الملتقى الإعلامي الخامس بحث دورها في إيصال «الرسالة الثقافية»

شك ويقين «التواصل الاجتماعي» على طاولة «الثقافة»

لقطة جماعية للمشاركين في الملتقى الذي حضره نخبة من الإعلاميين. تصوير: أشوك فيرما

اختارت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع قضية ملحّة لتضعها على طاولة نقاش «الملتقى الإعلامي السنوي»، الذي أقيمت فعاليات دورته الخامسة، أول من أمس، تحت عنوان «الرسالة الثقافية بين الإعلام التقليدي ومواقع التواصل الاجتماعي، في فندق «انتركونتننتال فيستفال سيتي في دبي»، بحضورمدير إدارة الاتصال الجماهيري في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، عبدالله النعيمي، ونائب المدير زينب صابر وحضره كوكبة من الإعلاميين المختصين في الشأن الثقافي بالصحف والقنوات والإذاعات المحلية.

ويأتي تناول القضية المطروحة، التي وضعت محتوى مواقع التواصل الاجتماعي، في درجات ما بين «الشك» و«اليقين» من حيث معيار الصدقية، استكمالاً لسلسلة قضايا مهمة، طرحها الملتقى خلال دوراته المتتالية، كان آخرها دور وسائل الإعلام في دعم وتحفيز روح الابتكار والمعرفة، التي خرجت بجملة توصيات انعكست في مجمل الممارسة الإعلامية في الصحف المحلية خصوصاً، مواكبة لعام كانت ثيمته الأساسية منصبّة حول دعم وتزكية روح الابتكار.

عبدالله النعيمي: مشاركة فاعلة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/11/556478.jpg

اشاد مدير ادارة الاتصال الجماهيري في وزارة الثقافة وتنمية المجتمع عبدالله النعيمي، بالدور الذي يقوم به المنتمون الى الإعلام المحلي عموما، والى الصحف الرسمية الصادرة في الدولة بصفة خاصة. وأضاف:»لا يمكن أن تصل الرسالة الثقافية لـ«الوزارة»، بتحييد هذا الجهد النوعي، الذي لا يقف عند النقل وايصال الرسالة فقط، بل يتعداه الى المتابعة والتحليل، والمبادرة أيضاً.

وأضاف: مع كل الجهد الذي يمكن أن توفره وسائل التواصل الاجتماعي، فإن ما يتم تداوله، يبقى محل «شك»، ومفتقرا الى مصداقية تدعمه، ما دامت المعلومات المتداولة بعيدة عن اهتمام الإعلام التقليدي.

وأشار مدير الجلسة الرئيسية للملتقى، أحمد شلبي، إلى أن اختيار هذه القضية التي وصفها بـ«الشائكة»، لتكون موضع نقاش نخبة من الإعلاميين المنتمين إلى بلاط الصحافة التقليدية خصوصاً، يهدف بالأساس للوصول إلى تصورات حقيقية، تتعلق بمواقع ومستقبل الرسالة الثقافية، في ظل المتغيرات المتسارعة التي أصبحت تحيط بنشر المحتوى الثقافي، بفضل النشاط اللامحدود الذي تشهده مواقع التواصل الاجتماعي.

جاءت معظم آراء المشاركين في الملتقى متوازنة وغير مهمشة لأهمية التفاعل مع ما يصطلح على تسميته «الإعلام الجديد»، من دون التخلي عن الرصانة، والنسق المهني الذي يميز العمل الإعلامي المسؤول.

وفرزعبدالله النعيمي، فصلاً قاطعاً بين الجهد الإعلامي الذي ينزع دوماً إلى توافر الشروط المهنية، من دقة وصدقية، واستيفاء لعناصر المادة الصحافية عموماً، وبين المعلومات المجتزأة، التي يختار نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تداولها، لتصبح أكثر انتشاراً ربما، من دون أن تكتسي بالصدقية.

وأضاف: «إن استخدام شرائح وقطاعات واسعة من الجمهور خدمات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، تجعلها أيضاً وسيلة سحرية في الوصول السريع، وغير المضني، للفئات المستهدفة، بل وعلى نحو يوفر الكثير من الوقت، الذي قد يكون قيمته، هذا الوقت المستغرق لكبسة زر من أجل إرسال معلومات استبيان، أو إشعار ما».

وساق النعيمي نماذج عدة كان لوسائل التواصل الاجتماعي دور مهم في إنجازها. وقال مدير تحرير في جريدة الخليج، الزميل محمود حسونة، إن «الإعلام التقليدي» يظل هو محور الرسالة الثقافية الشاملة، في حين يقتصر دور وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الصدد على النقل المجتزئ. وتابع: «في مقابل المحتوى الانطباعي السريع لمواقع التواصل، فإن الإعلام التقليدي يهتم بالبحث والتحليل، والرصد الدقيق، وصولاً إلى رؤية شاملة، غير انطباعية».

ورأت مدير مكتب جريدة الاتحاد في دبي الزميلة، موزة مطر، أن «الإعلام التقليدي تقف أمامه الآن العديد من التحديات التي تفرض عليه تسريع إيقاع عجلة تطويره، من أجل ضمان استمراريته في المستقبل المنظور».

وتابعت: «مع كل هذه السطوة التي نلمسها الآن للإعلام الإلكتروني، فإن المقبل أقوى في مسيرته، والمستقبل ليس في مصلحة الصحافة الورقية».

وفي مداخلتها أشارت مدير تحرير جريدة البيان، الزميلة فضيلة المعيني: «مع وجود ميثاق شرف يحكم ممارسات المنتمين إلى الإعلام التقليدي، فإن الأخير من دون شك سيظل هو المنوط بإيصال الرسالة الثقافية، لكن في المقابل لا يملك الإعلام التقليدي مزيداً من الفرص التي تبطئ وتيرة استفادته من الوسائل الحديثة في إيصال المعلومة، وعلى رأسها مواقع التواصل الاجتماعي، وبكل تأكيد سيكون، أي الإعلام التقليدي، أمام إشكالية كبرى، في حال عدم الاستفادة من تلك الوسائل». وتوقف رئيس القسم الثقافي في جريدة البيان، الزميل حسين درويش، تحديداً عند إشكالية الخلط بين الخبر والرأي في ما تحمله مواقع التواصل الاجتماعي، مشدداً على وجوب استحضار الشك، وعدم اليقين من الكثير من محتواها، رابطاً بين هذا الأمر وانتشار الكثير من أفكار الجماعات المتطرفة والهدامة.

محور«الشك» و«اليقين» كان أساس طرح الزميل، محمد عبد المقصود، في«الإمارات اليوم» الذي رأى أن المقارنة بين «الإعلام التقليدي، وما تحمله وسائل التواصل الاجتماعي، مقارنة غير جائزة، بسبب أن الأول يقدم محتوى وشكلاً معروفاً رسخته ممارسات صحافية ارتبطت بظهور الطباعة، وإمكانات النشر، لكنها تطورت مع اختلاف الوسائل التكنولوجية، في حين تبقى وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة إطار يقتبس من بعض نتاج الإعلام التقليدي، وقد يضيف إليه عبر اجتهادات شخصية، غير ممنهجة، لا تخضع للمعايير ذاتها التي يرتكز عليها الإعلام التقليدي».

وأشارت الزميلة إيناس محيسن في «الإمارات اليوم» إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تبقى بمثابة عنصر مساعد للإعلام التقليدي بالأساس، لكنها تبقى فاقدة لـ«اليقين» من حيث المعلومة إذا عملت بمعزل عن الإعلام التقليدي، وهو ما أشار إليه أيضاً الزميل وليد عثمان، رئيس قسم المنوعات في جريدة الخليج، معتبراً «صراع الإعلام التقليدي مع سواه في طريقه إلى التلاشي».

تويتر