«مركز حمدان بن محمد» يمدّد إقامتها لـ 11 يوماً
«رحلة الهجن» تُجدد ثقافة الترحال في صحراء الإمارات
بيوم إضافي يمدد الرحلة لـ11 يوماً، وبخط سير متجدد، تعاود رحلة الهجن الاستكشافية، التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، مسيرتها اعتباراً من 17 يناير المقبل، لتتم أربع دورات متعاقبة، بمشاركة مغامرين من دول عربية وأجنبية مختلفة، إلى جانب المشاركة المحلية.
حفاوة وكرم قالت هند بن دميثان القمزي، إن رحلة الهجن الاستكشافية تتواءم مع طبيعة أهل الإمارات عموماً، ودبي بصفة خاصة التي تستوعب جميع الثقافات بحفاوة وترحاب وكرم. ورأت أن «الـ11 يوماً التي يقضيها المشاركون من أجل إنجاز رحلة الهجن الاستكشافية، في دروب صحراء الإمارات، بمثابة تمرين نفسي وجسدي يمنح المشارك جرعة من الطاقة الإيجابية المستمدة من رمال الصحراء المترامية، وصفو السماء وبريق النجوم وروعة الطبيعة». وتابعت: «الرحلة أيضاً فرصة التعرف إلى ثقافات جديدة، نظراً لتنوع جنسيات المشاركين، في مقدمتها ثقافة أهل الدار، وبصفة خاصة إرث حياة البادية». مشقة وجلد قال قائد رحلة الهجن الاستكشافية، خليفة بن سبعين المحرمي، الذي أنهى مهام مشاركته في عضوية لجنة تحكيم يولة فزاع، باقتدار في الأسابيع الأولى، إن الأيام التي اعتاد أن يقضيها سنوياً في الترحال هي الأبهى والأكثر سحراً بالنسبة له على مدار العام، نظراً لارتباطها بشكل لصيق بتفاصيل حياة الآباء والأجداد. وأضاف المحرمي لـ«الإمارات اليوم»: «من أهم ما يمكن استخلاصه من رحلة الهجن التي ستطول في صحراء الإمارات لـ11 يوماً، فضيلة الصبر على المشاق، والجلد، وهو ما تمتع به أجدادنا، من أهل البادية، الذين تحدوا ظروفاً بيئية شديدة الصعوبة». 17 يناير المقبل تنطلق رحلة الهجن الاستكشافية بمشاركة جنسيات متعددة. |
وتجدّد رحلة الهجن الاستكشافية، التي تبدأ وتنتهي في دبي، قاطعة مسيرة 500 كيلومتر في صحراء الإمارات، نبض ثقافة الترحال، وما ارتبط بها من تقاليد مختلفة، في سياق من الجلد وبساطة العيش، وخصوصية العلاقة مع الراحلة، والإلمام ببعض المهارات التي كان يتسلح بها الآباء، خصوصاً ما يرتبط منها بمعرفة الاتجاهات، والاستدلال على أفضل الطرق التي يجب اتباعها للوصول إلى الموقع المراد، وأماكن تواجد الماء، وغيرها.
تدريبات مؤهلة
وقالت مدير إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، هند بن دميثان القمزي، لـ«الإمارات اليوم»: إن «المنضمين إلى رحلة الهجن الاستكشافية، قد بدأوا بالفعل التدريبات المؤهلة التي تضمن إتمام الرحلة بنجاح، وتحقيق الأهداف المرجوة من إطلاقها، والتي تتضمن غايات تثقيفية وتعريفية، وأيضاً ترفيهية تلبي شغف عشاق المغامرات، وناشدي الخلود إلى الطبيعة من أجل الراحة والاستجمام، ولكن وفق معطيات مرتبطة بإرث حياة الأجداد، من أهل البادية».
وأضافت: «ينظم المركز هذه الرحلة كل سنة ليعيد إحياء التقاليد الإماراتية المرتبطة بالترحال على ظهر (سفن الصحراء) كما كانت عليه في القدم، ويتم تدريب الرحالة على السير ضمن القافلة للتنقل من مكان لآخر، وفقاً لخطة سير الرحلة التي تعد مسبقاً بواسطة فريق العمل المختص وقائد القافلة. كما أن هناك مجموعة من الشروط التي يتعين الالتزام بها سواء من المتقدمين أو خلال فترة التدريب».
وأكدت هند بن دميثان أن التدريبات المسبقة تعد نقطة البداية لهذه الرحلة، لأنها تمتحن قدرة الفرد ومدى التزامه بالمرتبة الأولى وحرص المشاركين على الاستمرار طوال أيام الرحلة، والامتثال لجميع المهام المسندة إليهم من قبل قائد القافلة.
قائد
وبعد أن أدى مهمته خلال الأسابيع الأولى من انطلاق بطولة فزاع لليولة، كأحد أعضاء لجنة التحكيم، يعاود خليفة بن سبعين المحرمي، قيادته مجدداً لرحلة الهجن الاستكشافية. وقال: «من الدروس التي تستخلص في الرحلة ضرورة بناء الرابط بين الإنسان والناقة التي سيمتطيها، إذ يتعين على كل مشارك التعود على الناقة، ومعرفة كيفية إطعامها وإنزالها، وطريقة التحكم بها لمتابعة السير في خط مستقيم دون خوف أو رهبة».
وأضاف: «تساعد التدريبات الحالية على تهيئة الفرد، وتربطه بالطبيعة وبما أننا على وشك استقبال نسخة جديدة من رحلة الهجن الاستكشافية، فإننا قد تعلمنا الكثير من هذه التجربة في السنوات الماضية، واجتزنا عدداً من التحديات، مثل تغيير المسارات التي تعترضها الرياح والأمطار لتجنب أي مخاطر، وغيرها من الأمور المتعلقة بقيادة الركب في الرحلة، إضافة إلى بناء روح العمل لدى الفريق الواحد المتمثلة في تقسيم المهام بين الرحالة عند التخييم، وأوقات الراحة، الأمر الذي ينمي أواصر الأخوة والتعاون بين الجميع».
قوانين
يقتضي الانضمام إلى القافلة الالتزام بشروط وقوانين، وإجراء الفحوص المبدئية اللازمة للتأكد من صحة وسلامة وقدرة المشارك. وتهدف رحلة الهجن الاستكشافية إلى تهيئة أجواء مماثلة لتلك التي كانت في الماضي عند التنقل والترحال في حياة البداوة، واستدامة أحد أهم رموز البيئة الصحراوية، وحث الشباب على ممارسة هواية ركوب الجمال والعناية بها، وعيش تجربة تزيد من قوة التحمل لدى الفرد والاعتماد على النفس، والعمل بروح الفريق الواحد، إضافة إلى تعلم الطرق القديمة في معرفة الاتجاهات بعيداً عن استخدامات وسائل التكنولوجيا الحديثة، إذ تستخدم الوسائل والخرائط القديمة التي اعتمدت في الرحلات قديماً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news