاً القصص الفائزة بجائزة اتصالات لكتاب الطفل، أمام مجموعة من طلاب إحدى المدارس في واحدة من إمارات الدولة، ومن ثم يقوم بترشيح شخص آخر من الناشطين على هذه المواقع، للقيام بالأمر ذاته في مدرسة أخرى، وذلك بهدف زيادة التواصل بين رواد الإعلام الجديد والأطفال، ممن تقل أعمارهم عن 10 سنوات، وتشجيعهم على القراءة والاستمتاع بالكتب.

وحول الجهود التي يقوم بها المجلس لنشر ثقافة القراءة والاطلاع بين الأطفال واليافعين، قالت مروة العقروبي رئيس مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، إنه في إطار الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة في الدولة، الساعية إلى الارتقاء بوعي وثقافة الإنسان، تحظى كل من شريحة الأطفال واليافعين باهتمام كبير.

وأشارت إلى انسجام المجلس الإماراتي لكتب اليافعين مع هذا التوجه العام، ويسعى دوماً إلى تقديم كل ما من شأنه رفع وعي هاتين الفئتين، باعتبارهما عماد وأمل المستقبل، فهم بأمس الحاجة للتقارب مع الكتاب، في عالم لا مجال للعيش فيه بمعزل عن العلم والمعرفة.

وأضافت على الرغم من تعدد مصادر الحصول على المعلومة، واختلاف طرق الوصول إلى المعرفة، في هذا العالم الذي يشهد تطورات كبيرة في مجال التكنولوجيا، لدينا قناعة كبيرة بأن الكتاب هو الأفضل من بين الخيارات المطروحة، للتزود بالمعارف والثقافة العامة والعلوم المختلفة، لذلك نعمل في المجلس على غرس حب الكتاب في نفوس الأطفال واليافعين، ليتخذوه صديقاً دائماً لهم، وليكون إلى جانبهم في جميع الأوقات.

أما مشروع «كتب - صنعت في الإمارات» فأطلقه المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ومعهد جوته - منطقة الخليج في عام 2011، بهدف تشجيع تطوير كتب الأطفال التي تم تأليفها ورسمها من قبل كتاب ورسامين إماراتيين، وتعكس القيم الثقافية في الإمارات، وعمل المشروع على بناء قدرات ومهارات الكتاب والرسامين الإماراتيين الشباب، تحت إشراف مجموعة من الكتاب والرسامين والخبراء الدوليين.

وفي بداياته، ركز المشروع على الكتب المصورة، وجمع مؤلفين ورسامين طموحين ومعروفين في مجال كتب الأطفال، في مجموعات ثنائية للتعاون والعمل معاً، لإنتاج القصص خلال سلسلة من ورش العمل التي نظمها المشروع، وأدارتها المؤلفة ورسامة كتب الأطفال الألمانية الشهيرة أوته كراوس. وقد انطلقت النسخة الخامسة من المشروع، خلال أبريل الماضي، بمشاركة 12 رساماً إماراتياً وعربياً من المقيمين في الدولة، وتأتي هذه النسخة التي خصصت لفن الكوميكس الياباني (المانجا)، برعاية رسمية من مشروع «ثقافة بلا حدود»، وشاركت في تنظيم ورشها التدريبية فنانة الكوميكس الألمانية الشهيرة إنجا شتاينميتس.

تويتر