بعد 15 عاماً من الاعتزال تبدأ 2017 بأغنية جديدة

«كل الكلام».. نجاة كأنها تغني للمرة الأولى

نجاة الصغيرة تعود بأغنية جديدة. ارشيفية

بصوتها الدافئ وإحساسها الذي طالما أطرب الملايين من محبيها، أطلت نجاة الصغيرة مع بداية العام الجديد بخفرها المعهود، لتبوح من جديد بكل ما تركه غيابها من شجن وطرب وحنين موسوم بألق الأصالة التي كرّسها بكل جدارة صوت قيثارة الغناء العربي.

«كل الكلام» عنوان الأغنية «المفاجأة»، التي كتب كلماتها الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، واختارت لها نجاة لحناً واحداً من بين ثلاثة ألحان صاغها الموسيقار السعودي طلال، ووزعها الفنان يحيى الموجي، فيما تمت عمليات تسجيل الصوت والألحان والوتريات المرافقة للأغنية في عدد من الاستديوهات المتخصصة الموزعة بين مصر وفرنسا واليونان واستقدام عازفون «صولوهات» من تركيا للمشاركة في تقديم الأغنية الجديدة التي تابعت الفنانة خطوة بخطوة كل مراحل تسجيلها وتفاصيل تصويرها على مدار عام كامل.

في المقابل، ظهرت الرؤية التلفزيونية للمخرج هاني لاشين، متناسقة مع مضمون الأغنية التي ينساب فيها صوت نجاة عذباً، ندياً، ساحراً وقادراً على الطيران بسلاسة بين المقامات الشرقية والتنويعات الطربية التي زخرت بها أغنيتها الجديدة، ليثبت أن غيابها عن الساحة الفنية لأكثر من 15 عاماً لم يؤثر قط في مكانة الفنانة في قلوب جمهورها، ولا طال نضارة صوتها وطلاوة حنجرتها وإحساسها الدافئ الذي طالما سحر جمهورها.

لم ينتهِ الكلام لدى نجاة الصغيرة، فهي لم تبلغ بعد مرحلة «الشيخوخة الطربية»، فحنجرتها الذهبية لاتزال إلى اليوم قادرة على تقديم أعذب الكلمات وأشجى الألحان، التي طالما داعبت مخيلتنا لأزمنة بعيدة شهدت لقاءات تاريخية مع رياض السنباطي وزكريا أحمد وكمال الطويل وبليغ حمدي ومحمد الموجي والموسيقار محمد عبدالوهاب، الذي قدم لها أغنية «لا تكذبي»، التي صدح بها إحساس عبدالحليم حافظ وعبقرية عبدالوهاب نفسه تاركين لها تجارب دفء الإحساس وعذوبة الصوت الذي تماهى مع رقة الفنانة، وإحساسها العالي بروائعها الفنية التي لم تمح إلى اليوم من ذاكرة جمهورها مثل «أيظن»، «لا تنتقد خجلي الشديد»، «متى ستعرف كم أهواك»، «القريب منك بعيد»، «أما براوة»، «عيون القلب»، «الطير المسافر»، وغيرها من التحف الفنية التي أمضاها كبار شعراء العصر الذهبي للأغنية العربية أمثال نزار قباني ومأمون وكمال الشناوي وعبدالرحمن الأبنودي.

نجاحات نجاة الجماهيرية رافقها بالتوازي تكريمها على الصعيد الرسمي في مناسبات عديدة، حيث تقلدت الفنانة العديد من الأوسمة والجوائز خلال مشوارها الفني، بداية من وسام الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر في الستينات، ووسام الاستحقاق الثقافي التونسي الذي تلقته نجاة الصغيرة في العام 2001، ووسام الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، قبل أن يقدم لها الملك الأردني الراحل وسام الاستقلال في منتصف الثمانينات، وصولاً إلى العام 2006 الذي نالت فيه الفنانة في دبي جائزة المبدع الإماراتي سلطان العويس، والميدالية الذهبية التي حملت عنوان «هؤلاء أسعدوا الناس».

في «كل الكلام» تسجل نجاة الصغيرة، نجاحاً تستحقه، وفي كل «عودة» يحقق عشاق الفن والطرب الأصيل أمنية ظنوا أنها بعيدة المنال، فتحققت بسحر خفي لا يعرف، هو سحر الماضي الجميل الواعد بالمفاجآت حتى على مشارف الثمانينات.

تويتر