برنامج تدريبي في «مرسم مطر» للأطفال والشباب
«أكثر من فن».. يحلّق مع مخيلات الصغار
يتوجه برنامج «أكثر من فن» الذي يقيمه مرسم مطر في دبي، إلى الأطفال والشباب، إذ يقدم لهم من خلال ورش تدريبية مجموعة من الفنون، بداية من الأشغال اليدوية، مروراً بالتصوير الضوئي، وصولاً إلى النحت والرسم.
وسيقدم المرسم ابتكارات الأطفال بأناملهم الصغيرة في معرض خاص بعد انتهاء الورشة في 21 الجاري، ليكشف عن المواهب التي يصقلها البرنامج، ويبرز الكثير من التوجهات الفنية لدى الأطفال الذين يمكن توجيههم إلى الفن في عصر باتت فيه الألعاب التكنولوجية هي الجاذب الأول لهم.
جوائز بعد الانتهاء من الدورات والورش التي ينظمها برنامج «أكثر من فن»، ينظم معرض جماعي للأطفال الذين ينجزون أعمالهم، وتقدم في ختام الدورة شهادات تقديرية للجميع، في حين يتم اختيار المتميزين عن كل نمط من أنماط الفنون، وتقدم لهم جوائز وهدايا عدة. |
وقالت مديرة مرسم مطر، شريهان صبرا، إن «البرنامج يتوجه للفئات العمرية التي تبدأ من خمس سنوات، ليصل إلى 18 سنة، ويتم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات، الأولى من خمس إلى ثماني سنوات، والثانية من تسع إلى 11 سنة، والثالثة من 12 إلى 18 سنة»، مشيرة إلى أن البرنامج يقبل الذكور إلى سن العاشرة، في حين أن من يزيد عمرهم على 10 سنوات هم فقط الفتيات.
وأكدت أن الهدف الأساسي من البرنامج هو تقديم ورش عمل تبدأ من تاريخ الفن، وتنتهي بالتنفيذ والتطبيق، لتكون دورة تدريبية لصقل المواهب واكتشافها، وكذلك تثقيف الصغار فنياً، من خلال التقنيات المختلفة التي تعتمد في التدريب، ومنها الرسم المائي والأكريليك، والنحت، وكذلك التصوير.
وشددت على أن العمل مع الصغار يكون على مستوى تأسيسي، ويقسم العمل ضمن ثلاث مجموعات، ومتوسط عدد المشاركين في المجموعة هو 15 مشاركاً.
ويتوجه البرنامج إلى المواطنين بشكل أساسي، وكذلك الوافدين، حسب صبرا، التي أشارت إلى أنه يقدم إليهم الفرصة لتقديم أعمال فنية من مواد متميزة في نوعيتها، إذ يهتم البرنامج بتقديم أعمال بجودة عالية. وعن المدربين الذين يقدمون الدروس للأطفال، أفادت بأنهم من خارج الدولة، ويتم إخضاعهم لدورة قبل بدء البرنامج، لضمان تقديمهم الورش ضمن المستوى المطلوب ووفق المنهج المحدد.
ورأت صبرا أن هذه الورش تعمل على اكتشاف المواهب وصقلها، مؤكدة أن «هناك مجموعة من الذين بدأوا في الدورات الأولى من هذا البرنامج، منذ ثماني سنوات، وتوجهوا اليوم لدراسة الفنون، كما أن هناك فتيات كثيرات شاركن في البرنامج، وكن يمتلكن الموهبة فقط، استطعن اكتساب التقنيات الخاصة بالرسم، وتمرسن على التقنيات خلال البرنامج». ولفتت إلى أن «الورش تبدأ بالتثقيف، فتقدم تاريخ الفنون للمشتركين، وأهم التجارب العالمية، والفرق بين أنواع الفنون، وأنماطها، وتعرض مجموعة من الأعمال لكل فنان، وتعرف بأسلوبه ومراحل تطوره، ثم تنتقل بعدها إلى الورش التطبيقية، وأحياناً تكون الورش لنقل تجارب فنان أو أعماله، وهذه الثقافة تقدم للصغار من خلال الأساليب الفنية التي تناسب أعمارهم».
وحول نوعية الفنون التي تقدم ضمن الورش، قالت صبرا «نتوجه مع الأطفال إلى الخزف، وبعض الأعمال الثلاثية الأبعاد، فننمي المهارات الحسية لديهم في هذه المراحل العمرية المبكرة، بينما نتوجه مع الكبار إلى أنواع أخرى تتمثل في النحت والرسم والتصوير، معتمدين على الكثير من المواد المتباينة في النحت، ومنها الجص أو عجينة الورق أو الطين الجاهز الذي لا يحتاج للدخول إلى الفرن كي يجف».
في المقابل؛ يعتمد التصوير على الكاميرات وليس الأجهزة الحديثة، وتتوافر من قبل المرسم، أو يمكن أن يوفرها المشترك إن كانت لديه، وتبدأ الورش بالتصوير الداخلي، ثم في الخارج وتصوير الطبيعة، لكن في هذا العام بدأ التوجه إلى التصوير المفاهيمي الذي يقوم على الحركة في الصورة، ومتوجه نحو فكرة معينة وليس فقط مشهداً محدداً، حسب مديرة مرسم مطر، التي أضافت عن حرية الابتكار والإبداع «إنها توجد لدى الفئات العمرية الصغيرة أكثر من الكبار، إذ يطلقون العنان لمخيلتهم، من دون أن يتقيدوا بمنظومة الصواب والخطأ، كالكبار الذين يحتاجون إلى جهد كي يتخلصوا من الخوف لإظهار ما لديهم». وشددت على أن تعليم الكبار أسهل، لكن تحفيزهم على إخراج ما لديهم ليس بهذه السهولة، فالصغار أكثر تحرراً في التعبير، ولهذا تأتي أعمالهم غنية، فحين يطلب من الكبار تقديم فكرة ما، تكون أعمالهم متشابهة كثيراً، أما الصغار فيبدع كل واحد منهم بطريقة مختلفة ومتميزة.
ولفتت صبرا إلى أن البرنامج يخضع للتطوير، وقد تم منذ ثلاث سنوات تنظيمه في فصل الربيع أيضاً، ولم يعد يقتصر على الصيف، في حين أن المرسم لديه مجموعة من الأنشطة والبرامج لدعم الشباب، لكنها لم تفعّل حتى الآن، لأنها تحتاج إلى الدعم والرعاية. وأوضحت أن «أكثر من فن» يتلقى الرعاية التي تمكنه من الاستمرار بهذا المستوى من حيث الجودة في التدريب، وكذلك المواد المستخدمة.
وحول الاهتمامات الأكثر، نوهت صبرا بأن التوجه يكون إلى شتى أنواع الفنون، بينما يهتم كثيرون من أولياء الأمور بالتصوير بشكل كبير.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news