«الكرة» تهزم «أبوالفنون» في ليلة مسرح «المشرق» بالجزائر

«العرس الوحشي» عنوان العرض الأردني المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان. الإمارات اليوم

لم تتصدر عناوين العروض المسرحية، يوم أول من أمس، قائمة أولويات الجمهور الجزائري، بما في ذلك المنغمسون في جماليات «أبوالفنون»، وتراجعت مساحات الاهتمام بالحدث، بسبب التزامن مع مباراة للمنتخب الجزائري، في منافسات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم.

عودة عبدالله مسعود

الفنان عبدالله مسعود، كان أول أعضاء الوفد الإماراتي عودة إلى الدولة.

وقال مسعود، الذي كان أكثر الفنانين الإماراتيين سعياً إلى كسر ملل طول زمن الرحلة، بخفة ظله، وكشفه عن موهبة أخرى غير معروفة عنه هي «الغناء»: «أعود إلى الشارقة بأمر المسرح، بسبب ارتباطي بالتمارين المسرحية لأحد العروض، فعلى الرغم من رغبتي في الاستمرار والاستمتاع بما يُقدم، لكن يبقى الالتزام مقدماً على المتعة والإفادة، وفق ما علمته لنا تقاليد المسرح».

والتفتت اللجنة المنظمة للعروض لهذا الأمر، منذ وقت مبكر، وحرصت على ألا يتضمن اليوم ذاته أي عروض للفرق المسرحية الجزائرية، بل سعت إلى تغيير موعد العرض المتزامن مع المباراة، من أجل إتاحة الفرصة للجمهور، للتوفيق بين الحدثين.

رغم ذلك، ألقى تقارب التوقيت بين إقامة المباراة، والعرض السوري «النافذة»، بظلاله على الحضور الجماهيري، فجاء الأقل، مقارنة بالعروض السابقة في مسرح «السعادة»، ذاته، بقلب ولاية وهران.

وجاءت سادسة ليالي العروض مشرقية تماماً، لتغيب نكهة المسرح المغاربي، لأول مرة، خلال فعاليات الدورة الحالية، التي استقطبت نخبة من العروض المسرحية، بين ولايتي وهران ومستغانم، بما في ذلك عروض المسرح الجامعي، التي شكلت في حد ذاتها تظاهرة مسرحية فريدة، في تنشيط حضور أبوالفنون في الجزائر.

وفي استطلاع، لـ«الإمارات اليوم»، عن فكرة تأجيل عرض مسرحي بالعموم، بسبب مباراة كرة قدم، رأى عدد من الفنانين المشاركين في المهرجان، أن هزيمة أبوالفنون «جماهيرياً» أمام مباراة في كرة القدم، ملمح من مشهد هزيمة الثقافة والفنون عموماً، بفعل آلة الدعاية الإعلامية المنحازة لرصد أدق تفاصيل الأنشطة الرياضية، في مقابل تغييب كل ما هو أصيل في المشهد الثقافي، مشيدين في الوقت نفسه بفكرة تحريك مواعيد العروض المسرحية. وشكل العرض السوري «النافذة» للمخرج مجد فضة، وتمثيل جفرا يونس ومازن الجبة، فرصة مهمة لحضور جماليات وعذوبة وخصوصية هذا المسرح، الذي شكلت الظروف الحالية التي تعيشها سورية، في غيابه عربياً، عبر استحضار منزل سوري بسيط، يخلو من كل شيء، سوى الزوجين الشابين، وبعض الأثاث، الذي شكلت قطعه مفردات الديكور الرئيسة للعمل.

وغاص العرض في تفاصيل عزلة اختيارية، فرضها الزوج على نفسه، مدفوعاً برتابة حياة زوجية، لم يستطع كسرها سعي والحاح الزوجة ودلالها وتذللها من أجل وصاله، ليظل منغمساً أمام نافذته، مترقباً وميض ضوء، يبزغ أحياناً عبر نافذة جار لهما في الأفق. ومع إضاءة بدت مناسبة للعرض، جاء انسجام الممثلين وتفاعلهما، بمثابة الجمالية الأبرز في «النافذة»، وتميز بشكل لافت أداء الممثل خصوصاً، ليؤكد أن قوة الأدوار ليست بالمساحة النصية المسندة إليها، حيث كان الزوج الحاضر السلبي في حوار كانت تلح عليه الزوجة باستمرار.

ويحتمل العرض العديد من الأفكار، التي يمكن أن يقرأها المشاهد عبره، خصوصاً في ما يتعلق بالحرب، وما تثيره من شك وريبة وانعزال، رغم أن الإشارة إليها، لم تتم سوى مرة وحيدة بشكل عابر.

«العرس الوحشي» كان عنوان العرض الأردني المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، من تأليف فلاح شاكر، وإخراج عبدالكريم الجراح، وتمثيل شفيقة الطل وخليل مصطفى، وهو عمل مأخوذ عن رواية بالعنوان نفسه للفرنسي يان كفلك، تدور أحداثها حول جندي أميركي في إحدى الوحدات التي كانت تخدم في فرنسا. وذهب المؤلف والمخرج بالنص الروائي إلى آفاق مختلفة، لينسحب على حادثة واقعية معروفة في الحالة العراقية، ويغوص بشكل معمق في مأساة الأم وابنها الشاب، عبر مقولة رئيسة جاءت على لسان الأم: «الضحايا لا ينجبون سوى ضحايا»، حيث يتحول كل منهما في العمل إلى جلاد للآخر، فهي تكره ثمرة الخطيئة، وهو يكره من حملته نبتاً شيطانياً.

تويتر