مخيّم صيفي في دبي لاختبار الفن
ورش «تشكيل».. كنزات وملصقات يصنعها الأطفال
اختتم مركز «تشكيل»، أمس، ورشه التدريبية في المخيم الصيفي، الذي أقيم في مبنى المركز، والموجه للأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 8 و16 سنة. وقد تم خلال البرنامج الصيفي تقديم مجموعة من البرامج، منها دفاتر اللوحات الفنية، وتشكيل الطين، وتصميم الملصقات، وصناعة الكنزات، والتدريب على الفوتوشوب، إضافة إلى صناعة المواد الإذاعية المصغرة والغرافيتي، وقدمت كل هذه الأنشطة فرصة للأطفال لاختبار العمل الفني بشكل يدوي، يعتمد على قدراتهم في صياغة وتشكيل المادة الفنية، الأمر الذي يجعلها متميزة عن غيرها، بكونها تحمل الكثير من الجانب الشخصي، وتشكل إنجازاً فنياً بالنسبة إليهم.
3 صور قال السعودي عبدالعزيز بتاوي، الذي شارك في الورشة الخاصة بتقديم الكنزات، أنه استغل وجوده في دبي، للاستفادة من الورشة الفنية، لأنه يحب الفنون. وقدم كنزته، خلال الورشة، من خلال مزج ثلاث صور، مشيراً إلى أنه اختار جمع صورة رجل وسيارة وبوق، وأنه كان يريد تقديم أفكار أخرى يصعب تطبيقها. ورأى بتاوي، الذي يبلغ من العمر 16 عاماً، أن الفن من الأشياء التي يحبها، وعلى الرغم من حبه للفن إلا أنه لن يدرس الفنون، لأنه يدرك مدى صعوبة دراسة الفن في السعودية، سواء لجهة تقبل العائلة، أو حتى لجهة تقديم أعماله في بلده مستقبلاً. توعية يعد الفن من الأمور المهمة في حياة الطفل منذ نعومة أظافره، إذ يساعد في نموه وتطوره، فالفن يسهل تواصل الطفل مع العالم المحيط، إلى جانب زيادة قدرته على التعبير عن نفسه. ويعمل الفن على تنمية الجهة اليمنى من المخ، ويمده بمجموعة من المهارات التي يستخدمها الطفل طوال حياته، فهو يعتبر كاللغة وغيرها من الأمور المهمة في حياته. وأن الفنون ليست فرصة للتعبير عن النفس فحسب، فهي تمكن الطفل من الإبداع الذي يعد جانباً مهماً يسهم في جعل الطفل يحل مشكلاته في المستقبل. |
وقالت منسقة الاستديوهات ومنظمة الورش الفنية، سلامة نصيب، إن «فكرة الورش تقوم على تقديم العديد من الأنشطة الفنية، التي من شأنها أن تجعل الأطفال يختبرون الفن بأساليب متعددة، فكانت إحدى الورش حول صناعة الكنزات والطباعة عليها، حيث قدمنا لهم طريقة ابتكار رسومات، وتمت في النهاية طباعة الصور التي ابتكروها على ورق وكنزات». وأضافت أن الورش التي نظمت تمكن الأولاد من التعرف إلى المراحل المختلفة لإنجاز العمل الفني، كما أننا أحياناً نقدم الورشة الواحدة أكثر من مرة، فقد تعرف الأطفال خلال ورشة صناعة الكنزات إلى كل المراحل التي تتم فيها الطباعة على القماش. وحول طبيعة الورش التي قدمت على مدار المخيم، أكدت نصيب أن الورش طالت كيفية طباعة الملصقات، وكذلك تصميمها، وتشكيل الطين، فكانت كلها أشغالاً تقوم على العمل اليدوي، كما أن مدتها بسيطة، فالورشة الواحدة تدوم ثلاث ساعات، وهي الوقت الكافي لإنتاج العمل بشكل تام، خصوصاً أننا اخترنا الأمور البسيطة.
واعتبرت نصيب أن أهمية الورش تكمن في أنها تقدم المبادئ الأساسية في الفنون المطروحة، أكثر من اتجاهها للتعمق في مجال واحد، لأن هدفها أن تقدم المعرفة الأساسية التي تتيح لكل مشترك إنجاز عمل مشابه خارج حدود المركز، إذ يمكنهم أن يطبقوها في المنزل في وقت لاحق، دون أن يكونوا بحاجة للأدوات الموجودة في المركز. أما عدد الأولاد في الورشة الواحدة فيعتمد على طبيعتها، فبعض الورش تقتصر على أربعة طلاب، وبعضها يصل فيها عددهم إلى 12 أو 15، لاسيما في ورشة الملصقات، فهي أسهل ولا تتطلب منح الطلاب الكثير من التركيز والاهتمام حتى ينجزوا العمل. واعتبرت نصيب أن البدء بالنادي الفني كان من منطلق أن الجيل الجديد هو جيل الديجتال، يتوجه للألعاب الالكترونية أكثر من أي شيء آخر، لكن ورش العمل الفنية أظهرت لنا تعلق الأولاد بالعمل اليدوي بالمواد الملموسة، لهذا ركزنا خلال الصيف الجاري على الأعمال اليدوية.
أما المدرب الفني، خالد مزينة، فقد أكد أن الطلاب الموجودين في الورش كانوا يعملون بحرية تامة في اختيار الرسومات التي يحبونها، لاسيما في تقديم الصور على شكل كولاج، فهي أعمال تعبر عن الأطفال أنفسهم، كما أنه حينما تتم طباعتها على كنزة، فإنها تجعل الأطفال يشعرون بأن عملهم شخصي بحت.
وحول مشاركة الأطفال، أكد مزينة أن الفن يمكن أن يكون هواية فقط في هذا الوقت، أو أنه يعبر عن اهتمام الأطفال بهذا الجانب، منوها بأن الصغار يميلون إلى اللعب أثناء الورشة، بينما الكبار يميلون إلى متابعة المراحل بشغف وبدافع الاكتشاف. واعتبر أن الدورات الصيفية مهمة، لأن المرحلة العمرية هي التي يعبر فيها الأولاد، ومن الجيد أن نفتح أعينهم.
ورأى مزينة أن الفن اليوم بات مفتوحاً على آفاق جديدة ووسائط كثيرة، ومن خلال الدورة هناك فرصة لتسخير الكثير من الوسائط لخدمة الفن، فنحرص على تقديم معلومات جديدة عن المواد، وكيف يمكن أن يجعلها متآلفة مع مواد أخرى، أو قادرة على أن تكون في غير وظيفتها الأساسية، كإنتاج عمل فني من الملح مثلاً. أما اكتشاف المواهب الحقيقية في الورشة، فهو أمر ممكن جداً، لكن هناك مستويات عدة بين الطلاب، ويمكن القول إنه من بين المشاركين يكون لدينا شخص أو أكثر، يمكن أن يصبحوا فنانين. أما النصيحة الأساسية التي قدمها للأهالي، فكانت أن يهتموا إلى إقامة التوازن في حياة أولادهم، لاسيما الذكور، إذ إنه من الضروري الاهتمام بالفن عند الذكور وليس الرياضة فقط.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news