محمد يوسف: هدف المسابقة اكتشاف مواهب جـديدة

«صيف بلادي» يبحث عن أفلام وصور ملّونة بـــالولاء

فعاليات «صيف بلادي» تحظى بإقبال من فئات عمرية متعددة. من المصدر

يحمل البرنامج الوطني «صيف بلادي»، مجموعة من الأنشطة التي تدمج بين الترفيه والتعليم، لكنه ارتأى في نسخة هذا العام إضافة قيمة إبداعية جديدة، فنظم «صيف بلادي 2014» ضمن أنشطته النوعية مسابقة خاصة بالتصوير وبالأفلام القصيرة.

ويمكن للمشاركون في البرنامج أو من خارجه الانتساب إلى المسابقة، وتقديم صورهم أو أفلامهم التي يلتقطونها عبر الأجهزة التكنولوجية التي تكون بحوزتهم في الأيام العادية، كالهاتف أو حتى أجهزة اللعب الحديثة.

جوائز

بعد تقييم الأعمال من قبل لجنة مختصة سيتم اختيار ثلاثة فائزين من التصوير والأفلام، وستكون هناك جوائز مالية، قيمتها 5000 درهم.

وأكد الدكتور محمد يوسف أن القيمة المادية للجائزة ليست الهدف الأساسي، لأنها قد تعادل القيمة المادية للجهاز المستخدم في تصوير الأعمال، مشدداً على أن الهدف هو الاستفادة من التجربة.


شروط

يمكن للمشترك أن يتقدم بأكثر من صورة في حال كان لديه أكثر من عمل يستحق دخول مسابقة البرنامج الوطني «صيف بلادي»، في حين أن الشرط الأساسي هو الجودة في إبراز الموضوع.

أما الفيلم القصير فيجب ألا يزيد على ثلاث دقائق، ويجب أن يتم تصويره وفق مقاسات محددة وجودة معينة، فيما يعد النموذج الوثائقي هو النموذج المعتمد لدخول المسابقة، مع وجود مونتاج جيد للفيلم.

وعن تفاصيل المسابقة وشروطها، قال رئيس لجنة المسابقات والفعاليات، الدكتور محمد يوسف، لـ«الإمارات اليوم»، إن البناء العام للمسابقة يأتي تحت عنوان الولاء للوطن، والقيادة الرشيدة في البيت الموحد، موضحاً أن «توجهنا هذا العام إلى موضوع الخدمة العسكرية، وذلك لأن هدفنا وطني تماماً، ونريد أن يستفيد الجيل الجديد من الأجهزة الذكية التي بحوزته، وبالتالي نحولها من مجرد وسيلة للترفيه إلى وسيلة لإبراز المواهب والإبداعات».

وذكر يوسف أن المسابقة تتوجه للفئة العمرية ما بين 13 و25 سنة، وهي ليست حكراً على المنتسبين إلى البرنامج الوطني «صيف بلادي»، إذ يمكن لأشخاص من خارج البرنامج المشاركة، كما أن الفئة العمرية يمكن أن تتسع في حال تقدم بعض الأشخاص بأعمال متميزة. وأشار إلى أن «المسابقة لا تبحث عن نجوم في التصوير، وإنما لها هدف موجه وهو البحث عن موهبة جديدة، وشغل وقت الشباب بأشياء مفيدة، لأنهم سينشغلون بالفكرة المراد تصويرها، ثم التوقيت المناسب لالتقاط الصورة والإضاءة والزاوية، وهذه الأمور كلها ستجعلهم يعيشون حالة إبداعية جديدة وتجربة مميزة مملوءة بالتحدي».

تحويل توجّه الشباب من فكر استهلاكي إلى آخر إنتاجي، هو ما اعتبره الدكتور محمد يوسف الأساس في عمل البرنامج، منوهاً بأن «صيف بلادي» يساعد أيضاً على رسم طريق محدد للشباب، إذ من الممكن أن يكتشفوا هم أشياء بداخلهم من خلال الاستراحة الصيفية المفيدة، لافتاً إلى أن إضافة نشاطات إلى الألعاب الرياضية التي كان يتم التركيز عليها في السابق تعد من الأمور الجديدة، مع تأكيد أن كل النشاطات لاتزال محافظة على شعارها الأساسي، وهو خدمة الوطن والمجتمع.

ورأى يوسف أن نسبة المشاركة في المسابقة، لو وصلت إلى 10% من نسبة المنتسبين إلى البرنامج ككل، فإنها ستكون جيدة في البداية، لأن المسابقة تطلق للمرة الأولى، متوقعاً أن تكون نسبة المشاركة أعلى من ذلك، بسبب توجّه الشباب اليوم إلى التصوير، لاسيما أن المواقع الإلكترونية تزخر بمقاطع الفيديو المصورة من قبل الشباب والمعدة بمونتاج جيد.

وتابع يوسف أن «الكثير من الأفلام المنتشرة عبر مواقع التواصل، هي أفلام هدفها التسلية والضحك، وأحياناً يتبادل شباب ومراهقون مواد ليست مفيدة، بينما تحول المسابقة اليوم همهم الى ما هو نافع، بدافع تعزيز المسؤولية لـديهم، وإبراز طاقاتهم الإيجابية».

وعن وجود مسابقات أخرى في البرنامج، أكد يوسف، أنها كانت تقتصر على المسابقات المتعلقة بأعمال تراثية كانت تنظم بهدف المشاركة في الحفل الختامي، لكنها كشفت على مدار السنوات عن مجموعة من المواهب التي شقت طريقها؛ فمنها من عمل في المسرح أو الإعلام، وبات الكل يراهم عبر الشاشات. ونوه بأن ما يميز أنشطة «صيف بلادي» أنها تتوجه لكل الفئات، وقد دخلت رياض الأطفال والحضانات وغيرها من المراكز.

الصعوبات الأساسية التي تواجه البرنامج ليست قليلة، لكن وفقاً ليوسف، تبقى سهلة أمام النتائج التي يحققها، لاسيما أنه يقدم للشباب فرصة البروز أمام أولياء الأمور، ويساعدهم على تكوين الشخصية، كما أن ما يميز البرنامج، هو عمله مع أولياء الأمور، لكسر الحواجز بين الأبناء والأهالي. أما عن البرامج الشبيهة في الإمارات، فلفت يوسف إلى أن «صيف بلادي»، من أفضل البرامج الصيفية المتعددة في الدولة «وما يقدمه البرنامج متميز، لكن لا يمكن التغاضي عن المبادرات الشبيهة التي تطرحها جهات أخرى، كالبلدية أو ندوة الثقافة والعلوم أو هيئة الكهرباء، وهيئات تسعى إلى أن يكون لديها برنامج عمل صيفي يعمل من خلاله الشباب وينالون مكافأة في نهاية المطاف، كما أن هناك برنامج الشرطي الصغير الذي تقوم به شرطة الشارقة، والذي يعرف الصغار بحياة العسكر وخدمة المجتمع». مخاطبة الأهل لأولادهم وتحاورهم معهم، نصيحة أساسية وجهها يوسف لأولياء الأمور، معتبراً أنها تعزز اكتشاف الشخصية لدى الطفل باكراً، منوهاً إلى أهمية اتباع الأهل سياسة التقنين للتكنولوجيا أو الانتباه لما يقوم به الشباب، إذ أظهرت إحدى الدراسات الأميركية أن الاعتماد على الألعاب التكنولوجية التي تتطلب الكثير من التركيز، يضعف خلايا المخ، لأنها لا تتجدد، هذا إلى جانب الموجات التي تصدرها، والتي لها تأثير سلبي على الصحة.

وشدد يوسف على أن «صيف بلادي» يخضع لتقييم سنوي من قبل لجان مختصة، وأن مسابقة التصوير الجديدة بالتأكيد ستخضع للتقييم، ومن الممكن تطويرها في السنوات المقبلة، بحسب النتائج التي تتحقق في هذا العام، مشيراً إلى أن نتائج التقييم هي التي تحكم التطوير.

تويتر