تحدّث عن «قصة أبوظبي» في لقاء مع 1500 موظف
محمد عبدالجليل الفهيم: القـــراءة واجب وطني
قال رجل الأعمال الإماراتي محمد عبدالجليل الفهيم: «إن تكريس دولة الإمارات شهر مارس من كل عام شهراً للقراءة، يُذكر الجميع أن تشجيع الأجيال الجديدة على القراءة واجب وطني لا يمكن إهماله، أو التهاون فيه»، مشيراً إلى أن «وسائل التواصل الاجتماعي، التي تسيطر على اهتمام معظم الشباب اليوم، لا تُغني عن القراءة، وعن الكتب، وتحصيل العلم الحقيقي».
وقدّم الفهيم، أول من أمس، في لقاء مع 1500 موظف يعملون في شركاته، فكرة عن تاريخ الإمارات وعاداتها وتقاليدها، وكيف استطاعت أن تحقق التقدم والازدهار الذي يشاهدونه الآن، وذلك من خلال استعراض مواقف وأحداث كان شاهداً عليها بحكم قرب والده من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وعن إمكانية إصداره لكتب جديدة الفترة المقبلة، قال: «إن الخطط لا تتوقف، ودائماً هناك جديد».
محمد عبدالجليل الفهيم: • الشيخ زايد كان يتعامل مع الجميع بأسلوب أبوي، ويؤمن بتعليم الأطفال، لأنه الوسيلة لصنع حياة أفضل لهم. • في الخمسينات وحتى السبعينات، شهدت أبوظبي تغييرات كثيرة، من المهم رصدها والكتابة عنها وتوثيقها. • وسائل التواصل الاجتماعي، التي تسيطر على الشباب اليوم، لا تُغني عن القراءة وعن الكتب وتحصيل العلم. إلى البحرين وبريطانيا تحدّث محمد عبدالجليل الفهيم، خلال اللقاء، عن مرافقته لوالده في السفر إلى البحرين وبريطانيا لعقد صفقاته التجارية، وكيف انبهروا بما شاهدوه هناك من مظاهر المدنية والتطوّر، وإيمان والده بأن كل ما شاهدوه سيراه في المستقبل في أبوظبي. وقام باستعراض عدد من الصور القديمة التي تصور جوانب من الحياة في أبوظبي في بداياتها المبكرة، ومقارنتها بصور أخرى بعد إنشاء مشروعات حديثة على الكورنيش والميناء. |
وتابع الفهيم: «في فترة الخمسينات وحتى السبعينات، شهدت أبوظبي تغييرات كثيرة، من المهم رصدها والكتابة عنها وتوثيقها، ولأني كنت أتلقى الكثير من الأسئلة حول تلك الفترة، قررت الإجابة عنها جميعاً في هذا الكتاب، الذي استغرق 18 شهراً لإنجازه. وهو كتاب للأجيال الجديدة ليتعرفوا إلى الشيخ زايد، والرجال الذين كانوا حوله، خلال فترات العمل على بناء مجتمع حديث متطوّر، ومنهم والدي»، موضحاً أن «الكتاب لا يؤرّخ لبناء دولة أو مدينة، ولكنه يقدم قصة أشخاص أسهموا في تقدم الحياة، وكيف عانوا لتحقيق ذلك».
وأشار الفهيم إلى اهتمام المغفور له الشيخ زايد بتعليم الأطفال، باعتبار أن التعليم هو الوسيلة لصنع حياة أفضل لهم»، لافتاً إلى أن «الشيخ زايد كان يتعامل مع الجميع بأسلوب أبوي، كما كان حريصاً على متابعة مشروعات وخطط بناء أبوظبي بنفسه، فكان يقضي المساء مع المهندسين والمشرفين على العمل والاطلاع على خططهم، وفي الصباح ينتقل إلى مواقع العمل للإشراف بنفسه على تنفيذها».
واستعرض الفهيم، خلال اللقاء، جوانب من كتابه «من المحل إلى الغنى - قصة أبوظبي»، الذي يروي فيه قصة أبوظبي والتحوّل الضخم الذي شهدته، موضحاً أنها «مرت بظروف قاسية في الفترة من 1940 وحتى 1960، فلم تكن هناك أي خدمات تذكر مثل الماء أو الكهرباء، ولم يكن هناك أي اتصال لها مع العالم الخارجي، كما كانت مصادر الدخل محدودة جداً، كما تقلص عدد السفن القاصدة لأبوظبي والإمارات الأخرى، بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية»، لافتاً إلى أن «تعداد السكان الحقيقي لأبوظبي لم يكن معروفاً على وجه الدقة، وإنما قدر بنحو 1500 نسمة في عام 1950، بعد أن كان وصل إلى ذروته في بداية القرن مقدراً بـ3000 نسمة».
وأوضح الفهيم أن «والده انتقل للإقامة في العين بناءً على اقتراح من الشيخ زايد، الذي تعرف عليه في أواخر الثلاثينات، وهناك أصبح والده أحد مستشاري وأصدقاء الشيخ زايد المقربين».
أما بداية خطوات العائلة في مجال التجارة، فيقول: «جأت عندما قرر والده أن يفتتح محلاً خزّن فيه أنواع من الأطعمة والمنسوجات، وكلف أخاه الأكبر بمتابعة المحل، ولأن الشقيق لم يكن متعلماً وكان يبيع بالآجل، كان يسجل المبالغ التي يدين بها كل منهم بوضع عدد من حبات البن إلى جانب اسم كل منهم، ولكن في خلال سنة اضطر الوالد إلى إغلاق المحل، لعجزه عن متابعة المدينين، بعد أن أصبح لدى العم الكثير من حبات البن، كما أسهم الفقر في المنطقة في فشل محاولة والده الأولى في مجال التجارة. أما المحاولة الثانية فكانت عام 1961، ولانشغاله مع الشيخ زايد، أسند إدارة المحل إلى أخيه، وكان إمام مسجد، وكان يرى أن عمله في المسجد في المرتبة الأولى، ويأتي المحل في المرتبة التالية، ولذلك فشلت هذه التجربة أيضاً. في حين كانت التجربة الثالثة في مجال بيع غيار السيارات، ومن ثم قام بزيارة البحرين لجلب بضاعته، ثم سافر إلى بريطانيا لشراء سيارات (بدفورد) المجددة، وحقق نجاحاً كبيراً في مبيعاتها بمقاييس ذلك الوقت، وفي عام 1968 بدأ في التعامل مع السيارات الجديدة، بعد زيادة الطلب عليها، وانتقل العمل بعد ذلك من نجاح إلى نجاح، في ظل ملامح التطوّر التي بدأت تشهدها أبوظبي مع تولي الشيخ زايد حكم الإمارات، وبدء الاستفادة من عائدات استخراج النفط في تطوير الخدمات وحياة السكان عموماً في مختلف المجالات».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news