في ندوة اعتبرت قانون القراءة في الإمارات مثالاً

أدباء: مواجهة الفكر الهدام لا تكون إلا بالأدب والفنون

اتفق الدكتور رشيد خيون، والكاتب طالب الرفاعي، على أن مواجهة الفكر الهدام لا تكون إلا عبر البحث والاهتمام بالأدب والفن، معتبرين أنها تمثل الطريق الوحيد القادر على زعزعة قواعد الأفكار الهدامة التي بدأت تسود في المجتمعات العربية، وأن إقرار قانون القراءة في دولة الإمارات العربية المتحدة يعد أفضل طريقة لمواجهة مثل هذه الأفكار، جاء ذلك خلال ندوة حملت عنوان «الكتابة في مواجهة الفكر الهدام»، التي نظمتها هيئة الشارقة للكتاب، على هامش فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ35 المقامة حالياً في مركز إكسبو الشارقة.

مواجهة الأفكار بالأفكار تعد واحدة من الأهداف التي ينبغي للكُتّاب على المستوى العالمي أن يدركوا أهميتها، خصوصاً في مثل هذه الأوقات التي تشهد فيها المنطقة العربية فترة عصيبة للغاية، الأمر الذي يجعل الكتابة المستنيرة جاهزة دوماً لمواجهة الفكر الهدام. وفي هذا السياق، أكد الدكتور رشيد خيون، خلال الندوة التي أدارها عبدالفتاح صبري، أننا نعيش حالياً في متاهة التعريفات والمصطلحات الخاصة بكلمة الهدم، وقال: «المشكلة الحالية التي نواجهها تكمن في عملية تعريف كلمة الهدم، حيث يعتبر كل طرف أنه صائب، ولذلك علينا أن نتلمس عمق الخطاب السائد حتى نتمكن من تغييره، ويجب أن يكون الخطاب الجديد عميقاً وحقيقاً ومتحرراً من الخجل». وأضاف: «تعودنا على قاعدة أن العيب موجود في الناس وليس الفكر، ولكن في الواقع أن الفكر فيه عيب أيضاً، لأنه لا يجب أن يظل ثابتاً وإنما عليه أن يتغير مع تغير الزمن».

وأكد خيون أنه يتوجب علينا إثبات أن العقل هو فائدة للإنسان، وأن كل ما يتفق مع العقل هو عملية بناء وليس هدم. وقال: «من جانبي أحاول أن أواجه الفكر الهدام من خلال البحث في التراث، لاعتقادي بأننا أمة تعيش في الماضي وتعشقه، وماضينا يتضمن إضاءات كثيرة علينا أن نعمل على إبرازها، وقد أفنيت نحو 30 عاماً في مواجهة الفكر الهدام، عن طريق التراث الذي وجدت فيه الكثير من الأمور الثمينة، التي يجب إبرازها للعيان، خصوصاً أن العديد من حركات الفكر الهدام تستخدم التاريخ في التغطية على ما تقوم به».

من جانبه، أشار طالب الرفاعي إلى أنه لا يوجد تعريف واضح للفكر الهدام. وقال «عبر التاريخ البشري هناك فريقان، كل واحد منهما يرى في الآخر أنه هدام، ونلاحظ أنه في كل المجتمعات الإنسانية عادة يكون الفكر الجديد مخيفاً، ويشار إليه بأنه هدام، لأنه يقوم على أساس هز أساسات ثابتة، والإنسان بطبعه يكره من يأتي ويهز أفكاره التي تعود عليها». وأضاف: «منذ 40 عاماً اتخذت من الأدب خطاً لحياتي المهنية، لأنني أعتقد أنه السبيل التي يمكن أن تخلصنا من الأفكار الهدامة، خصوصاً أن الإنسان تبقى لديه حاجة للفن والأدب والموسيقى، وتستطيع أن تخرجه من اضطراباته ومعاناته». وبين أن للموسيقى قدرة عجيبة في إخراج الإنسان من حال إلى آخر.

وأكد الرفاعي أن الإنترنت جعلت الصورة هي التي تحكم العالم، وأن الإعلام تمكن من جعل هذه الصورة عادية، حيث لم يعد أحد يتأثر بمناظر القتل والحرب والدمار التي تحدث من حولنا، مبيناً أن السبب هو الصور الراكضة التي أثرت في استقرار اللاوعي لدى الإنسان. وقال: «هذا يأخذنا إلى أن الفن هو سد لمواجهة الفكر الهدام، حتى تكون هناك حياة عادلة للإنسان، وأعتقد أن أفضل طريقة لمواجهة الأفكار الهدامة هي القراءة والعلم، لأن المجتمعات الجاهلة يسهل التأثير فيها، بخلاف المستنيرة».

وقال الرفاعي: «أعتقد أن فرض قانون القراءة في دولة الإمارات العربية المتحدة يعد أفضل طريقة لمواجهة مثل هذه الأفكار، لأن المجتمعات تحيا بالعلم والمعرفة، وعندما يمتلك الإنسان لحظة واعية يستطيع حينها أن يقف في مواجهة الفكر الهدام».

تويتر