أكّد أن الإمارات تنهض بدور مسرحي رائد

عبدالحسين عبدالرضا: الرقابة آفة الدراما الخليجية

عبدالرضا: الدراما الخليجية ينتظرها العديد من القضايا الأولى بالاهتمام في المرحلة المقبلة. أرشيفية

التطرق إلى الدراما الخليجية، لا يمكن أن يكتمل، أو حتى يُستهل، من دون الوقوف مطولاً أمام تجربة الفنان الكويتي عبدالحسين عبدالرضا الذي فرض حضوره، ونقش اسمه ببروز في الساحة الفنية الخليجية.

 تحديد الأولويات

دعا عبدالرضا إلى تحديد أولويات القضايا التي يجب أن تتصدر المعالجة الدرامية. وقال: «لا اختلاف على أن مقاومة الأفكار الظلامية أولوية، لكن هناك قضايا أخرى. ومشهد واحد ربما يكون أبعد تأثيراً من حملات تثقيفية بمدد طويلة، لكن الأمر بحاجة الى رؤية وتحديد الأولويات لأجل صالح المجتمع، والابتعاد عن سطوة رقابية نشعر فيها بأن كل شخص يريد نصاً حسب رؤاه».


تألق

«لا توجد فواصل أو حدود بين الدراما الإماراتية والدراما الكويتية، والمشهد الدرامي الخليجي في مجمله متداخل ومتكامل»، حسب عبدالرضا الذي يوضح: «الإنتاج الكويتي يستوعب دوماً مواهب إماراتية، والعكس أيضاً صحيح. ونحن نحفز الإخوة في الإمارات على مشاركتنا في ما يتم إنتاجه بالكويت، كما أننا نفخر بالاستعانة بممثلين كويتيين في الدراما الإماراتية». وأشاد بحالة الألق في الإمارات، التي أصبحت بمثابة الحاضن للمسرح الخليجي.

عبدالرضا الذي عرفته الإمارات مُكرّماً على أكثر من منصة، في مقدمتها جائزة شخصية العام في أيام الشارقة المسرحية، تجدّد تكريمه أخيراً عبر جائزة لها مذاق مختلف، وهي جائزة خلف الحبتور للإنجاز.

بدأ عبدالرضا، الذي يرى أن إحدى آفات الدراما هي الرقابة التي يمارسها الجميع، مشواره الفني في بداية الستينات من القرن الماضي، ليقدم العشرات من الأعمال المميزة، ما بين دراما تلفزيونية ومسرحية، والتي أصبح العديد منها بمثابة معلم رئيس في مكتبة الدراما الخليجية عموماً، مثل «صقر قريش»، «درب الزلق» «باي باي لندن»، «محكمة الفريج»، وغيرها، ليُعبّد، عبدالرضا، مع عدد من أبرز النجوم الكويتيين، مثل حياة الفهد وسعد الفرج طريق الإبداع لآخرين ساروا على الدرب.

لا للتشاؤم

ورفض عبدالرضا في حواره مع «الإمارات اليوم»، بداية، أي أفكار تشاؤمية تتعلق بواقع ومستقبل المسرح الخليجي، لافتاً إلى أن الإمارات، تنهض حالياً بدور رائد في هذا المجال، عبر احتضان إمارة الشارقة لزخم المسارح الخليجية والعربية، عموماً، سواء عبر مهرجان المسرح الخليجي، أو الهيئة العربية للمسرح، فضلاً عن الدور الرائد لـ«أيام الشارقة المسرحية»، في حين أثنى على ما يقوم به فنانون كويتيون، مثل طارق العلي وغيره، الآن، عبر ما وصفه بـ«تتابع الأجيال» على الخشبة.

ولم يُخفِ عبدالرضا، الذي يمتلك شركة «فنون» للإنتاج الفني، حقيقة أن هناك مصاعب عدة تعترض الابداع الدرامي، لاسيما التلفزيوني، مؤكداً أن هناك ضرورة ماسة لتغيير العقلية الرقابية التي تمارس على الإنتاج في هذا الصدد، مضيفاً: «إحدى مشكلات الدراما الخليجية، يرتبط في جوهره بآليات الرقابة وإجازة العروض، فالكثير من الأعمال الجادة، والمهمة، يتم رفضها لأمور شكلية، وغير جوهرية، وتعود إلى نظرة ذاتية غير مُعمّقة لدلالات النصوص».

وأضاف الفنان الكويتي: «مزاج الرقيب أقصى العديد من الأعمال والمشاهد المهمة في الدراما الخليجية، والإشكالية أن الجميع يمارس دور الرقيب بمجرد أن يتم تقديم العمل للجهة المخولة بممارسة الدور الرقابي، إذ يكون هذا في الغالب دون معايير واضحة ومحددة، ليكون القرار مرتبطاً بتأويل شخصي وذاتي للنص».

معايير واقية

ورأى صاحب الشخصية الشهيرة «أبوعلاوي» أن هناك حاجة ماسّة لوضع معايير محددة يكون فيها سقف المسموح به واضحاً ومحدداً، وهو أمر سيوفر الكثير من الجهد والمشقة على جهات الإنتاج، وستكون بمثابة الخطوة التي ربما تقي ملاحقات قانونية، الجميع في غنى عنها. وكشف عبدالرضا عن أنه تعرّض للعديد من الملاحقات القضائية، أدين في إحداها بحكم بالسجن لثلاث سنوات مع وقف التنفيذ، على الرغم من أن النص كان مُجازاً من وزارة الإعلام الكويتية، موضحاً: «هذا الإحساس الدائم بأن بعض الإبداع قد يضعك تحت طائلة المساءلة القانونية، لأن شخصاً لم يعجبه ما تُقدم، ليس في صالح أي فن عموماً».

وأشار عبدالرضا الى أن بعض الأعمال التي ربما توصف بأنها سابقة لوقتها، لتستلهم الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الحالي، لم ترَ طريقها إلى المشاهد، بسبب هذه النظرة الاقصائية الرقابية، على الرغم من أنها في وقتها كانت بمثابة جرس إنذار مهم، كان من الممكن أن يكون له دوره التنبيهي آنذاك، سارداً فكرة مسلسل سابقة تتنبأ بشكل رمزي بتدنّي أسعار البترول.

وفي ما يتعلق بجديده الدرامي؛ أفاد عبدالرضا بأن هناك استراتيجية إنتاجية يعكف عليها بالتنسيق مع وزارة الإعلام الكويتية من أجل كسر هالة تكريس عرض الجديد الدرامي خلال شهر رمضان المبارك، لافتاً الى أن عمله المقبل سيعرض بعد الموسم الرمضاني، وليس خلاله.

تويتر